الأربعاء   
   12 11 2025   
   21 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 11:17

الصحافة اليوم 12-11-2025

الأخبار:

محاولة أميركية لتعويم «أبو شباب»: «اليوم التالي»… للعصابات!

توصّلت حكومة العدو الإسرائيلي إلى تفاهم مع المبعوث الأميركي، جاريد كوشنر، على «ترحيل» مقاتلي «حماس» المحاصرين في مدينة رفح، نحو دولة ثالثة. غير أنّ هذه الخطة اصطدمت بعقبة رئيسة تمثّلت في رفض جميع الدول، بما فيها قطر وتركيا، استقبال هؤلاء المقاتلين، وفقاً لما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مصدر في «الكابينت» الإسرائيلي. وعليه، كشفت «هيئة البثّ» الإسرائيلية، أنّ «كوشنر، قدّم اقتراحاً بديلاً يقضي بالسماح للمحاصَرين بالانتقال إلى مناطق تخضع لسيطرة حماس» في قطاع غزة، بعد نزع أسلحتهم، وذلك كجزء من مسار أميركي، لإنشاء «منطقة منزوعة السلاح» في القطاع.

وإذ اتّهم رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه «تعهّد للأميركيين بالسماح بخروج مقاتلي حماس من رفح من دون العودة إلى الكابينت»، سارع مكتب نتنياهو إلى نفي ذلك، مؤكّداً أنّ «رئيس الوزراء، لم يقدّم أي تعهّد من هذا النوع». وعلّق الصحافي الإسرائيلي المقرّب من نتنياهو، عميت سيغال، بدوره، على الاقتراح الأميركي، بوصفه إياه بـ«غير المنطقي»، متسائلاً: «إذا كان الهدف هو تفكيك حماس، فلماذا إطلاق سراح مقاتليها؟ وإذا تمّ ذلك، فماذا يعني بخصوص جدّية المساعي لتفكيك الحركة؟». وخلص إلى أنّ «على إسرائيل أن تُصرّ على موقفها بأي ثمن تقريباً». ومع هذا، تُقدّر الأوساط الإسرائيلية أنّ «الأزمة قابلة للحلّ»، في ظلّ إصرار واشنطن على عدم السماح بانهيار اتفاق وقف إطلاق النار.

وفي ظلّ استمرار الشدّ والجذب حول أزمة المقاتلين المحاصرين، أثار ما نُقل عن لقاء جمع كوشنر، بمتزعّم إحدى الميليشيات العميلة للاحتلال الإسرائيلي، ياسر أبو شباب، في «مركز إدارة وتنسيق وقف إطلاق النار» في كريات غات، جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية الإسرائيلية. ويأتي اللقاء المفترض، الذي أوردت أنباءه صحيفة «يسرائيل هيوم» وقناة «العربية» السعودية، في سياق جهود واشنطن، لتسريع الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل تأمين خروج مقاتلي «حماس» من رفح، وتحديد دور مجموعات العملاء في المناطق الخاضعة للاحتلال.

والظاهر أنّ ثمّة مسعى أميركياً لإنقاذ نتنياهو من الحرج، وتجنيب جيش الاحتلال أي مخاطر جانبية قد تفضي إلى اشتباك يتسبّب بمقتل جنود إسرائيليين، وذلك عبر تحويل العملاء الفشلة، الذين لم يستطيعوا أن يشكّلوا بديلاً أمنياً وسياسياً من «حماس»، إلى كبش فداء في عملية تحمل هامشاً كبيراً من المفاجآت والمخاطرة، لكنها تمثّل حلّاً وسطاً لكل الأطراف، وتفتح هامشاً أكبر للتنصّل من المسؤولية عن الأخطاء.

ورغم أنّ مراسل «القناة 12»، باراك رافيد، نقل عن مسؤول أميركي كبير نفيه التامّ لانعقاد هذا الاجتماع، ووصفه الخبر بـ«الكاذب»، إلّا أنّ هذه الأنباء أعادت تسليط الضوء على الاستراتيجية الإسرائيلية – الأميركية في دعم العصابات التي فشلت على مرّ عامين، رغم ظروف الحرب والمجاعة، في اختراق الشارع الغزّي، وعجزت عن استمالة المواطنين حتى بما حظيت به مناطقها من امتيازات توفّر الطعام والشراب، في مقابل الجوع والعوز في باقي مناطق القطاع.

وتأتي التحركات الأميركية المتجدّدة نحو العملاء في وقت حذّرت فيه مصادر غربية من أنّ تعثّر خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لوقف الحرب، سيقود إلى واقع يجري فيه تقسيم غزة فعلياً إلى منطقتين، الأولى: تحت سيطرة إسرائيل والمجموعات العملية، والثانية تحت سيطرة «حماس»، وسط فراغ إداري وأمني يزداد توسّعاً. ويبرز في هذا السياق العميل ياسر أبو شباب، الذي يبدو أنّ تل أبيب وواشنطن تحاولان، مجدّداً، إعادة تدويره لتوليته أدوراً مستقبلية، وهو ما يَظهر أنه سيبوء بالفشل مرة أخرى؛ إذ إنّ الحديث لا يدور عن لواء أو رتبة سامية في جهاز أمني قرّر تأسيس حالاً اجتماعية وسياسية جديدة لمرحلة ما بعد الحرب، تحمل برنامجاً «وطنياً» متواطئاً مع الاحتلال، بل عن مجرّد تاجر مخدّرات ونزيل جنائي سابق وقاطع طريق، متورّط في سرقة مساعدات غذائية في أثناء مدد المجاعة، ما جعله منبوذاً حتى من أقرب المحيطين به. ورغم الامتيازات التي توفّرها له قوات العدو في المناطق التي ينشط فيها في رفح، فإنها تبقى شبه خالية إلا من بضع عشرات من المنبوذين.

إلى ذلك، كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أنّ عدداً من الدول، ومصر، أعربت عن «ملاحظات جوهرية على مشروع القرار الأميركي المطروح في مجلس الأمن، والمتعلّق بإنهاء الحرب ونشر «قوة دولية» في غزة. وأشار عبد العاطي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المصرية الرسمية، إلى أنّ «مصر منخرطة بفاعلية في مشاورات نيويورك، وتُجري تنسيقاً يومياً مع الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن، إضافة إلى مشاورات عربية تقودها الجزائر». وإذ أبدى الوزير المصري، رغبة بلاده في «صدور قرار دولي يُراعي الثوابت الفلسطينية ويسمح بنشر القوة الدولية بشكل سريع وفعّال»، فقد أكّد في الوقت نفسه أنّ «مصر تدعم مبدأ النشر من دون أن تكون بالضرورة جزءاً من القوة»، مشدّداً على «أهمية التوافق وعدم المساس بالحقوق الفلسطينية، وعلى ضرورة صياغة قرار قابل للتنفيذ».

