كتابة: علي حايك
قراءة: محمد قازان
على عينِ الحكومةِ المجتمعةِ في بعبدا ويدَيها المبسوطتينِ للتفاوضِ وسحبِ السلاح، سحبَ العدوُ الصهيونيُ البساطَ من تحتِ خِياراتِها، مختاراً رفعَ مستوى ترهيبِ الجنوبيينَ باستهدافِ مبانٍ سكنيةٍ وتدميرِها في عيتا الجبل والطيبة وطيردبا وكفردونين وزوطر الشرقية ، بعدَ استهدافِه صباحاً ورشةً لتصنيعِ الاخشابِ في العباسية وارتقاءِ احدِ عمالِها شهيداً، مؤكداً بتماديهِ الاجراميِّ من جديدٍ انه لا يعنيهِ تفاوضٌ ولا التزامٌ بوقفِ اطلاقِ النارِ ولا سلام، وانما مطلبُه الوحيدُ من اللبنانيين الاستسلام ..
ومعَ جزمِه بانَ خِيارَ الاستسلامِ منتفٍ من حسابِ اللبنانيين، ولدرايتِه بهذا العدوِ ووحشيتِه ونواياهُ الاجراميةِ المفتوحة، كانَ الكتابُ المفتوحُ من حزبِ الل للرؤساءِ الثلاثةِ والشعبِ اللبنانيِّ الابيّ، شارحاً مسارَ الامورِ من توقيعِ اتفاقِ وقفِ اطلاقِ النارِ العامَ الماضي والتزامِ لبنانَ التامِّ به، الى يومياتِنا المليئةِ بشرورِ العدوانِ على مرأى ومسمَعِ الدولِ والجهاتِ الضامنة، بهدفِ اخضاعِ لبنانَ واذلالِه واستدراجِهم إلى اتفاقٍ سياسيٍّ لانتزاعِ اقرارٍ بالمصالحِ الاسرائيليةِ في بلدِنا والمنطقة.
ورغمَ منطقِ الحكومةِ المتسرِّعِ حولَ حصريةِ السلاحِ بذريعةِ حُسنِ النية، فانَ العدوَ استثمرَ هذه الخطيئةَ الحكوميةَ وارادَها شرطاً لوقفِ عدوانِه، وهو ما لم يَنُصَّ عليه إعلانُ وقفِ إطلاقِ النارِ ولا يمكنُ قَبولُه ولا فرضُه – كما أكدَ حزبُ الله.
فيما المطلوبُ وقفةٌ وطنيةٌ موحدةٌ تفرضُ احترامَ بلدِنا وشعبِنا وتَحمي سيادتَه وكرامتَه وتوقفُ الانتهاكاتِ الصهيونية، مع الدعوةِ الى عدمِ التورطِ والانزلاقِ إلى أفخاخٍ تفاوضيةٍ مطروحةٍ تعطي المزيدَ من المكتسباتِ لمصلحةِ العدوِ الذي يأخذُ دائماً ولا يلتزمُ بما عليه، بل لا يُعطي شيئاً.
ولمن اعطى وصبرَ وقاوم – للشعبِ اللبنانيِّ الابيِّ تحيةٌ وتأكيدٌ من حزبِ الل على عدمِ التخلي عن الحقِ المشروعِ في مقاومةِ الاحتلالِ والعدوان، والوقوفِ إلى جانبِه والى جانبِ الجيشِ لحمايةِ السيادة ، فالدفاعُ المشروعُ ضدَ عدوٍ يفرضُ الحربَ على بلدِنا لا يندرجُ تحتَ عنوانِ قرارِ السلمِ أو قرارِ الحرب، كما حسَمَ حزبُ الل..
وفيما حسمَ الرئيس نبيه بري انه لا حرب ولا تفاوض مباشر مع العدو، لم تَحْسِبِ الحكومةُ مواقفها – خلالَ جلستِها المنعقدةِ لساعاتٍ – بناءً لتصعيد الاحتلال ، فبعدَ ان سَمِعت من قائدِ الجيشِ البيانَ الشهريَ حولَ حصرِ السلاح، انسحبَ النقاشُ الى القانونِ الانتخابي الذي هو لدى البعضِ الغارقِ في اوهامِه من اَولى الاولويات..
المصدر: موقع المنار
