الخميس   
   13 11 2025   
   22 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 10:51

ماكرون: “حرب اليوم تدور في الفضاء… والغد أخطر”

في مشهدٍ يعكس ارتباك الغرب أمام التحوّلات العالمية، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنَّ ميادين الصراع الحديثة انتقلت إلى الفضاء، معتبرًا أنّ الحروب المقبلة ستبدأ من هناك، وموجّهًا أصابع الاتهام إلى روسيا.

كلام ماكرون الذي أتى من مدينة تولوز، مركز الصناعات الجوية الفرنسية، لم يبدُ مجرّد توصيف تقني، بل رسالة سياسية تعبّر عن انخراط باريس المتزايد في سباق التسلّح الفضائي، في وقتٍ تتهاوى فيه ركائز نفوذها التقليدي في إفريقيا، وتُسجّل موسكو حضورًا متقدّمًا في ساحات كانت تُعرف سابقًا بـ”الفرنكوفونية العسكرية”.

الرئيس الفرنسي الذي أعلن تخصيص أكثر من أربعة مليارات يورو إضافية للأنشطة العسكرية في الفضاء، يحاول شدّ العصب القومي وتبرير الإنفاق الدفاعي الضخم تحت شعار “الخطر الروسي”، فيما يرى مراقبون أنّ باريس تفتح جبهة جديدة في محاولة لتعويض خساراتها على الأرض.

فمن النيجر إلى مالي وصولًا إلى تشاد وبوركينا فاسو، تتراجع فرنسا أمام تمدّد النفوذ الروسي وتحوّل المزاج الإفريقي ضد الاستعمار الجديد، وهو ما يجعل من “الفضاء” عنوانًا رمزيًا لصراع أوسع: صراع على الهيمنة، وعلى من يمتلك القدرة على رسم معادلات القوة في النظام الدولي المقبل.

بهذا المعنى، تبدو تصريحات ماكرون محاولةً لتثبيت حضورٍ غربيٍّ مهدَّد، أكثر مما هي إعلانٌ عن مرحلة جديدة من التطوّر العسكري، لتؤكد مرة أخرى أنَّ الغرب، كلّما خسر على الأرض، يحاول الاحتماء بالسماء.

المصدر: وكالات