سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.
“أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
معركة أولي البأس – الثلاثاء 12/11/2024
في إطارِ الرَّدِّ على العُدوانِ الإسرائيليِّ، ودِفاعًا عن لُبنانَ وشَعبِه، نَفَّذَتِ المُقاوَمةُ الإسلاميَّةُ يَومَ الإثنين، الواقِعَ فيه الثّانِي عَشَرَ مِن تِشرينَ الثّانِي 2024، عِشرينَ عَملِيَّةً عَسكريَّةً، استَهدَفَت في مُعظَمِها مُستَوطَناتٍ، مواقِعَ، ثَكَناتٍ، وتَجمُّعاتٍ تَابِعَةً لِقوّاتِ العَدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحُدودِ اللُّبنانيَّة – الفِلسطينيَّة، بِاستِخدامِ الصَّواريخِ وَالقَذائِفِ المَدفَعيَّةِ.
وعَلى صَعيدِ المُواجَهاتِ البَرِّيَّةِ، استَهدَفَ مُجاهِدو المُقاوَمةِ الإسلاميَّةُ، بِصَلِيّاتٍ صاروخيَّةٍ نَوعيَّةٍ، تَجمُّعَينِ لِقوّاتِ العَدوِّ في مَوقِعِ العِبادِ عندَ الحُدودِ اللُّبنانيَّة – الفِلسطينيَّة، وفي خَربَةِ المَنارَةِ (بَينَ مُستَوطَنَةِ المَنارَةِ وَمَوقِعِ العِبادِ الحُدوديّ).
وقَصَفَتِ القُوَّةُ الصَّاروخيَّةُ في المُقاوَمةِ، بِصَلِيّاتٍ صاروخيَّةٍ، عَدَدًا مِنَ القَواعِدِ العَسكريَّةِ وَالمُستَوطَناتِ وَالمُدُنِ في شَمالِ فِلسطينَ المُحتلَّةِ، ومِنها:
- قاعِدَةُ “شِراغا” شَماليَّ مَدينَةِ عَكّا المُحتلَّةِ.
- مَربَضُ مَدفَعيَّةِ العَدوِّ الإسرائيليِّ في نَفيه زيف.
وفي إِطارِ سِلسِلَةِ عَمليّاتِ خَيبر، استَهدَفَتِ القُوَّةُ الصَّاروخيَّةُ في المُقاوَمةِ، لِلمرَّةِ الأُولَى، قاعِدَةَ هَحوتريم وَهيَ قاعِدَةٌ جَويَّةٌ رَئيسيَّةٌ تَابِعَةٌ لِسِلاحِ الجَوِّ الإسرائيليِّ وَتَبعُدُ عنِ الحُدودِ اللُّبنانيَّة – الفِلسطينيَّةِ أَربَعينَ كيلومترًا، جَنوبَ مَدينَةِ حَيفا المُحتلَّةِ، وَقاعِدَةَ تَل نوف الجَويَّةَ وَهيَ قاعِدَةٌ جَويَّةٌ رَئيسيَّةٌ، تَتبعُ لِقِيادَةِ المِنطَقَةِ الوُسطى في جَيشِ العَدوِّ الإسرائيليِّ، وَتَبعُدُ عنِ الحُدودِ اللُّبنانيَّة – الفِلسطينيَّةِ مئةً وَخَمسَةً وَأَربَعينَ كيلومترًا، جَنوبِيَّ مَدينَةِ تَل أَبيب، بِصَلِيّاتٍ مِنَ الصَّواريخِ النَّوعيَّةِ.
وفي نَفسِ الإِطارِ، شَنَّتِ القُوَّةُ الجَويَّةُ في المُقاوَمةِ هُجومًا جَويًّا بِسَربٍ مِنَ المُسيَّراتِ الانقِضاضيَّةِ، لِلمرَّةِ الأُولَى، على مَصنَعِ يَكنعام عيليت وَهوَ مَصنَعٌ لِلإِنتاجِ التِّكنولوجيِّ العَسكريِّ، وَيَبعُدُ عنِ الحُدودِ اللُّبنانيَّة – الفِلسطينيَّةِ خَمسينَ كيلومترًا، جَنوبِيَّ شَرقِ مَدينَةِ حَيفا المُحتلَّةِ، وَأَصابَت أَهدافَها بِدِقَّةٍ.