قاسم: العدوان لن يستمرّ ولكل شيء حدّ

في موقف هو الأول منذ وقف إطلاق النار قبل نحو عام، نبّه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أنّ «العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيءٍ حدّ»، و«لأننا في خطر وجودي حقيقي، من حقّنا أن نقوم بأي شيء لحماية وجودنا». وشدّد على «أننا سندافع عن أهلنا ولن نستسلم ولن نتخلّى عن سلاحنا (…) وأي ثمن يبقى أقلّ من ثمن الاستسلام»، داعياً أميركا وإسرائيل إلى «أن ييأسوا، فنحن أبناء الأرض الصامدون، ولن نعيش إلّا أعزّة». وحذّر من أنه «إذا كان الجنوب نازفاً، فالنزف سيطاول كل لبنان».

وفي احتفال «يوم الشهيد» أمس، أكّد قاسم أن اتفاق وقف إطلاق النار ‎هو حصرياً لجنوب نهر الليطاني، وعلى إسرائيل الانسحاب، ‏وإيقاف العدوان، ‏وإطلاق سراح الأسرى، ولا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة اللبنانية تتحمّل مسؤولية من خلال ‏حكومتها وأجهزتها بإخراج إسرائيل بكل الوسائل المشروعة ‏والمّتاحة، مشدّداً على «تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته، ولا علاقة للخارج بهذا النقاش».

وأكّد أن «الجنوب مسؤولية الدولة، مسؤولية الحكومة والشعب والمقاومة، ولن يستقر لبنان مع استمرار عدوان ‏إسرائيل ‏وضغط أميركا»، حاسماً أن «لا ‎استبدال للاتفاق، ولا تبرئة ذمّة للعدو الإسرائيلي باتفاق آخر، لأنه عندما نذهب إلى اتفاق آخر، ف‏يعني ذلك أن كل ‏شيء انتهى وعفونا عنه، وعندها ‏سيذهبون إلى شروط جديدة وترتيبات ‏جديدة»، مؤكداً أن «استمرار العدوان على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن أن يستمر، ولكل شيء حدّ. لن أتكلم ‏أكثر من هذا، وعلى المعنيين أن ينتبهوا». وأضاف: «المقاومة تحمّلت المسؤولية 42 سنة، وقالت الحكومة إنها ستتحمّل المسؤولية هذه المرة، ونحن فتحنا لها الطريق، ونؤيد أياً كان يريد الدفاع عن هذا الوطن».

وأشار قاسم إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار يتضمّن «انسحاب إسرائيل من ‏جنوب نهر الليطاني، ‏وانتشاراً للجيش اللبناني في هذه المنطقة وعدم وجود أي مظاهر مسلّحة ‏لغير الجيش فيها.‎ وبالنسبة إلينا، الاتفاق مقبول لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني بدل المقاومة على أرض الجنوب، ‏ونحن نتمنى أن يكون الجيش ‏موجوداً ليقاتل العدو الإسرائيلي إذا تقدّم أو اعتدى».

واعتبر «أننا رابحون بهذا الاتفاق، لأن الدولة ‏أعلنت استعدادها لتحمّل مسؤوليتها، وفي المقابل، إسرائيل خسرت لأنها يجب أن تخرج بحسب الاتفاق من دون أن تحصل ‏على مكاسب ‏عدوانها»، سائلاً: «لماذا لم تطبّق إسرائيل ما عليها؟ لماذا لم ‏تطبّق أميركا ما عليها ‏باليد الإسرائيلية؟».

وأجاب: «السبب أن لبنان يستعيد سيادته وحريته وكرامته إذا خرجت إسرائيل، ولأن إسرائيل فشلت في جرّ المقاومة إلى خرق الاتفاق وإعطاء ذريعة لها للادّعاء بأن أمنها مُعرّض للخطر».

ونبّه إلى أن إسرائيل «تريد أن تتدخّل في مستقبل لبنان، وكيف سيكون جيشه واقتصاده وسياسته وموقعه؟ أميركا، باليد الإسرائيلية، تريد أن تنهي قدرة لبنان المقاوم، وأن تسلّح الجيش بمقدار قدرته على ‏مواجهة حزب الله، أي ‏ممنوع أن يكون الجيش قادراً على إسقاط طائرة واحدة، أو إطلاق صاروخ واحد باتجاه العدو ‏الإسرائيلي»، لافتاً إلى أنهم «يضغطون على الحكومة لتقدّم تنازلات من دون بَدَل، ومن دون ضمانة، وعن طريق الفتنة، مع ‏إعطاء حرية كاملة ‏لإسرائيل أن تبقى محتلّة وتعتدي متى تشاء». ‎

وأسف قاسم لأن «حكومتنا لم تجد من البيان الوزاري إلا حصرية السلاح، وتدّعي أنها إنما تقوم بحصرية ‏السلاح لنزع الذرائع من العدو الإسرائيلي»، مؤكداً أن «نزع السلاح لا يمنع الذريعة. الآن يتحدّثون عن أن حزب الله ‎يستعيد قدرته، ويتسلّح ‏من جديد، ويتموّل، والمال يعطيه قوة… الذرائع لن تنتهي».

وعن الاعتداءات والخروقات اليومية، قال: «‎لن نناقش خدّام إسرائيل الذين يشاركون في الضغط لتحقيق المطالب الأميركية الإسرائيلية»، سائلاً الحكومة «لماذا لا ‏تضع خطة استعادة السيادة الوطنية من ضمن جدول أعمالها، وتضع ‏جدولاً زمنياً، ‏وتطلب كل شهر من الجيش اللبناني والأجهزة المعنية تقديم تقرير أين أصبحنا في ‏استعادة السيادة الوطنية وفي عدم تطبيق الإملاءات الأميركية وعدم الانبطاح ‏أمامها؟. ما علاقة الأميركيين بالوضع الاجتماعي والقرض الحسن والخدمات التي تُقدَّم للناس؟». ودعا الحكومة للتصرف «على أساس حماية المواطنين، وحماية المنظومة الاجتماعية، ومسؤوليتها عن ‏الإعمار والبناء ‏وإعطاء الحقوق وليس دورها أن تنفّذ الإملاءات الأميركية».


