سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.
“أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
اليوم الخامس والأربعون / الأربعاء 06 تشرينَ الثَّاني 2024
في إطارِ الرَّدِّ على العدوانِ الإسرائيليِّ، ودفاعًا عن لبنانَ وشعبِه، نفَّذت المقاومةُ الإسلاميَّةُ يومَ الأربعاء، الواقعِ فيه السادسَ من تشرينَ الثاني 2024، ستًّا وثلاثينَ عمليَّةً عسكريَّةً، استهدفت في معظمِها مستوطناتٍ، مواقعَ، ثكناتٍ، وتجمُّعاتٍ تابعةً لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحدودِ اللبنانيَّة – الفلسطينيَّة، باستخدامِ المسيّراتِ الانقضاضيّةِ، والصواريخِ، والقذائفِ المدفعيَّةِ.
وعلى صعيدِ المواجهاتِ البرِّيَّةِ، كانت قوّاتُ العدوِّ الإسرائيليِّ المتمركزةُ في مستوطنةِ المطلة على موعدٍ مع ضرباتِ الرماةِ الماهرين؛ فبعدَ رصدٍ ومتابعةٍ لتحرّكاتِهم، استهدفَ مجاهدو المقاومة الإسلاميّة منزلًا كان يتحصّنُ فيه جنودٌ من جيشِ العدوِّ بصاروخٍ موجَّه، فأصابَه إصابةً مباشرةً أدّت إلى مقتلِ من فيه وجَرحِهم. وبعد دقائقَ معدودةٍ، وعند تحرّكِ دبابةٍ من نوع “ميركافا” متمركزةٍ في المستوطنةِ ذاتِها، استهدفَها المجاهدون بصاروخٍ موجَّهٍ، ما أدّى إلى احتراقِها ووقوعِ طاقمِها بين قتيلٍ وجريح. ومن جهةٍ أخرى، حاولت قوّاتُ العدوِّ الإسرائيليِّ، على مدى أكثرَ من ثلاثِ ساعات، التقدّمَ عند الأطرافِ الشرقيّةِ لبلدةِ مارون الراس، غير أنّ مجاهدي المقاومة كانوا لهم بالمرصادِ بصلياتٍ صاروخيّةٍ متتاليةٍ.
وقصفت القوّةُ الصاروخيّةُ في المقاومةِ عددًا من القواعدِ العسكريّةِ والمستوطناتِ والمدنِ في شمالِ فلسطينَ المُحتلّة والجولانِ السوريِّ المحتل، ومنها:
• قاعدةُ “راوية”.
• ثكنةُ “يؤاف”.
• قاعدةُ “زوفولون” للصناعاتِ العسكريّة شمالي مدينةِ حيفا المُحتلّة.
• مستوطناتُ كتسرين، ميرون، وروش بينا.
• مدينةُ صفد المُحتلّة.
وفي إطارِ سلسلةِ عمليّات خيبر، استهدفت القوّةُ الصاروخيّةُ في المقاومةِ قاعدةَ “تسرفين” بالقربِ من مطارِ بن غوريون جنوبي تل أبيب بصليةٍ من الصواريخِ النوعيّة.
كما شنّت القوّةُ الجويّةُ في المقاومةِ، للمرّةِ الأولى، هجماتٍ بأسرابٍ من المُسيّراتِ الانقضاضيّة على قاعدةِ حيفا البحريّةِ في خليجِ حيفا، وقاعدةِ “بيلو” جنوبيَّ تل أبيب، فأصابت أهدافَها بدقّة.
وفي عمليّةٍ مركَّبةٍ، نفّذت القوّتانِ الصاروخيّةُ والجويّةُ هجومًا مشتركًا على قاعدةِ “ستيلا ماريس” البحريّة شمالي غرب حيفا، عبرَ صليةٍ من الصواريخِ النوعيّةِ وسربٍ من المُسيّراتِ الانقضاضيّة، وأصابتا أهدافَهُما بدقّة.
في كلمةٍ له بمناسبة مرور أربعين يومًا على ارتقاء الشهيد الأقدس السيد حسن نصر الله (رضوانُ اللهِ عليه)، قال الأمينُ العام لحزب الله، سماحةُ الشيخ نعيم قاسم: “ليس في قاموسِنا إلّا الرأسُ المرفوعُ والانتصارُ، مع هؤلاء المقاومين الشرفاء الأبطال، الذين سجدوا للهِ تعالى ولن يسجدوا لأحدٍ في هذا العالم، والاستشهاديّين الذين باعوا جماجمَهم وأنفسَهم للهِ تعالى، لا يمكنُ إلّا أن ينتصروا. هؤلاء سيبقَون في الميدان.”
أكدت غرفةُ عمليّاتِ المقاومةِ الإسلاميّة، في ملخّصٍ ميدانيٍّ صادرٍ عنها، أنّ الأسابيعَ الأخيرةَ أثبتت قدرةَ تشكيلاتِ المقاومةِ على إعادةِ ترتيبِ هياكلِها على مختلفِ المستويات، وهو ما تعكسُه وتيرةُ إطلاقِ الصواريخِ والمسيّراتِ الانقضاضيّةِ نحوَ مختلفِ الأهدافِ داخلَ الكيانِ المؤقّت، وصولًا إلى تل أبيب.
في المقابل، أفادت وسائلُ إعلامٍ إسرائيليّة بمقتلِ جنديٍّ إسرائيليٍّ وإصابةِ آخرين بجروحٍ خطيرةٍ، بعدما عادوا من تنفيذِ مهمّةٍ في جنوبِ لبنان وسقطت عليهم صواريخُ المقاومة في مستوطنةِ “أفيفيم”. كما قُتل جنديٌّ آخر جرّاء سقوطِ صواريخَ في “كفار مساريك” جنوبَ عكّا. وأعلن جيشُ العدوِّ إصابةَ 13 جنديًّا خلالَ الأربعِ والعشرينَ ساعةً الماضيةَ نتيجةَ المعاركِ مع حزبِ الله.
وقد سُجِّلَ في هذا اليومِ إطلاقُ صفّاراتِ الإنذارِ أربعًا وعشرينَ مرّةً في مختلفِ مناطقِ فلسطينَ المُحتلّة، تَركَّزت في مستوطناتِ الجليلِ الأعلى، ومن رأسِ الناقورةِ شمالًا حتّى تل أبيب جنوبًا.
المصدر: الإعلام الحربي
