الإثنين   
   03 11 2025   
   12 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 17:26

النائب جشي: المطلوب عدم الرهان على الأمريكي واتخاذ قرارات وطنية وسيادية لحماية لبنان

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي أنه “في الوقت الذي كانت تجول فيه المندوبة الأمريكية على الرؤساء في لبنان وتشرف على عمل لجنة الميكانيزم، كان العدو الصهيوني يقوم بأعمال القتل والاعتداء على لبنان، وكان يُسجّل اعتداءً سافرًا على مؤسسة رسمية”، في إشار إلى الجريمة التي ارتكبها العدو بقتل الموظف الشهيد إبراهيم سلامة بدم بارد في مبنى بلدية بليدا.

وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد حسين علي طعمة “ابو الفضل” في بلدة عيتيت الجنوبية، قال النائب جشي “من المؤسف أن المواطنين يُتركون لقدرهم أمام الاعتداءات الصهيونية اليومية دون اتخاذ أي إجراءات فعلية تردع العدو”، متساهل إن عمل ما يسمى بلجنة الميكانيزم يقتصر على ما يقوم به الجيش اللبناني لجهة حصر السلاح جنوب الليطاني، فيما يُطلَق العنان للعدو الصهيوني ليفعل ما يشاء من اعتداء وقتل وتدمير للبيوت والأرزاق، ما يجعل منها خادمة لأهدافه دون أن يستفيد منها لبنان فعليًّا؟ وإلى متى ستبقى السلطة في هذا البلد تتعاطى مع الموفدين الأمريكيين كوسطاء في حين أنهم يمارسون الضغط على لبنان دون ممارسة أي ضغط على العدو؟

وتابع النائب جشي “هذا ما صرّح به المبعوث الأمريكي توم براك بوضوح عندما قال إنه ليس بوارد الضغط على “إسرائيل”، في الوقت الذي “يزوّد الأمريكي الكيان الإسرائيلي بكل أدوات القتل والتدمير من الطائرات والقنابل”، ويمنحه “الغطاء السياسي لما يقوم به”، ويهدد “لبنان بأن العدو الإسرائيلي سيتحرك بشكل فردي”، وسط التزام السلطة السياسية عندنا بالصمت”.

وشدّد النائب جشي على أن “لبنان نفّذ كل ما هو مطلوب منه وفق اتفاق وقف إطلاق النار، وأن المقاومة، وفق كلام فخامة رئيس الجمهورية، التزمت بما هو مطلوب منها، ولم تطلق طلقةً واحدة خرقًا للاتفاق، فيما أن العدو الصهيوني ارتكب إلى اليوم حوالي خمسة آلاف خرق واعتداء على سيادة لبنان واللبنانيين”، متسائلاً “إلى متى سيبقى أركان السلطة يراهنون على الدور الأمريكي المخادع؟”.

وقال النائب جشي “المطلوب هو عدم الرهان على الأمريكي الشريك الكامل للعدو، واتخاذ إجراءات وقرارات وطنية وسيادية لحماية لبنان كما هو الحال في الدول التي تحترم سيادتها ومواطنيها وتدافع عنهم، لأن الدفاع عن الوطن والسيادة والكرامة لا يحتاج إلى تكافؤ الإمكانات مع العدو، إنما إلى قرار وإرادة وشجاعة وعدم الارتهان لأحد، والتحرر من الضغوط”.

هذا وتوجّه النائب جشي “لمن أسماهم أدعياء السيادة”، متسائلاً “لماذا لم نسمع لكم صوتًا تجاه الاعتداء السافر على بلدة بليدا، فيما تعلو أصواتكم بوجه المقاومين الشرفاء الذين قدموا آلاف الشهداء دفاعًا عن لبنان؟”. وأضاف “اعلموا أن سكوتكم هذا يشجع العدو على الإمعان في العدوان، ويجعلكم شركاء فيه عن قصد أو عن غير قصد”.

ولفت النائب جشي إلى أن “من طبيعة العدو الصهيوني “الإجرام والعدوان، ففي نيسان 1974 دخل إلى بلدة بليدا واعتدى على أهلها، ولم يكن حينها وجود لمقاومة مسلّحة، ويومها تجمّع الأهالي في بليدا حول الإمام موسى الصدر وكانوا يصرخون بمرارة وغضب: لماذا لا تدافعون عنا؟ وإلى متى سنبقى فريسة سهلة للعدو؟ فيما عبّر الإمام الصدر يومها قائلًا: “يبدو أن الحكام لا تهمهم الكرامات، فمتر الأرض في بيروت ثمنه خمس وعشرون ألف ليرة، وهنا يدفعون ثمن الإنسان خمسة آلاف ليرة”، إضافةً إلى أن مجزرة حولا ارتكبها العدو عام 1948 ولم يكن حينها أي وجود للمقاومة الفلسطينية أو اللبنانية”.

إلى ذلك، طالب النائب جشي السلطة “بمواقف عملية وشجاعة، وبالتعاون مع المقاومة لوضع استراتيجية دفاعية يتشارك فيها الجميع لوضع حدٍّ لهذا العدوان ولهذه الاستباحة، واعتماد اللبنانيين على أنفسهم وإمكاناتهم وعدم الرهان على الخارج لحماية بلدنا، لأن الأمريكي يعمل وفق مصالحه”.

كذلك، أشاد النائب جشي بموقف فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية “الذي تجلّى باتخاذه قرارًا بتصدي الجيش الوطني لأي توغّل إسرائيلي”، مشددًا على أن هذا حق لأي دولة بأن تدافع عن نفسها”، مشيراً إلى أن “المطلوب من الجميع في لبنان التوحد في مواجهة الاحتلال لتحرير الأرض وردع العدو وحفظ السيادة، وبعد ذلك نحن كلبنانيين نتدبّر أمرنا فيما بيننا”.

المصدر: موقع المنار