البناء:

ديرمر ضاق ذرعا بأكاذيب نتنياهو وويتكوف يستقيل ضاق ذرعاً بأكاذيب كوشنر

القناة 12 تكشف التوصل إلى تسوية لترحيل مقاتلي القسام المحاصرين في نفق رفح

قاسم: وراء الجيش… ولن نترك السلاح… ولا تفاوض على بديل لاتفاق وقف النار

يبدو فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو سواء بسواء في حال تفكك، حيث يفقد ترامب أكفأ معاونيه وأشدهم قرباً منه ستيف ويتكوف الذي يجري الحديث عن استقالته قريباً، بعدما ضاق ذرعاً بأكاذيب جاريد كوشنر صهر ترامب والذي يتصرّف كرئيس للفريق الذي يضم ويتكوف، وقد تحقق ويتكوف من أن كوشنر عدا عن عاداته السيئة وتورم حلة التفاخر التي يعيشها قد ورط واشنطن بكذبة الحصول على موافقة حركة حماس على نزع سلاحها، بعدما بنى الكثير من مبادراته على صحة ما نقله كوشنر قبل اكتشاف أنه كان يكذب، بينما تسبّبت بالتوازي أكاذيب نتنياهو التي كان يحملها وزير الشؤون الاستراتيجي وأقرب الوزراء إلى نتنياهو رون ديرمر الى واشنطن ويبني عليها استراتيجيات تفاوضية قبل أن ينكر نتنياهو ما قاله، إضافة إلى تسلط زوجة نتنياهو سارة على إدارة الفريق السياسي لنتنياهو وقيامها بالاتصال بديرمر وإعطائه التعليمات، حتى ضاف ديرمر ذرعاً وقرّر الاستقالة.
في قضية مقاتلي حركة حماس المحاصرين في نفق في مدينة رفح نقلت القناة 12 العبرية عن مصدر أميركي أن واشنطن معنية بحل أزمة مقاتلي رفح دون تعطيل التقدم بتنفيذ مراحل الاتفاق. وأضافت أن أزمة مقاتلي حماس برفح في طريقها إلى الحل وإن استغرق الأمر أياماً أخرى. بينما ربطت وسائل إعلام إسرائيلية بين التوصل إلى تسوية لترحيل 200 مسلح عالق بأنفاق رفح، واستئناف فريق من الصليب الأحمر وكتائب القسام البحث عن جثث أسرى إسرائيليين في حي الشجاعية.
في لبنان، تحدث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بمناسبة يوم شهيد حزب الله فقال إنّ «موقف حزب الله هو أن الاتفاق المعقود في 27 تشرين الثاني 2024 هو حصرًا في جنوب الليطاني وأنّه لا توجد مشكلة على أمن المستوطنات، والدولة تتحمل المسؤولية في إخراج «إسرائيل» بكل الوسائل المشروعة والمتاحة». وأوضح قاسم أنّه «إذا كان الجنوب نازفًا فالنزف سوف يطال كل لبنان»، مشيرًا إلى أنّ «لا تبرئة ذمة للعدو الإسرائيلي عبر اتفاق آخر»، شارحاً أن «اتفاق وقف إطلاق النار يتحدث عن انسحاب «إسرائيل» وانتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني، وبالنسبة لنا فالاتفاق فيه ثمن مقبول لدى المقاومة لأن الثمن هو انتشار الجيش اللبناني في الجنوب». وأكّد «أننا نأمل أن يستمر الجيش اللبناني في وجوده على الأرض»، موضحًا «أننا رابحون في وجود الجيش اللبناني»، مضيفًا: «يجب تنفيذ الاتفاق وبعدها كل السبل مفتوحة لنقاش داخلي حول قوة لبنان وسيادته ولا علاقة للخارج بهذا النقاش»، مضيفاً «أننا سندافع عن أهلنا ولن نستسلم ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يعطينا العزيمة والقوة»، مضيفًا: «أي ثمن هو أقل من ثمن الاستسلام».