واستَهدَفَتِ القُوَّةُ الجَويَّةُ قاعِدَةً لوجِستِيَّةً لِلفِرقَةِ 146 (شَمالَ بَلدَةِ الشَّيخِ دَنون) شَرقِيَّ مُستَوطَنَةِ نَهاريّا، بِسَربٍ مِنَ المُسيَّراتِ الانقِضاضيَّةِ وَحَقَّقَت إِصابَاتٍ مُباشِرَةً.
تَصَدَّى مُجاهِدو المُقاوَمةِ في وَحدَةِ الدِّفاعِ الجَوِّيِّ لِطائِرَةٍ مُسيَّرَةٍ إسرائيليَّةٍ مِن نَوعِ “هَرمِز 450” في أَجواءِ النَّبَطِيَّةِ، وَأُخرَى في أَجواءِ القِطاعِ الغَربيِّ، وَأَجبَروهُما على مُغادَرَةِ الأَجواءِ اللُّبنانيَّةِ.
وَوَزَّعَ الإِعلامُ الحَربيُّ في المُقاوَمةِ مَقطَعَ فِيديو لِرِسالَةٍ مِن مُجاهِدي المُقاوَمةِ إِلى عَوائِلِ الشُّهَداءِ بِمُناسَبَةِ يَومِ شَهيدِ حِزبِ الله، وَمِمّا جاءَ فيها: “نُعاهِدُكُم يا عَوائِلَ شُهَدائِنا بِالتَّمسُّكِ بِنَهجِ الشُّهَداءِ مَشاعِلِ الطَّريقِ، وَالسَّيرِ في هَدي وَصاياهم، وَحَملِ أَهدافِهِم حَتّى تَحقيقِ النَّصرِ المُبينِ على أَعداءِ الدِّينِ”.
وفي مُلَخَّصٍ مَيدانِيٍّ صادِرٍ عنها، أَكَّدَت غُرفَةُ عَمَليّاتِ المُقاوَمةِ الإسلاميَّةِ، أَنَّ القَرارَ الَّذيِ اتَّخَذَته قِيادَةُ جَيشِ العَدوِّ الإسرائيليِّ بِالانتِقالِ إِلى المَرحَلَةِ الثّانِيَةِ مِن “المُناوَرَةِ البَرِّيَّةِ” في جَنوبِ لُبنانَ، لَن يَكونَ مَصيرُهُ سِوى الخَيبَةِ، وَسَيكونُ حِصادُهُ الحَتميُّ المَزيدَ مِنَ الخَسائِرِ وَالإِخفاقاتِ؛ وَإِنَّ مُجاهِدينا في الانتِظارِ.
وفي المُقابِلِ، أَفادَت وَسائِلُ إِعلامٍ إسرائيليَّةٌ بِانفِجارِ طائِرَتَينِ بِدونِ طَيّارٍ، إِحداهُما في مُستَوطَنَةِ نيشِر بِمِنطَقَةِ حَيفا، وَالأُخرَى داخِلَ مَنطِقَةٍ عَسكريَّةٍ جَنوبَ حَيفا المُحتلَّةِ. وَسَقَطَ صاروخٌ في مُستَوطَنَةِ نَهاريّا أَسفَرَ عن مَقتَلِ مُستَوطِنَينِ اثنَينِ مِن عَناصِرِ الِاحتِياطِ، إِضافَةً إِلى إِصابَةِ اثنَينِ آخَرَينِ. وَأَشارَت صَحيفَةُ “يديعوت أَحرونوت” العِبريَّةُ إِلى أَنَّ الهُجومَ الصَّاروخيَّ لِحِزبِ الله استَهدَفَ في تَوقيتٍ واحِدٍ مَناطِقَ شَمالَ وَوَسَطَ إِسرائيل، مِمّا يَدُلُّ على تَنسيقٍ كَبيرٍ في العَمَليَّةِ.
وقد سُجِّلَ في هَذا اليَومِ إِطلاقُ صَفّاراتِ الإِنذارِ اثنَتَينِ وَعِشرينَ مَرَّةً في مُختَلِفِ مَناطِقِ شَمالِ فِلسطينَ المُحتلَّةِ، وتَرَكَّزَت في مُستَوطَناتِ الجَليلِ الأَعلَى، وَعَلى الخَطِّ السّاحِليِّ مِن رَأسِ النّاقورَةِ شَمالًا حتّى مِنطَقَةِ تَل أَبيب جَنوبًا.
المصدر: موقع المنار
