الأربعاء   
   12 11 2025   
   21 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 15:23

أزمة الميزانية الأميركية تقترب من نهايتها وسط انقسامات داخل الحزب الديمقراطي

تقترب جهود إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة من تصويت نهائي مرتقب في مجلس النواب، الأربعاء، وسط إعلان الرئيس دونالد ترامب انتصاره في المواجهة السياسية وظهور انقسامات حادة بين الديمقراطيين حول نص التسوية المطروحة.

ومن المتوقع أن يصوّت مجلس النواب لصالح مشروع قانون الإنفاق الذي من شأنه حل الأزمة المستمرة منذ ستة أسابيع، وذلك بعد انضمام ثمانية أعضاء ديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الاثنين الماضي، إلى الجمهوريين المؤيدين لترامب.

وفي خطاب له بمناسبة يوم المحاربين القدامى في مقبرة أرلينغتون الوطنية، أشاد الرئيس ترامب برئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون، متوجها لهم بالتهنئة على هذا “الانتصار الكبير”.

واعتبر ترامب، خلال المناسبة الرسمية، أن إعادة فتح الحكومة انتصار يجدر الاحتفاء به، قائلاً: “نفتح بلادنا مجدداً، وما كان ينبغي إغلاقها أبداً”.

وأضاف ترامب أنه يتوقع موافقة مجلس النواب ذا الأغلبية الجمهورية على مشروع القانون لتمويل الحكومة حتى شهر كانون الثاني/يناير المقبل، مشيراً في تصريحات لشبكة “إي إس بي إن” أن “فقط الأشخاص الذين يكرهون بلدنا هم من يريدون رؤية الحكومة مغلقة”.

من جانبهم، تعهد كبار الديمقراطيين بمعارضة مشروع القانون لعدم تطرقه لتمديد إعانات التأمين الصحي المقرر انتهاء صلاحيتها في نهاية العام الجاري، إلا أن التوقعات تشير إلى تمرير المشروع بسبب الأغلبية البسيطة التي يحظى بها الجمهوريون.

ومنذ اندلاع الأزمة، مارس الرئيس ترامب ضغطًا كبيرًا على الديمقراطيين من خلال السماح باستمرار الإغلاق الحكومي ورفضه التفاوض حول مطالب التأمين الصحي.

وأسفر الإغلاق عن حرمان مليون موظف حكومي من رواتبهم، وتعرض إعانات الغذاء لأصحاب الدخل المحدود للتهديد، وإلغاء أو تأخير آلاف الرحلات الجوية قبيل عطلة عيد الشكر.

وحذّر وزير النقل شون دافي من تفاقم الفوضى بحلول نهاية الأسبوع في حال استمرار الإغلاق، خاصة مع حرمان مراقبي الحركة الجوية من رواتبهم وتمديد أوامر إبطاء حركة الطيران.

وأظهرت استطلاعات الرأي تحميل الناخبين المسؤولية بشكل متزايد لحزب ترامب مع استمرار الإغلاق لأكثر من 40 يوماً. لكن الديمقراطيين تراجعوا ومنحوا الجمهوريين الأصوات اللازمة وفق قواعد مجلس الشيوخ، دون الحصول على التنازلات الرئيسية التي كانوا يطالبون بها.

وأكد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز أن “الرعاية الصحية للمواطنين في أنحاء البلاد على وشك أن تصبح باهظة التكلفة”، متعهداً باستمرار المعركة لخفض التكاليف.

وأدى الاتفاق على نص التسوية إلى انقسام داخل الحزب الديمقراطي، إذ انتقدت شخصيات بارزة عدم التمسك بتمديد إعانات التأمين الصحي، التي شكلت محور الأزمة الأساسية. وكتب حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة عام 2028، عبر منصة إكس: “أمرٌ مُخزٍ”.

وفي ظل استمرار الخلاف، تعالت أصوات في الحزب تطالب زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بالاستقالة لفشله في حشد دعم الكتلة الديمقراطية. وتزامن التراجع مع انتصارات انتخابية أخيرة للديمقراطيين في نيويورك ونيوجيرسي وفيرجينيا، ما أبرز قضية تكاليف المعيشة كنقطة ضعف لترامب والجمهوريين قبيل انتخابات التجديد النصفي لعام 2026.

في المقابل، وعد الجمهوريون الديمقراطيين بالتصويت على قضايا التأمين الصحي، وسط توقعات بتضاعف تكاليف برنامج “أوباما كير” لملايين الأميركيين دون تمديد الإعانات، وأصبحت قضية الرعاية الصحية محورًا لانقسام داخل تحالف ترامب.

وفي السياق ذاته، شن ترامب هجومًا على حليفته السابقة مارجوري تايلور غرين، منتقدًا تصريحاتها التي أعربت فيها عن “اشمئزازها” من احتمال تضاعف أقساط التأمين الصحي لأبنائها البالغين، لتتفاقم بذلك الخلافات داخل صفوف الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

المصدر: أ.ف.ب.