الثلاثاء   
   04 11 2025   
   13 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:06

إدارة ترامب تستخدم أموال الطوارئ لتمويل إعانات الغذاء

في ظل استمرار الإغلاق الحكومي ودخول الخلافات السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين مرحلة حرجة، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لاستخدام جزء من أموال الطوارئ لتمويل المساعدات الغذائية لنحو 42 مليون أميركي، وسط تحذيرات من أزمة معيشية تهدد ملايين الأسر منخفضة الدخل في نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

ووفقا لتقرير وكالة رويترز، أبلغت وزارة الزراعة الأميركية محكمة اتحادية في رود آيلاند بأنها ستستخدم 5.25 مليارات دولار من أموال الطوارئ لتغطية جزء من استحقاقات برنامج المساعدة الغذائية التكميلية خلال نوفمبر/تشرين الثاني، تنفيذا لأمر قضائي صدر الأسبوع الماضي.

لكن رغم تعهدها بإنفاق كامل مبلغ الطوارئ، أوضحت الوزارة أنها لن تستخدم تمويلا إضافيا لتغطية كامل الاحتياجات، التي تتراوح تكلفتها بين 8 و9 مليارات دولار شهريا، ما يعني أن نحو نصف المساعدات فقط سيتم صرفه.

أما وكالة الأنباء الفرنسية فأكدت أن الحكومة ستخصص 4.65 مليارات دولار من صندوق الطوارئ لتغطية قرابة 50% من المساعدات المخصصة للأسر المستحقة، وهذا يعني أن ملايين الأميركيين سيواجهون تخفيضات حادة في حصصهم الغذائية خلال الشهر الجاري.
حكم قضائي

وأوضحت الوكالتان أن الخطة جاءت عقب حكم أصدره القاضي الفدرالي جون ماكونيل في رود آيلاند، الذي ألزم وزارة الزراعة الأميركية باستخدام أموال الطوارئ فورا لتأمين استمرارية برنامج “سناب” خلال فترة الإغلاق الحكومي.

وأكدت وزارة العدل الأميركية -وفق رويترز- التزام الوزارة بـ”تنفيذ أمر المحكمة وإنفاق كامل المبلغ المتاح فورا لتغطية الاحتياجات العاجلة”، لكنها لم توضح كيفية التعامل مع النقص الباقي في التمويل.

وفي تصريحات سابقة نقلتها الوكالة الفرنسية، قال الرئيس دونالد ترامب إنه “لا يريد أن يجوع الأميركيون”، مؤكدا استعداده للإفراج عن أموال إضافية “إذا حكم القضاء لصالح الإدارة”، في إشارة إلى النزاع القضائي القائم بشأن استخدام ميزانية الطوارئ.

القرار أثار انتقادات شديدة من الحزب الديمقراطي، إذ اتهم حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، الرئيس ترامب وحزبه الجمهوري بـ”استغلال جوع 42 مليون مستفيد من البرنامج لأغراض سياسية”، مؤكدا أن “الإغلاق الحكومي كان نتيجة مباشرة لفشل الإدارة في تمرير ميزانية عادلة”.

وتشير فرانس برس إلى أن الصراع السياسي بين الحزبين حول الميزانية الجديدة أدى إلى شلل حكومي استمر أكثر من شهر، في وقت حرج تتزايد فيه معدلات التضخم وأسعار المواد الغذائية.

أزمة متصاعدة

وبحسب البيانات الرسمية، يُعد برنامج “سناب” أكبر منظومة دعم غذائي في الولايات المتحدة، وتغطي إعاناته أسرا من ذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل والمسنين.

لكن التقارير تشير إلى أن التمويل الحالي لن يكفي لتأمين الإعانات لجميع المستحقين، الأمر الذي ينذر بأزمة معيشية واسعة في حال استمرار الإغلاق وعدم الإفراج عن الأموال الكاملة خلال الأسابيع المقبلة.

وحذرت منظمات اجتماعية من أن تخفيض المساعدات الغذائية في نوفمبر/تشرين الثاني سيؤدي إلى نقص حاد في الإمدادات الغذائية لدى ملايين الأسر، خصوصا في الولايات الجنوبية والمناطق الريفية، التي تعتمد على البرنامج لتغطية أكثر من نصف احتياجاتها الغذائية الشهرية.

المصدر: مواقع