ورأى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، أنّ المقاومة قدمت في معركة «أولي البأس» تضحيات كبيرة، ومنعت «إسرائيل» من تحقيق أهدافها، ووقفت حاجزاً أمام الاجتياح «الإسرائيلي»، موضحاً أنّ «الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي «إسرائيلي» لم يستطيعوا الدخول إلّا مئات أمتار».
وخلال الاحتفال المركزي الذي أقامه حزب الله، لمناسبة «يوم الشهيد» قال قاسم: «حصل اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024، وقد نص على انسحاب العدو من جنوب نهر الليطاني وانتشار للجيش، وبالنسبة لنا فإنّ ثمن الاتفاق مقبول من ناحيتنا، وهو انتشار الجيش وهم أهلنا وأبناء وطننا.. والمقاومة تحمّلت المسؤولية 42 سنة، وقد قالت الحكومة، إنّها ستتحمّل المسؤولية هذه المرة، ونحن فتحنا لها الطريق، ونحن نؤيد أياً كان يريد الدفاع عن هذا الوطن».
وأشار إلى أنّ أميركا و»إسرائيل» تتدخلان في مستقبل لبنان، وهما تريدان إنهاء قدرة لبنان المقاومة، وتسليح الجيش بقدر (معيَّن) لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو «الإسرائيلي»، وأميركا و»إسرائيل» تعتبران أنّ الاتفاق يعطي لبنان مكاسب، وأنه إذا خرجت «إسرائيل» من لبنان، فيستعيد سيادته، ولذلك يجري الضغط على الحكومة.
ولفت إلى أنّ «إسرائيل» تريد أن تتحكم في لبنان سياسياً واقتصادياً وتريد لبنان حديقةً خلفية لتوسّع المستوطنات ضمن «إسرائيل الكبرى»، معرباً عن أسفه لأنّ الحكومة «لم ترَ من البيان الوزاري إلّا نزع سلاح المقاومة. ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال، وبعدها يقولون، إن المشكلة بأصل الوجود، وهذه الذرائع لن تنتهي».
وأشار إلى أنّ «إسرائيل» تقتل المدنيين في بيوتهم وتدمّر البيوت وتجرف الأراضي وتمنع عودة الأهالي إلى بيوتهم وتمنع الحياة عن القرى، والمتحدث باسم اليونيفيل يقول، إنّ «إسرائيل» نفذت أكثر من 7 آلاف خرق، فيما لم يُرصد من قبل حزب الله أيّ خرق في منطقة عملياتها، ويخرج بعض العابثين ليقول، إنّ المشكلة في لبنان هي السلاح بينما المشكلة في «إسرائيل».
وقال الشيخ قاسم: «لن أناقش خُدام «إسرائيل» الذين لا يدافعون عن مواطني بلدهم ولا يستنكرون اعتداءاتها، بل أسأل الأحرار: لماذا لا تضع الحكومة خطة زمنية لاستعادة السيادة الوطنية وتطلب من القوى الأمنية تطبيقها»، مشيراً إلى أنّ ما تطلبه أميركا من لبنان هي أوامر تضغط باليد «الإسرائيلية» لتطبيقها وتدخلها في شؤوننا الداخلية مرفوض. وأشار إلى تصريح الموفد الأميركي؛ توم برّاك حول ضرورة تسليح الجيش اللبناني ليواجه شعبه المقاوم متسائلاً؛ كيف ترتضي الحكومة بذلك؟
وتابع: «إنّ اتفاق وقف إطلاق النار هو حصراً لجنوب الليطاني، وعلى «إسرائيل» الخروج من لبنان وإطلاق سراح الأسرى، ولا خطر على المستوطنات الشماليّة». مشدداً على أنه إذا كان الجنوب نازفاً فالنزف سيطاول كل لبنان بسبب أميركا و«إسرائيل».
وأكد أنه «لا استبدال للاتفاق ولا إبراء لذمة الاحتلال باتفاق جديد، ويجب تنفيذ الاتفاق، وبعدها كلّ السبل مفتوحة لنقاش داخليّ حول قوة لبنان وسيادته، ولا علاقة للخارج بهذا النقاش، مشدداً على أن «العدوان لا يمكن أن يستمر ولكل شيءٍ حدّ».
وأردف: «نحن نتعافى في حضورنا الطبيعي فمجتمعنا مجتمع حي مؤمن بالمقاومة والتحرير بينما مشكلتهم في أصل وجودنا، ونحن في خطر وجودي حقيقي، ولذلك من حقنا أن نقوم بأيّ شيء لحماية وجودنا.. دماء شهدائنا وتضحيات أهلنا تدفعنا للأمام، والتهديد لن يثنينا عن الدفاع عن كرامتنا، ولن نترك مستقبل أجيالنا للمستكبرين، ولن نتخلى عن سلاحنا الذي يمكننا من الدفاع عن أرضنا وأهلنا».
وتابع قاسم: «على أميركا و»إسرائيل» أن تيأسا، فنحن أبناء الحسين وأبناء الأرض الصامدون، بعنا جماجمنا لله، ولن نتركها للشياطين؛ إما أن نعيش أعزة وإما أن نعيش أعزة.. لن نركع وسنبقى واقفين، وقد جربتمونا في السابق، وإذا أردتم التجربة مجدداً فلن ننسحب من الميدان».
وأضاف: «نحن مطمئنون لأنّ هذه المقاومة وشعبها لا يُهزمان، ونحن منصورون بالنصر أو الشهادة، وهذا زمن الصمود وصناعة المستقبل، وهذه القواعد الثلاث التي نسير عليها».
وواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فاستهدفت المدفعية الإسرائيلية بقذيفة أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، من دون وقوع إصابات. وألقت مُسيّرة قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع للهيئة الصحية في بلدة الطيبة. وتسللت قوة من جيش الاحتلال فجر أمس الأول إلى منطقة الخانوق في بلدة عيترون وعمدت إلى تفخيخ وتفجير أربعة منازل. كما ألقت مُسيّرة قنبلة على بلدة الضهيرة. وزعم المتحدث باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي تدمير عدد من المباني التي استخدمت كبنى تحتية لحزب الله.
وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنّ اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعلياً «حبراً على ورق». وتحدثت عن «ارتفاع احتمالات أن تتطوّر الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل حزب الله ـ رغم ضعفه الحالي ـ خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمُسيّرات القادرة على ضرب شمال «إسرائيل» ووسطها، وهو ما يعني أنّ عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به».
وأشارت جهات في فريق المقاومة لـ «البناء» إلى أنّ الشيخ قاسم ردّ على المطالب والضغوط الخارجيّة بنزع سلاحه والتفاوض المباشر على «إسرائيل» بقوله إنّه لن يسلّم سلاحه ولن يفرّط بعوامل وأوراق القوة التي يملكها لبنان لا سيّما سلاح المقاومة الذي يدافع عن لبنان فيما يسعى الأميركي والإسرائيلي لنزعه والقضاء على الحزب وكلّ شكل من أشكال المقاومة»، وأكد قاسم انّ المقاومة مستعدة لمواجهة أيّ عدوان أو توسّع إسرائيلي ولن يرضخ لأيّ شروط خارجية تستند إلى ضعف المقاومة ولبنان. ووجه الشيخ قاسم رسالة واضحة لجميع الأطراف بأنّ واقع الاعتداءات والاحتلال لن يكون بلا حدود ما يعني أنّ المقاومة تنتظر الفرصة المناسبة للبدء بمرحلة جديدة من المقاومة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي مع تأكيد قاسم بأنه ملتزم بالقرارات الدولية لا سيما 27 تشرين وقرارات الدولة والجيش اللبناني.
