في اليوم الـ33 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، شنّ العدو الاسرائيلي 3 غارات على شمال شرقي بلدة بيت لاهيا داخل مناطق الخط الأصفر في القطاع.
يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه مصادر إعلامية أن فريقاً من الصليب الأحمر وكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) يستعد لدخول المنطقة الصفراء شرقي غزة للبحث عن جثث أسرى صهاينة.
وفي تفاصيل التطورات في القطاع، أطلقت قوة من جيش الاحتلال نيرانها باتجاه مخيم البريج للاجئين وسط القطاع، كما نفذ الجيش عملية نسف شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
على صعيد آخر، أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، أمس الثلاثاء، استخراج 35 جثمانا لفلسطينيين مجهولي الهوية للتعرف على هوية أصحابها بعدما تم دفنهم على عجل بإحدى مناطق القطاع خلال أشهر حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها العدو.
وقال الدفاع المدني -في بيان- إن طواقمه استخرجت الجثامين من ساحة عيادة الشيخ رضوان بمدينة غزة ونقلتها إلى مستشفى الشفاء بالمدينة ذاتها لأخذ عينات منها وحفظها، والعمل مع المنظمات والهيئات الدولية للحصول على معلومات للتعرف على هوية أصحاب تلك الجثامين.
وأشار إلى أن الطواقم ستشرع، بعد 48 ساعة من وقت استخراج الجثامين، بنقلهم للدفن إلى مقبرة الصليب الأحمر في مدينة دير البلح وسط القطاع.
ووفق بيانات سابقة للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، فإن الفلسطينيين اضطروا لدفن ذويهم في مقابر عشوائية بالشوارع والحدائق والساحات العامة والمستشفيات.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، نقل فلسطينيون وطواقم دفاع مدني جثامين عشرات القتلى من مقابر عشوائية لدفنهم بمقابر شرعية بعد تعرف ذويهم عليهم. في حين يتم نقل الجثامين التي يتعذر التعرف على هوياتها للدفن في مقبرة مخصصة بمدينة دير البلح.
وفي الإطار ذاته، أفادت مصادر طبية في قطاع غزة بأن عددا كبيرا من الجثامين التي سلمها الاحتلال مؤخرا ضمن صفقة التبادل ظهرت عليها علامات واضحة تشير إلى تعرضها للتنكيل والتعذيب.
وقالت إدارة لجنة الجثامين إن الفحص العيني أظهر وجود آثار تقييد محكم للأيدي، وتعصيب للعيون، وجروح بليغة وكدمات وإصابات نارية. ووفق وزارة الصحة بقطاع غزة، فقد تم تسليم جثامين 315 شهيدا، دون معلومات تعريفية.
وتقول الطواقم الطبية إن جزءاً منها يحمل مؤشرات لإعدامات ميدانية أو معاملة قاسية قبل الوفاة أو بعدها، في ظل عدم قدرة المختبرات على إجراء فحوص الحمض النووي للتعرف عليها.
وفي هذا الشأن عقدت لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب في جنيف جلسات لمراجعة مدى التزام إسرائيل باتفاقية مناهضة التعذيب، وسط تقارير حقوقية تتهمها بممارسة التعذيب بشكل منهجي ضد الفلسطينيين.
وطالب خبراء الأمم المتحدة العدو بتوضيحات بشأن الاعتقالات الإدارية واعتقال القاصرين وتعذيب المحتجزين وظروف احتجازهم. وقد ردت إسرائيل -خلال الجلسة التي تحضرها بوفد موسع- بأنها تلتزم بالاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب.
وقد قال أسرى فلسطينيون من قطاع غزة، أفرج الاحتلال عنهم مؤخراً، إن المعتقلين في سجون الاحتلال يتعرضون لأقسى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي.
على الصعيد السياسي، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن بعض المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب يشعرون بقلق بشأن اتفاق وقف الحرب في غزة، مضيفة أن المخاوف ناجمة عن صعوبة تنفيذ العديد من البنود الأساسية بالاتفاق مثل إمكانية نشر ما تدعى “قوة الاستقرار الدولية”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن واشنطن تنتظر أن يمرر مجلس الأمن الدولي قرارا بشأن غزة، مضيفا أن محور الاهتمام حاليا هو عقد مؤتمر دولي للمانحين تعقبه تعهدات دولية بالمشاركة في “قوة الاستقرار” تلك.
ويرتكب العدو منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 69 ألف شهيد، وما يزيد على 170 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة لدمار هائل طال 90% من البنى التحتية المدنية بالقطاع المنكوب.
المزيد من التفاصيل مع مراسلنا عماد عيد.
أطباء بلا حدود: الأوضاع الإنسانية بغزة ما زالت مروّعة
قالت منظمة “أطباء بلا حدود”، إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال مروعة بعد مرور شهر على وقف إطلاق النار الهش، مشيرة إلى استمرار سقوط ضحايا يوميًا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا قرب “الخط الأصفر”، وسط قيود مشددة على دخول المساعدات.
وأوضحت منسقة الطوارئ في المنظمة كارولين سيغوين، في بيان اليوم الأربعاء، أن الكثير من الفلسطينيين يخاطرون بحياتهم بالعودة لتفقد منازلهم، بينما تقع مستشفيات رئيسية ضمن مناطق يسيطر عليها الجيش، ما يعقّد الوصول إلى الرعاية الطبية.
وأضافت أن سلطات الاحتلال تعرقل إدخال مساعدات أساسية مثل الأدوية، ومستلزمات الإيواء والنظافة، مؤكدة أن المعاناة الحالية “يمكن تجنبها تمامًا”.
وأشارت إلى أن آلاف المهجرين يعيشون في خيام تفتقر للماء والكهرباء، وسط تكدّس للنفايات وتفشٍ للأمراض الجلدية والتنفسية والهضمية، مع اقتراب فصل الشتاء.
وطالبت المنظمة بالسماح الفوري بزيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق.
المصدر: مواقع إخبارية
