الإثنين   
   03 11 2025   
   12 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 22:50

تنصيب سامية حسن رئيسة لتنزانيا وسط احتجاجات دامية واتهامات للسلطات بقتل المئات

شهدت تنزانيا، الاثنين، مراسم تنصيب سامية صولحو حسن رئيسة للبلاد، في أجواء توتر شديد أعقبت أياماً من الاحتجاجات العنيفة التي قُتل خلالها المئات بحسب معطيات المعارضة، فيما استمرت حالة انقطاع الإنترنت في أنحاء البلاد.

وأعلنت مفوضية الانتخابات فوز حسن بنسبة 98% من الأصوات، بينما رفض حزب المعارضة الرئيسي “شاديما” ـ الذي مُنع من المنافسة ـ النتائج، ووصف الاقتراع الذي جرى الأربعاء الماضي بأنه “زائف”، داعياً إلى انتخابات جديدة.

وفي خطابها عقب التنصيب الذي أقيم في قصر الرئاسة دون جمهور بخلاف العادة، حاولت حسن التقليل من شأن الاحتجاجات، داعية إلى “التكاتف والتضامن”، وأضافت أن بعض المتظاهرين الشباب قدموا من خارج تنزانيا.

وأكدت الرئيسة أن وكالات الأمن والدفاع الوطنية تواصل التحقيق في الأحداث بالتفصيل، متعهدة بعودة الأوضاع إلى طبيعتها خلال كلمتها أمام مسؤولين وشخصيات أجنبية في العاصمة دودوما.

تجدر الإشارة إلى أن الإنترنت مقطوع بشكل كامل في تنزانيا منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الانتخابات، مما يصعّب الحصول على معلومات موثوقة يمكن التحقق منها.

مصادر دبلوماسية أشارت إلى ورود تقارير موثوقة عن سقوط مئات وربما آلاف القتلى في المستشفيات والعيادات بمختلف مناطق البلاد، في حين أوضح حزب “شاديما” لوكالة فرانس برس أنه سجل “ما لا يقل عن 800 قتيل” حتى يوم السبت، دون إمكانية التحقق المستقل من صحة هذه الأرقام.

الحكومة لم تعلق بشكل رسمي على أعداد الضحايا، مكتفية برفض اتهامات اللجوء إلى “القوة المفرطة”.

وضمن تداعيات الأحداث، بقيت المدارس والكليات مغلقة يوم الاثنين، وتوقفت حركة النقل العام، كما أفادت تقارير بتوقف الصلوات في بعض الكنائس يوم الأحد.

ونقل مصدر دبلوماسي مخاوف من أن الشرطة تستغل انقطاع الإنترنت لكسب الوقت لملاحقة أعضاء المعارضة والمحتجين الذين قد يمتلكون تسجيلات مصورة توثق أحداث العنف.

وساد الهدوء إلى حد كبير في دار السلام وعدد من المدن الأخرى نهاية الأسبوع، وسط إغلاق شبه كامل للأسواق والمؤسسات وارتفاع أسعار المواد الأساسية.

وذكر مراسلون من فرانس برس أن الشرطة أوقفت تقريباً كل من يتحرك في الشوارع، وتتحقق من الهوية وتفتش الحقائب، كما سُمح للمتاجر بفتح أبوابها لفترة قصيرة بعد الظهر.

في جزيرة زنجبار ذات الحرية السياسية الأكبر، والتي شهدت احتجاجات أقل نسبياً، شوهد مسلحون ملثمون يجوبون الشوارع دون شارات واضحة خلال أيام ما بعد الانتخابات.

وفي كينيا المجاورة نشرت منظمة حقوقية تسجيلات مصورة قالت إنها جمعت من داخل تنزانيا، وتظهر بعضها جثثاً مكدسة في الشوارع، دون إمكانية التحقق من صحة تلك المواد.

دعا البابا لاوون الرابع عشر، الأحد، إلى الصلاة من أجل تنزانيا، مشيراً إلى اتساع أعمال العنف وسقوط العديد من الضحايا عقب الانتخابات، داعياً الجميع إلى نبذ العنف وتغليب الحوار.

تجدر الإشارة إلى أن سامية حسن تولت الرئاسة عقب وفاة سلفها جون ماغوفولي عام 2021، وسعت منذ ذلك الحين إلى تحقيق فوز ساحق في الانتخابات لترسيخ سلطتها وإسكات معارضيها داخل الحزب الحاكم، حسبما يرى محللون.

وتتهم منظمات حقوقية الرئيسة بالإشراف على “موجة من الرعب” سبقت الاستحقاق الانتخابي، بما في ذلك سلسلة عمليات اختطاف تصاعدت حدتها مؤخراً.

ورغم الانتشار الأمني المكثف، شهد يوم الانتخابات أعمال فوضى مع خروج الحشود إلى الشوارع، وتمزيق صور حسن ومهاجمة الشرطة ومراكز الاقتراع، بينما خلت أغلب مراكز التصويت من الناخبين بحسب شهود صحفيين ومراقبين دوليين، رغم إعلان اللجنة الانتخابية لاحقاً بلوغ نسبة المشاركة 87%.

وفي بعض المراكز، فاق عدد عناصر الشرطة عدد الناخبين، بحسب تقارير أولية لمراقبي الجماعة الإنمائية للجنوب الإفريقي، الذين أكدوا بدورهم أن الانتخابات شابها رقابة مشددة وإقصاء للمعارضة، مؤكدين أن “الشعب التنزاني لم يتمكن من التعبير عن إرادته الديمقراطية”.

المصدر: أ.ف.ب