ووفق مصادر سياسية فإنّ خيار الحرب الشاملة مستبعد في المدى المنظور إلا من حماقة يرتكبها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد يحتاجها قبل الانتخابات الإسرائيلية، لكن الوضع الراهن هو الأفضل لـ»إسرائيل» لأنها تخوض الحرب وتحقق أهدافاً عدة من دون أن تتكبد أكلافاً بشرية ومادية، لذلك أي حرب شاملة قد تدفع حزب الله إلى الرد وتهديد أمن الشمال الذي قالت حكومة نتانياهو إنها شنت الحرب على لبنان لاستعادة الأمن في المستوطنات. ولفتت المصادر لـ«البناء» إلى أن «إسرائيل» لا تذهب إلى حرب كبيرة مع لبنان من دون التنسيق مع الأميركيين، فيما إدارة الرئيس ترامب لا تحبّذ توسيع دائرة الحرب في لبنان وامتدادها إلى المنطقة في ظلّ انشغال الأميركيين بملفات عدة مثل سورية وغزة وإيران وروسيا وأوكرانيا فضلاً عن الأزمات في الداخل الأميركي. كما تضيف المصادر إلى أنّ أيّ حرب إسرائيلية شاملة تحتاج إلى دخول برّي لتحقيق الأهداف العسكرية والأمنية والسياسية، وبالتالي سيتكرر سيناريو حرب الـ66 يوماً حيث لم تستطع القوات الإسرائيلية السيطرة البرية الكاملة على قرية واحدة، متوقعة توسيع نطاق الضربات الأمنية والعسكرية مع عمليات نوعية كالاغتيالات والتسلل إلى قرى حدودية.
ويصل المبعوث السعودي يزيد بن فرحان إلى لبنان خلال اليومين المقبلين للقاء المسؤولين اللبنانيين وقد تردّد أن وفداً سيرافقه في زيارته للبنان.
إلى ذلك، واصل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها إلى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف. وفي هذا الإطار، زار الرئيس عون رئيس الحكومة البلغارية روزين جيليازكوف في مقر رئاسة الحكومة البلغارية، وعقد معه اجتماعاً. وتحدّث الرئيس عون عن استمرار «إسرائيل» في انتهاك الاتفاق الذي اعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الأعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الأمن الرقم 1701، وابقاء احتلالها أراضي لبنانية وعدم إعادة الأسرى اللبنانيين. وأضاف رئيس الجمهورية أن لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على «إسرائيل» لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل إلى نتيجة إيجابية. وشرح الرئيس عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الأمني في البلاد وهو أفضل مما كان عليه في السابق.
وأشارت مصادر رسمية لـ»البناء» إلى أنّ الجيش اللبناني ماضٍ في تطبيق خطته لحصر السلاح بيد الدولة وفي مرحلتها الأولى في جنوب الليطاني، حيث أنجز الجيش 95 في المئة من المهمة وما يعيق استكمالها الاحتلال والعدوان الإسرائيلي، غير أنّ قائد الجيش العماد رودولف هيكل كان واضحاً في شرح ما أنجزه الجيش خلال تقريره الثاني الذي قدّمه لمجلس الوزراء في جلسته الأخيرة وتحذيره من انعكاس الاحتلال الإسرائيلي على استمرار الجيش بتطبيق الخطة.
وبحسب أوساط دبلوماسية، فإنّ مصر ماضية في دعمها للبنان وعرض المساعدة والوساطة لأيّ مفاوضات بين لبنان و»إسرائيل»، وهي بانتظار الجواب الإسرائيلي على الأفكار المصرية وتبادل خطوات حسن النية لإطلاق مفاوضات جدّية تؤدي إلى معالجة كافة نقاط النزاع وضبط التوتر على الحدود والانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية مقابل إزالة التهديدات التي يمثلها حزب الله على شمال فلسطين المحتلة.
وعلمت «البناء» أنّ جولة الوفد المالي ـ الاستخباري الأميركي إلى لبنان والعناوين والمطالب التي طرحها، كانت محلّ نقاش بين المرجعيات الرئاسية والمسؤولين عن الوضعين المالي والنقدي، حيث كان تقييم الزيارة بأنها تحمل تحذيرات خطيرة للبنان ما يستدعي من المسؤولين اتخاذ إجراءات مالية وقانونية عاجلة لاحتواء الضغط الخارجيّ مع عدم استفزاز أي طرف داخلي وافتعال أزمة سياسية.
ولهذه الغاية استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة حاكم مصرف لبنان كريم سعيد وتناول اللقاء عرضاً للأوضاع العامة لا سيما المالية منها.
والأخطر وفق المعلومات أنّ الوفد الأميركي وضع مهلة ستين يوماً لاتخاذ إجراءات حاسمة لضبط اقتصاد تبييض الأموال و»الكاش» الذي يستفيد منها حزب الله، وفق ما قال الوفد الأميركي، وبعد انتهاء المهلة من دون كشف الأصول والتحويلات عبر المؤسسات المالية والصرافة الشرعية وغير الشرعية مثل «القرض الحسن» والمصارف المراسلة، يعني نقل تصنيف لبنان من المنطقة الرمادية إلى السوداء وما لذلك من تداعيات مالية واقتصادية وسياسية على البلاد.
ووفق معلومات «البناء» من مصادر دبلوماسية غربية وعربية فإن الأميركيين لوّحوا للمسؤولين اللبنانيين بفرض سلة عقوبات على مقرّبين من مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى.
على صعيد آخر، اجتمعت اللجنة الوزارية لإعادة الإعمار والتعافي برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، وضمّت الوزراء المعنيين، وخصص الاجتماع لبحث آلية تحديد ودفع المساعدات والتعويضات عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية الناتجة عن العدوان الإسرائيلي بعد 8 تشرين الأول 2023، وكذلك الأضرار الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت.
كذلك اتفق المجتمعون، على اعتماد مقاربة «إعادة البناء بشكل أفضل» (Build Back Better) في إعادة إعمار القرى الجنوبية التي تعرّضت لدمار واسع، تشكيل فريق تقني متخصّص يتولّى متابعة تنفيذ هذه البنود، ويضمّ ممثلين عن رئاسة مجلس الوزراء، مجلس الإنماء والإعمار، الهيئة العليا للإغاثة، مجلس الجنوب، ووزارة المهجّرين.
وفي سياق ذلك أشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إلى أنّ «سفيرة الاتحاد الأوروبي أبلغته ببدء عملية طوعية لإعادة 160 ألف نازح سوري عبر دفع مساعدات نقدية لهم، وهو مطلبنا لتشجيعهم على العودة بدل تشجيعهم على البقاء»، ولفت باسيل في تصريح له، إلى أننا «نأمل أن تتخذ الجهات المانحة الإجراء نفسه ويبقى على السلطة اللبنانية أن تقوم بإعادة مَن لا يرغب بالعودة وهو بوضع قانوني مخالف».
على صعيد آخر أعلنت جمعية كشافة الرسالة الإسلامية «فرق الإطفاء والإسعاف»، في بيان، أنّ «فرق الإطفاء والإسعاف في جمعية كشافة الرسالة الإسلامية أنهت عملها ضمن جهود مكافحة الحرائق التي اندلعت أمس الأول في مناطق عدة في محافظتي الجنوب والنبطية وأقضيتهما لا سيما الحرائق التي اندلعت في إقليم التفاح وجبل الريحان، إضافة إلى أعمال المؤازرة التي شاركت فيها في مناطق جزين وبكاسين وإقليم الخروب».


