الأحد   
   02 11 2025   
   11 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 20:24

المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان: لبنان يواجه أخطر أشكال الحرب الاستنزافية

أصدر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بياناً تناول فيه تصاعد العدوانية تجاه جوهر السيادة اللبنانية ومواثيقها، وما تتعرض له النماذج الوطنية من استنزاف وحرب يصفها بأنها الأسوأ، خاصة مع ما تشهده المناطق الجنوبية من تضحيات جسيمة في سبيل الحفاظ على بقاء لبنان وسط أزمة وطنية تطال الكثير من القوى السياسية التي تتعامل مع الجرائم الإرهابية الصهيونية وكأنها غير موجودة.

أكد الشيخ قبلان أن الموقف اليوم مصيري، وأن اللعبة مكشوفة، والمشروع القائم يسعى إلى زيادة وتيرة العدوان والقتل بهدف إخضاع لبنان السيادي، مشدداً على أنه لن يتم التخلي عن مصير لبنان في ظل الثقة الكبيرة بحجم التضحيات الوطنية المنتظرة للحظات الفحص الأكبر.

ودعا الشيخ قبلان القوى السياسية والتيارات ومراكز القرار الوطني إلى استيعاب حقيقة المشروع الأميركي الساعي لابتلاع لبنان، مشيراً إلى أن التضامن الوطني ليس مجرد موقف بل ينبغي ترجمته بسياسات وطنية وشعبية شاملة، مع التأكيد أن لبنان بكافة مكوناته الرسمية والسياسية والشعبية قادر على الفعل والتأثير.

وتناول الشيخ قبلان موقف توم برّاك ممثل المشروع الأميركي، واصفاً إياه بأنه يتعامل مع لبنان بلا مبالاة ويمارس الإذلال ويستهين بكرامة الشعب، ولا يصلح وسيطاً نظراً لانحيازه إلى تل أبيب.

وشدد الشيخ قبلان على وصف الكيان الإسرائيلي كوحش إرهابي لا يحترم اتفاقيات أو تسويات، ولا يفرق بين طائفة ووطن، محذراً من نزعة العدوان والاحتلال التي لا تردعها سوى القوة المضادة وحجم الأثمان. وأكد أن الصمت أو الالتزام السلبي يشجع على مزيد من الوحشية والتوسع العدواني، مستشهداً بما يجري في سوريا ولبنان دليلاً قاطعاً على ذلك.

ودعا إلى تكريس القوة الوطنية وعدم التفريط بها، وتوظيف القدرات اللبنانية ضمن مشاريع وطنية سيادية تؤكد وحدة لبنان وجبهته الشاملة، مشيراً إلى أهمية الوحدة الوطنية خصوصاً وحدة الموقف الرسمي، ومعتبراً أن الصمود هنا بحجم وطن وعدم الاستسلام السياسي مهمة وطنية عليا.

واعتبر أن الإسلام والمسيحية يشكلان ضرورة تكوينية للبنان السيادة والتاريخ والمصير والشراكة والعائلة الواحدة، متحدثاً عن ضرورة تدشين سياسات وطنية تضامنية وسيادية تعم كل البلاد.

وختم الشيخ قبلان بأن الجنوب يمثل ميزان لبنان لمستقبله، ومصير بيروت مرتبط جوهرياً بمصير الجنوب، مؤكداً أن كل مكونات لبنان من رسمي وشعبي وسياسي وإعلامي وكنيسة ومسجد معنية باتخاذ موقف يليق بالحالة الراهنة على أخطر جبهات الوطن، مشدداً أنه إذا كانت بيروت حلم لبنان الأبدي، فإن الجنوب هو الحارس السيادي الضامن لهذا الحلم، في لحظة تتطلب حماية هذا الحلم الوطني بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة، وفاءً لتضحيات حماية لبنان.

المصدر: موقع المنار