السبت   
   08 11 2025   
   17 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:06

حاكم دارفور يحذر من تقسيم السودان حال غياب حماية المدنيين في الهدنة وسط تصاعد أزمة النزوح والجرائم

حذر حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، من أن أي هدنة في السودان لا تتضمن حماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم، “تعني تقسيم السودان”، مطالبًا بانسحاب ما وصفهم بـ”الجنجويد والمرتزقة” في إشارة إلى قوات الدعم السريع، من المناطق السكنية والمستشفيات والمدن، والإفراج عن المختطفين وتأمين عودة النازحين، وذلك في تغريدة له على منصة “إكس”.

وجاءت تصريحات مناوي في ظل سعي الإدارة الأميركية لإبرام هدنة إنسانية بين طرفي الحرب السودانية، كما جاء على لسان مسعد بولس كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية.

من جانبه، أعلن مدير المكتب التنفيذي بمفوضية العون الإنساني بولاية الخرطوم، الفاضل مبارك، أن أكثر من 10 آلاف نازح وصلوا إلى الولاية نتيجة الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مناطق بولايتي شمال دارفور وشمال كردفان.

وأشار إلى أن السلطات بالتعاون مع المجتمع المحلي وفرت دور إيواء في أربع مناطق، وقدمت مساعدات غذائية للنازحين، مناشدًا المنظمات الإنسانية تقديم مساعدات عاجلة لمواجهة فصل الشتاء وتوفير مواد النظافة والأدوية.

وقال وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السوداني، معتصم أحمد صالح، في مؤتمر صحفي عن النزوح من شمال دارفور أن قوات الدعم السريع لا تزال ترتكب جرائم ممنهجة في مدينة الفاشر، وقد وصل نحو 50 ألف نازح منها إلى محلية الدبة في الولاية الشمالية، رغم قيام القوات بمنع خروج مئات آلاف المواطنين والتنكيل بهم، مشددًا على أن هذه الجرائم لا مكان لها في الحياة السياسية بالسودان.

بدوره، حذر أحمد بابكر آدم، مندوب ولايات كردفان لدى مفوضية العمل الطوعي والإنساني، من تفاقم أزمة النازحين الذين فروا إلى الخرطوم بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطقهم، مشيرًا إلى وصول مئات الأسر دون أي مقومات للعيش وأن المساعدات المتوفرة حالياً غير كافية لتغطية الاحتياجات الأساسية.

ميدانيًا، أعلن الجيش السوداني اليوم السبت إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للدعم السريع بمدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان، وسط تفاعل شعبي واسع وتداول لصور ومقاطع توثق الحدث، من دون صدور تعليق فوري من طرفي القتال.

وتأتي الواقعة بعد يوم من تصدي مضادات الجيش لسرب مسيّرات استهدفت مدينتي أم درمان وعطبرة، فيما تتهم السلطات السودانية الدعم السريع بتنفيذ هجمات بطائرات مسيرة ضد منشآت مدنية.

وكان قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد أقر في 29 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بوجود “تجاوزات”، معلنًا فتح تحقيق بشأنها.

ويشهد السودان حربًا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح حوالي 13 مليون شخص، إضافة إلى أزمة إنسانية تُوصف بأنها من الأكثر سوءًا حول العالم.

المصدر: مواقع