اللواء:

الاحتلال يدمِّر المنازل ويُشعل الحرائق: اتفاق وقف النار حبر على ورق!

مهلة أميركية حتى منتصف ك2 للإصلاح ونزع السلاح.. وقاسم: لا مشكلة أمنية في مستوطنات الشمال

لم توفر الحرائق الاسرائيلية غابات جزين، من صنوبر بكاسين، الى الاشجار الخضراء هناك امتداداً الى القرى المرتفعة في جبل الريحان، بعد ان وسعت دائرة الاستهدافات من قتل البشر الى قتل الحجر، بتدمير المنازل الحدودية، كل ذلك خوفاً من الناس المقدامين الذين عادوا الى منازلهم وسط هذا «الدمار العظيم».
وسيطرت على اهتمام المسؤولين، الحرائق الكبيرة التي اندلعت في عدد من المناطق اللبنانية، من اقليم الخروب بالشوف الى محيط واعالي جزين وجبل الريحان والجرمق وسواها من مناطق وهددت المنازل في بعض القرى، واتت على مساحات واسعة من اشجار الصنوبر والبلوط والزيتون، منها بفعل فاعل داخلي، ومنها بفعل قنابل حارقة القاها العدو الاسرائيلي على مناطق الجنوب، وكانت مدار متابعة حثيثة من رئيسي الجمهورية من بلغاريا ومجلس النواب، ومن وزير الداخلية الذي طلب من الاجهزة المعنية فتح تحقيق بأسبابها، ووزيرة البيئة تمارا الزين التي تفقدت اقليم الخروب للإطلاع على نتائج الكارثة.
ومع عودة الرئيس جوزف عون من بلغاريا، توقعت مصادر سياسية ان تتحرك الملفات السياسية من جديد لاسيما تلك المؤجلة، في حين ان مصير التفاوض لا يزال مجهول الهوية.
وقالت المصادر لـ«اللواء» ان الترقب سيد الموقف بانتظار ما قد يحمله الموفدون من الخارج من رسائل، مشيرة في الوقت نفسه الى تواصل التحضيرات بشان زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا لاون الرابع عشر الى بيروت والتي تحمل في مضامينها رسالة ايمان ومحبة.
وأكدت ان هذه الزيارة ما تزال قائمة في موعدها.
في هذا الوقت، ما تزال الاحداث تدور في المنطقة من زيارة الرئيس السوري احمد الشرع الى الولايات المتحدة الى مفاوضات الممر الآمن في غزة وقانون الكنيست باعدام الاسرى الفلسطينيين، الى اعلان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان عمليات استهداف المواطنين والاعتداءات لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية.. والمعنى المقصود معروف.
وفي المعلومات ان وفد الخزانة الاميركية، الذي كان له دور محوري في محادثاته مع كبار المسؤولين اللبنانيين خلال ثلاثة ايام والتحذيرات التي ضخها قبل المغادرة، اوكل المتابعة لسفير بلاده الجديد ميشال عيسى، الذي يصل بعد غد الى بيروت ويقدم اوراق اعتماده الاثنين المقبل في 17 ت2 الجاري.
وتحدث مصدر مطلع عن مهلة 60 يوماً ينتهي في منتصف ك2 المقبل، لتحقيق تقدم ملموس في الاصلاح المالي ونزع سلاح حزب الله.
وفي التحركات، بقيت زيارة الموفد السعودي يزيد بن فرحان الى بيروت في الواجهة، وقرب وصول السفير الاميركي الجديدميشال عيسى، برزت معلومات عن زيارة مرتقبة خلال ايام لمستشارة الرئيس إيمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر المتابعة للوضع اللبناني، للإطلاع على المواضيع الاساسية العالقة في لبنان لا سيما في الجنوب وعمل «لجنة الميكانيزم»، ووسط معلومات عن إحتمال زيارة الرئيس ماكرون بيروت الشهر المقبل؟
كما تتم متابعة مسار المبادرة المصرية التي تنتظر القاهرة رد الكيان الاسرائيلي عليها، بعد التزام لبنان بمندرجاتها المتلعقة بجمع السلاح وسيطرة الجيش على كامل المنطقة الحدودية. وافيد انه متى ورد الرد الاسرائيلي قد يحضر وزير خارجية مصر بدر عبد العاطي ومعه بعض اعضاء الوفد المصري الذي رافق مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد في زيارته الى بيروت.

عون في صوفيا

وواصل الرئيس عون لقاءاته الرسمية في صوفيا في اطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الى بلغاريا تلبية لدعوة رسمية من نظيره البلغاري رومين راديف. وفي هذا الاطار، زار الرئيس عون رئيس الحكومة البلغارية روزين وعقد معها اجتماعاً. وتحدث الرئيس عون عن استمرار اسرائيل في انتهاك الاتفاق الذي اعلن عنه قبل عام، من خلال استمرارها في الاعمال العدائية وانتهاك قرار مجلس الامن الرقم 1701، وابقاء احتلالها لاراض لبنانية وعدم اعادة الاسرى اللبنانيين.
واضاف رئيس الجمهورية ان لبنان طلب من الدول الصديقة المساعدة في الضغط على اسرائيل لالتزام الاتفاق، ولكن حتى الآن لم نصل الى نتيجة ايجابية. وشرح الرئيس عون بناء على استيضاح رئيس الحكومة البلغارية، المهمات التي يقوم بها الجيش اللبناني في الجنوب، كما عرض للواقع الامني في البلاد وهو افضل مما كان عليه في السابق.
وعلى هامش مشاركته في الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس عون إلى بلغاريا، التقى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، وزير خارجية بلغاريا جورج جورجييف، وأعرب الوزير رجي عن شكره للحكومة البلغارية على تعاونها في قضية مالك السفينة المرتبطة بانفجار مرفأ بيروت الموقوف لدى السلطات البلغارية، مؤكداً أهمية هذا الملف في إطار الجهود المبذولة لكشف الحقيقة وتحقيق العدالة في جريمة انفجار مرفأ بيروت، التي باتت قضية وطنية تعني جميع اللبنانيين.
من جهته، أكّد الوزير جورجييف حرص بلاده على التعاون الكامل ضمن الأطر القانونية، وعلى القيام بما يلزم للمساعدة في هذا الملف الذي هو بعهدة القضاء.
وذكرت معلومات الخارجية، ان الوزير رجي وعد نظيره البلغاري بالمساعدة في مجال تأمين الضمانات المطلوبة لعدم تنفيذ حكم الاعدام بحق مالك سفينة «روسوس» التي نقلت نيترات الامونيوم الى مرفأ بيروت مقابل تسليمه الى القضاء اللبناني للاستماع الى ما لديه من معلومات.

