الأحد   
   09 11 2025   
   18 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 20:00

رئيس وزراء إسبانيا يعتبر تطبيع العلاقات مع المكسيك “أولوية” في ظل دعوات للاعتذار عن الحقبة الاستعمارية

أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الأحد، أن تطبيع العلاقات مع المكسيك يشكّل “أولوية” لحكومته، وذلك بعد سنوات من التوتر الدبلوماسي بسبب ملف الماضي الاستعماري لإسبانيا في أمريكا اللاتينية.

وفي مقابلة مع صحيفة “إل باييس”، شدد سانشيز على أن الدبلوماسية “تتطلب قدراً من التحفظ، لكنني أؤكد أن تطبيع علاقاتنا مع بلد نعتبره قريباً جداً هو أولوية بالنسبة إلى إسبانيا”.

وأضاف أن الاعتراف بالجانب المضيء والمظلم في التاريخ المشترك بين البلدين أمر أساسي لتعزيز العلاقات، مشيراً إلى الروابط الثقافية والتاريخية الراسخة بين مدريد ومكسيكو، وذكّر بالدعم الذي قدّمته المكسيك للمنفيين الإسبان بعد الحرب الأهلية (1936-1939).

وشهدت العلاقات بين البلدين توتراً خلال الفترة الأخيرة، بعد مطالبة مسؤولين مكسيكيين إسبانيا باعتذار رسمي عن الانتهاكات التي ارتُكبت بحق السكان الأصليين خلال الحقبة الاستعمارية.

ففي عام 2019، وجّه الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور رسالة للملك فيليبي السادس طالبه فيها بتقديم اعتذار عن الجرائم التي تعرّض لها السكان الأصليون خلال الغزو الإسباني للمكسيك قبل أكثر من خمسة قرون، وهو طلب رفضته مدريد ولم يُعلّق عليه الملك علناً.

وفي الشهر الماضي، جدّدت الرئيسة المكسيكية الحالية كلاوديا شينباوم مطالبتها باعتذار رسمي من إسبانيا.

من جانبه، أقر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بـ”الألم والظلم” اللذين لحقا بالسكان الأصليين خلال “الكونكويستا” (الغزو الإسباني للقارة الأمريكية)، مؤكداً أن الاعتراف بهذه الحقائق والتعبير عن الأسف واجب ويمثل جزءاً من التاريخ المشترك ولا يمكن إنكاره أو نسيانه.

ويُذكر أن منطقة أميركا الوسطى—بما فيها جنوب المكسيك وغواتيمالا والسلفادور وهندوراس وبيليز—كان يسكنها نحو 15 إلى 30 مليون نسمة عند وصول الإسباني هرنان كورتيس عام 1519. وبعد قرن من المعارك والمجازر والأوبئة، لم يتبق سوى ما بين مليون ومليوني نسمة من السكان الأصليين.

المصدر: أ.ف.ب.