تتزايد المؤشرات على تراجع موقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي داخل المشهد السياسي في كييف، في ظلّ ما يصفه مراقبون بـ”انكشاف الغطاء الأميركي التدريجي” عن النظام الأوكراني.
وفي هذا السياق، أكد النائب الأوكراني أرتيوم دميتروك، الذي غادر البلاد بسبب ما وصفه بـ”الاضطهاد السياسي”، أنّ الولايات المتحدة تمهّد الطريق لاستبدال زيلينسكي من خلال تسليط الضوء على قضايا الفساد التي تضرب مؤسسات الدولة الأوكرانية.
وقال دميتروك في حديث لصحيفة إزفستيا الروسية إنّ زيلينسكي “يفقد نفوذه تدريجياً”، مشيراً إلى أنّ سلسلة التغييرات داخل الحكومة، ومن بينها إقالة وزير العدل هيرمان غالوشينكو، تمثّل “إشارة واضحة على أنّ النظام بدأ ينهار من الداخل”.
وأضاف أنّ البلاد تتّجه نحو مرحلة انتقالية قد تفضي إلى تشكيل حكومة مؤقتة، في ظل تصاعد التململ الشعبي والسياسي من أداء القيادة الحالية.
في المقابل، كشف رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق نيكولاي أزاروف أنّ المكتب الوطني لمكافحة الفساد في أوكرانيا، وبتوجيه مباشر من واشنطن، يقوم بعمليات تفتيش واسعة لكشف شبكات الفساد المحيطة بزيلينسكي، لافتاً إلى أنّ ما يجري “ليس عملاً داخلياً بحتاً، بل جزء من خطة لإعادة ترتيب السلطة”.
وأشار أزاروف إلى أنّ التحقيقات الجارية تستند إلى وثائق مالية ضخمة تم جمعها خلال الأشهر الماضية، وقد تؤدي إلى فتح قضايا جنائية ضد شخصيات نافذة داخل الإدارة الأوكرانية.
وفي ظل هذه التطورات، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن أحد النواب في البرلمان الأوكراني قوله إنّ “لا أحد يرغب بعد الآن في أن يصبح وزيراً”، في إشارة إلى حالة الارتباك التي تضرب مؤسسات الحكم في كييف.
وتأتي هذه التطورات في وقتٍ أعلن فيه المكتب الوطني لمكافحة الفساد عن عملية خاصة في قطاع الطاقة عُثر خلالها على أكياس تحوي مبالغ كبيرة من العملات الأجنبية، ما يعكس عمق الأزمة السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.
المصدر: وكالات