مجلس الوزراء وعيد الميدل إيست

وغداً يعقد مجلس الوزراء عند الساعة الثالثة جلسة في السراي الحكومي الكبير، لبحث المواضيع المبينة في جدول الأعمال المتضمن 34 بنداً.ابرزها: طلب وزير الصناعة الموافقة على تعيين مدير عام الصناعة. وطلب وزارة المالية الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تعديل المادة الرابعة من القانون النافذ حكماً رقم 1 تاريخ 3/4/2025 الإيجارات للأماكن غير السكنية..وطلب وزارة العمل الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تعديل بعض أحكام قانون الضمان الإجتماعي والإعفاء من زيادات التأخير وتقسيط الديون. متابعة دراسة آلية تحديد ودفع المساعدة عن الأضرار اللاحقة بالوحدات السكنية وغير السكنية من جراء العدوان الإسرائيلي بعد تاريخ ٨/١٠/٢٠٢٣. وطلب وزارة الأشغال العامة والنقل الموافقة على الإجازة لبلدية الغبيري بصورة مؤقتة وحصرية منح تصاريح ترميم للأبنية المتصدعة ضمن نطاق إليسار على أن لا ينشيء هذا الإجراء أي حق مكتسب لشاغلي العقارات لجهة الملكية أو الإشغال القانوني..ومجموعة طلبات وزارية بتعديل مواد في بعض القوانين ونقل اعتمادات وقضايا ادارية ووظيفية وقبول هبات.
ولمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيس شركة طيران الشرق الاوسط (الميدل إيست) اكد الرئيس سلام في المناسبة ان «هذه الشركة أصبحت عنصرًا ثابتًا في هوية اللبنانيين والكلّ يتذكّر كيف شكلت صلة الوصل الوحيدة رغم الحروب والأزمات». واشار الى ان» رؤية الحكومة تقوم على ركائز عدّة وهدفنا إعادة بناء الدولة على أسس الكفاءة والإنتاجية وتحفيز الاستثمار وقد أطلقنا مبادرات لتحديث الإدارة وتأسيس وزارة للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي». من جانبه، أشار رئيس مجلس إدارة شركة MEA محمد الحوت في الاحتفال الى وضع خطط للمرحلة المقبلة تبدأ بإعادة دور بيروت كمركز صيانة الطائرات الشركات العالمية الأمر الذي يتطلّب منشآت جديدة، لافتًا الى إطلاق Fly Beirut في 2027 على أن تتسلم الشركة 6 طائرات جديدة. بدوره، قال وزير الاشغال فايز رسامني «قرّرنا في هذه الحكومة العمل بدل التبرير والمواجهة بدل المراوغة وبناء الدولة ومؤسساتها وإعادة هيبتها، سنفتتح مطار القليعات ويُمكن للشركة الجديدة منخفضة الكلفة استخدامه وسنُطلق boutique airport، وسنلحظ تحسينات كبيرة في المطار العام المقبل».

آلية إعادة الإعمار

حكومياً، اجتمعت اللجنة الوزارية لاعادة الاعمار والتعافي في القصر الحكومي برئاسة الرئيس نواف سلام وحضور الوزراء: ياسين جابر (المال)، جو الصدي (الطاقة والمياه)، حنين السيد (الشؤون الاجتماعية)، عامر البساط (الاقتصاد)، شارل الحاج (الاتصالات)، فايز رسامني (الاشغال)، وتمارا الزين (البيئة) والموظفين المعنيين، وانضم لاحقاً الوزيران راكان ناصر الدين (الصحة) ومحمد حيدر (العمل).
وبحثت اللجنة آلية دفع المساعدات والتعويضات عن الاضرار اللاحقة بالوحدات السكنية الناجمة عن العدوان الاسرائيلي بعد 8 ت1 2024، وكذلك الاضرار الناجمة عن مرفأ بيروت.
وقررت اعطاء الاولوية لترميم المباني المتضررة، واصلاح الوحدات السكنية المتضررة، بهدف تأمين عودة الاسر الى منازلها، واعادة اعمار القرى الجنوبية التي تعرضت لدمار واسع.

