الأربعاء   
   05 11 2025   
   14 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 14:44

تطورات الفاشر تعيد المقترح الأمريكي للهدنة إلى واجهة المشهد السوداني

أعادت التطورات الأخيرة في مدينة الفاشر السودانية تسليط الضوء على المقترح الأمريكي المتعلق بإبرام هدنة إنسانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، في ظل إعلان لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة عن بلوغ الأوضاع في الفاشر مستويات المجاعة.

ويعود مقترح الهدنة الأمريكي إلى 12 أيلول/سبتمبر الماضي، حين عُرض لمعالجة الوضع الإنساني المتفاقم في الفاشر عند حصارها، وهو يقضي بهدنة لمدة ثلاثة أشهر ضمن خطة شاملة لتمديدها حتى 9 أشهر، تتضمن فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب المستمرة منذ نيسان/أبريل 2023.

ويستند المقترح إلى “إعلان جدة” الموقع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أيار/مايو 2023، والذي رعته الولايات المتحدة والسعودية وأُبرم في 20 أيار/مايو 2023، إلا أن الاتفاق وقف إطلاق النار لم يُنفذ بفاعلية، وتوقف العمل به بسبب تصاعد الاشتباكات بعد يوم واحد فقط من دخوله حيز التنفيذ.

وفي ظل تدهور الأوضاع الأخير، عقد مجلس الأمن والدفاع السوداني جلسة طارئة في الخرطوم برئاسة عبد الفتاح البرهان، بحضور كافة أعضاء المجلس، لمناقشة التطورات السياسية والعسكرية والأمنية في البلاد.

وأكد المجلس ترحيبه بالجهود الدولية الرامية لإنهاء معاناة السودانيين، وبخاصة المبادرة الأمريكية، دون أن يعلن موقفاً نهائياً بشأن مقترح الهدنة، بل شدد على مواصلة التعبئة لمواجهة ما وصفه بـ”تمرد قوات الدعم السريع”، مع عرض رؤية الحكومة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وترسيخ الأمن والسلام في مختلف أنحاء السودان.

من جانبه، أكد وزير الثقافة والإعلام والسياحة السوداني، خالد الأعيسر، استمرار “النفير القومي” للشعب السوداني، ودعمه اللامحدود للقوات المسلحة، بعيداً عن العصبيات القبلية والمناطقية، مشدداً على أن السودانيين يعولون على وحدتهم الوطنية لا على أي جهة خارجية، ومحملاً المجتمع الدولي مسؤولية الصمت تجاه انتهاكات الميليشيات وداعميها وتقصيره في إنصاف الضحايا.

وفي ظل تلك التطورات، ما زال مصير المقترح الأمريكي للتهدئة معلقًا، مع استمرار تصاعد المعاناة الإنسانية في الفاشر ومناطق واسعة من السودان.

المصدر: مواقع