الثلاثاء   
   04 11 2025   
   13 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 23:33

إيران تُحيي ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية بمسيرات رمزية ومواقف تؤكد التمسك بالاستقلال ورفض الهيمنة

وسط مجسّمات صواريخ ودمى تجسّد كلًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أحيا آلاف الإيرانيين، اليوم الثلاثاء، الذكرى السنوية لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979.

وشهدت العاصمة طهران وأكثر من 900 مدينة إيرانية تظاهرات حاشدة بهذه المناسبة، حيث أكد كبار المسؤولين رفض أي مساومة تمس استقلال البلاد أو قدراتها الدفاعية.

وردد المتظاهرون هتافات “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، واحتشد آلاف الطلاب والتلاميذ يرفعون الأعلام ويهتفون بالأناشيد الثورية.

وشهدت الفعاليات رمزية لافتة حين أحرق المحتجون أعلام الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وداسوها بأقدامهم، وسط مشهد استعراضي لمجسمات ترامب ونتنياهو متدلية من رافعة في محاكاة لعمليات الإعدام العلني.

كما ارتدى بعض المشاركين زي جنود إسرائيليين وحملوا نعوشًا مغطاة بالأعلام الإسرائيلية، في إشارة للخسائر الإسرائيلية في غزة وخلال المواجهة الأخيرة مع إيران.

وعرضت على طول المواكب مجسمات لصواريخ إيرانية من بينها “خرمشهر” و”فتاح”، التي أعلنت إيران استخدامها في حربها الأخيرة ضد الكيان الإسرائيلي.

كما عُرضت نماذج لمفاعلات الطرد المركزي حمل كل منها اسم عالم نووي إيراني أغتيل في عمليات منسوبة لإسرائيل، في رسالة تؤكد إصرار طهران على حقها في تطوير برنامجها النووي للأغراض السلمية، رغم اتهامات الغرب بالسعي لامتلاك السلاح النووي.

وأفادت وسائل الإعلام الرسمية بتنظيم تجمعات مماثلة في مدن أخرى مثل مشهد وأصفهان وكرمان، حيث رفع المشاركون صور المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، وقادة “محور المقاومة”، من بينهم الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله.

تجدر الإشارة إلى أن عملية اقتحام السفارة الأمريكية في طهران التي وقعت في 4 نوفمبر 1979، بعد أشهر من سقوط نظام الشاه وتأسيس الجمهورية الإسلامية، أدت إلى احتجاز عشرات الدبلوماسيين الأمريكيين كرهائن لمدة 444 يومًا، ما دفع إلى قطيعة دبلوماسية كاملة بين طهران وواشنطن عقب سنوات من التحالف الوثيق.

المسؤولون الإيرانيون في ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية: التشديد على الاستقلال وتعزيز القدرات الدفاعية

وأكد رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، خلال مشاركته في مراسم “مقارعة الاستكبار العالمي”، أن السياسة الخارجية لإيران يجب أن تحافظ على المصالح الوطنية وفي مقدمتها الاستقلال والسيادة، مشدداً على أن استقلال البلاد “ليس قابلاً للمساومة تحت أي ظرف”.

وأضاف أن شعار “الموت لأمريكا” يُعبّر عن مقاومة الهيمنة الدولية، واعتبر أن التقدم الذي حققته إيران يثبت زيف مزاعم الغرب حول قدرات الشعب الإيراني.

من جانبه، شدد اللواء محسن رضائي، القائد السابق للحرس الثوري، على أن “القوة الصاروخية” تمثل إحدى ركائز اقتدار إيران، مؤكداً أن بلاده لن تتخلى عن هذا الخيار الاستراتيجي رغم الضغوط الدولية، وتساءل قائلاً: “اسألوا الكيان الإسرائيلي عن مدى صواريخ إيران”.

أما نائب رئيس البرلمان، علي نيكزاد، فقد أوضح أن الأزمة بين طهران وواشنطن عميقة وجذرية ولن تجد حلاً قريباً، مشيراً إلى أن اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979 لم يكن عملاً عاطفياً، بل جاء كرد على عقود من الظلم بحق الشعب الإيراني.

وفي محور آخر، شددت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، على أن إيران لا تمتلك برنامجاً نووياً عسكرياً ولا تسعى إليه، مستندة بذلك إلى فتوى دينية تحرّم حيازة السلاح النووي، مؤكدة التزام البلاد بالنهج الأخلاقي والسلمي.

وفي سياق متصل، أشار المتحدث باسم الحرس الثوري، العميد نائيني، خلال احتفالية بمحافظة ألبرز، إلى أن إيران واجهت مشروعاً أمريكياً استمر 12 يوماً كان يهدف إلى إنهاء وجودها، لكنها صمدت، مؤكداً على استمرار تطوير القدرات الدفاعية والهجومية ومعتبراً أن مشكلة العدو الحقيقيّة تكمن في مواجهة إيران القوية.

المصدر: مواقع