تفعيل الميكانيزم

وفي اطار متابعة الاعتداءات الاسرائيلية، بحث وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، سبل تعزيز وتفعيل عمل لجنة الإشراف على وقف الأعمال الحربية (الميكانيزم)، دعمًا للجهود التي يبذلها لبنان في هذا الإطار. وأكدت بلاسخارت «أنّ الأمم المتحدة تواصل دعمها للبنان وتعزيز استقراره ومساندة مؤسساته الوطنية، مشيرة إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين الجانبين في مختلف المجالات». من جهته، أكّد الوزير منسى «استمرار التعاون الوثيق بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في تنفيذ القرار 1701، في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته المتكرّرة لهذا القرار. كما شدّد على ضرورة ممارسة الضغط الدولي على الاحتلال الإسرائيلي للالتزام بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني 2024، والانسحاب من المواقع التي لا يزال يحتلّها، ووضع حدّ لانتهاكاته المستمرة للسيادة اللبنانية».
بالمقابل، قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية: إن اتفاق وقف النار قد ينهار خلال أيام، بل إنّ بعض المراقبين يجادل بأن الاتفاق بات فعليًا «حبرا على ورق». وتحدثت عن «ارتفاع احتمالات أن تتطور الهجمات الإسرائيلية في الأسابيع المقبلة إلى حرب شاملة جديدة، وأن يفضّل «حزب الله» – برغم ضعفه الحالي – خيار الحرب على خيار نزع السلاح. فما زال الحزب يمتلك آلاف الصواريخ والمسيّرات القادرة على ضرب شمال إسرائيل ووسطها، وهو ما يعني أن عودة النيران إلى بلدات الشمال الإسرائيلي، بعد أشهر قليلة فقط من عودة السكان إلى منازلهم، احتمال لا يمكن الاستهانة به».
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي اتهام «حزب الله بالسعي إلى استعادة قدراته القتالية في جنوب لبنان لدرجة تهدد أمن إسرائيل، وتؤدي إلى إلغاء اتفاق وقف إطلاق النار الذي تسنى التوصل إليه العام الماضي.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني: إن «حزب الله يعمل جنوب نهر الليطاني في انتهاك لاتفاق الهدنة، وإن القوات الإسرائيلية تشن غارات على أهداف له في تلك المنطقة».
وذكر شوشاني في إفادة صحفية، «أن حزب الله يحاول أيضا تهريب أسلحة من سوريا وعبر طرق أخرى إلى لبنان. وقال: «نعمل على منع حدوث ذلك وإغلاق الطرق البرية من سوريا إلى لبنان بدرجة كبيرة من النجاح، لكنهم لا يزالون يشكلون تهديدا لنا».
وأضاف: «نحن ملتزمون بالاتفاق الذي يجب أن يصمد. لن نعود إلى واقع السابع من أكتوبر/تشرين الأول (2023)، مع تهديد وجود آلاف المسلحين عند حدودنا على مسافة قريبة من مواطنينا…».
قاسم: العدوان لا يمكن أن يستمر
وابرز ما قاله الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: العدوان الصهيوني على هذه الشاكلة بالقتل والتدمير لا يمكن ان يستمر، ولكل شيء حد، وعلى المعنيين الانتباه.
وقال: اذا كان الجنوب نازفاً الآن، فالنزف سيطال كل لبنان بالفعل الصهيوني الاميركي، ونحن امام خطر وجودي حقيقي ومن حقنا ان نفعل كل شيء في مواجهة هذا الخطر، مؤكداً: سندافع عن اهلنا ووطننا.
ولن نتخلى عن سلاحنا، ولا يمكن للعدوان ان يستمر بلا رادع، وتساءل: لماذا لا تضع الحكومة اللبنانية خطة لاستعادة السيادة الوطنية ضمن جدول اعمالها.
وقال الشيخ قاسم، في الاحتفال المركزي الذي أقامه الحزب لمناسبة «يوم الشهيد» تحت شعار «عندما نستشهد ننتصر»، وأكد قاسم «أن المقاومة الإسلامية تمكنت من منع «إسرائيل» من تحقيق أهداف عدوانها على لبنان، ووقفت حاجزًا أمام الاجتياح الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الصمود الأسطوري لمجاهدي المقاومة أوقف 75 ألف جندي إسرائيلي فلم يستطيعوا الدخول إلّا مئات أمتار.
وقال: أن العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بلا رادع، وأن الصمت على الخروقات الإسرائيلية لن يدوم طويلًا. والعدو يواصل اعتداءاته، ويمنع الأهالي من العودة إلى قراهم، لكن لبنان لن يبقى متفرجًا على هذه الانتهاكات، هناك حد للصبر، وأن العدوان سيكون له نهاية.
وحذر قاسم من «أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى مزيد من التدهور، قائلاً: إذا كان الجنوب يعاني اليوم، فإن النزيف سيطال كل لبنان بسبب أميركا وإسرائيل. لا يمكن أن يستمر الوضع كما هو، فلكلّ شيءٍ نهاية، ولكلّ صبرٍ حدود.
وقال: أن أميركا وإسرائيل تتدخلان في مستقبل لبنان وهما يريدان إنهاء قدرة لبنان المقاومة، وتسليح الجيش بقدر لمواجهة المقاومة وليس مواجهة العدو الإسرائيلي، وأميركا وإسرائيل تعتبران أن الاتفاق يعطي لبنان مكاسب وأنه إذا خرجت إسرائيل من لبنان، فيستعيد سيادته ولذلك يجري الضغط على الحكومة.
وأكد أن «إسرائيل تريد أن تتحكم في لبنان سياسيًا واقتصاديًا، وتريد لبنان حديقةً خلفية لتوسع المستوطنات ضمن إسرائيل الكبرى، معربا عن أسفه لأن الحكومة لم ترَ من البيان الوزاري إلّا نزع سلاح المقاومة، ولكن اليوم لم يعد نزع السلاح هو المشكلة بل اليوم باتت ذريعة بناء القدرة والأموال، وبعدها يقولون إن المشكلة بأصل الوجود وهذه الذرائع لن تنتهي». ولا مشكلة بالنسبة لسكان المستوطنات الشمالية الاسرائيلية وعلى اسرائيل الانسحاب من لبنان.

عودة طوعية

في مجال آخر، وحسب ما نقل عن سفيرة الاتحاد الاوروبي، فإن عملية طوعية لاعادة 160 الف نازح سوري، ستنطلق من خلال دفع مساعدات نقدية لهم داخل سوريا.

افتعال الحرائق

على الارض، في الجنوب، استهدفت المدفعية الاسرائيلية ظهر أمس بقذيفة أحد أحياء بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، من دون وقوع إصابات.ألقى جيش الاحتلال الاسرائيلي قنبلة صوتية على سطح مركز الدفاع المدني التابع اللهيئة الصحية، في الطيبة .كما ألقت مسيّرة قنبلة على بلدة الضهيرة ولا إصابات.
وافيد بداية المساء عن غارة من مسيرة اسرائيلية على منطقة الخيام.
نفذ العدو الإسرائيلي بعيد منتصف الليلة الماضية في عملية تسلل، تفجيرًا في منطقة الخانوق في بلدة عيترون استهدفت دمير 4 منازل، ما أدى الى اندلاع حريق بالقرب من مكان الانفجار من جهة مارون الراس. وألقت مسيّرة معادية صباحاً قنبلة على بلدة الضهيرة ولم تقع إصابات.
ومن جهة ثانية، افاد مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أن غارات العدو الإسرائيلي بعد ظهر امس الاول على بلدة جنتا في البقاع أدت إلى إصابة ثلاثة مواطنين بجروح.
الى ذلك،تمكنت فرق الدفاع المدني من اخماد الحرائق الكبيرة التي اشتعلت منذ ساعات الصباح بعدما القت محلقات معادية موادَ حارقة على 3 احراج بين بلدات رومين وعزة واركي، وأتت على مساحات واسعة من اشجار البلوط والملول والاشجار المثمرة، وتسبب بالحريق .
وانحسرت الحرائق التي شبت أمس في الجرمق والعيشية في منطقة جزين جراء الغارات المعادية التي تعرضت لها المنطقة بعد ظهرامس،، فيما استمرت في الريحان وعرمتى لصعوبة الوصول واطفائها.وامتدت النيران الى احراج الجبل الرفيع وجبل الريحان، وأتت على مساحات كبيرة من غابات الصنوبر في اضخم حريق تشهده المنطقة امتد لكيلومترات .
وواجهت فرق الدفاع المدني من مراكز النبطية وجزين واقليم التفاح مع فرق من اتحاد بلديات اقليم التفاح واتحاد بلديات جبل الريحان و«كشافة الرسالة الاسلامية» و«الهيئة الصحية الاسلامية»، صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق بسبب وعورة المنطقة، ووجود اجسام مشبوهة غير منفجرة من مخلفات العدوان.
ووجَّه الاهالي في مناطق اقليم التفاح وجبل الريحان نداءات الى الجيش اللبناني طلبت تدخله بإرسال طوافاته للمساعدة في اطفاء الحرائق، التي تشكل كارثة بيئية بحيث قضت النيران على اهم ثروة حرجية تحتوي الاف اشجار الصنوبر والبلوط والزيتون.

المصدر: الصحف اللبنانية