الجمعة   
   31 10 2025   
   9 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 00:49

باكستان وأفغانستان تقتربان من استئناف المفاوضات وسط تهديدات بالتصعيد وحالة ترقب على جانبي الحدود

من المتوقع أن تستأنف المفاوضات بين أفغانستان وباكستان، وفق ما أفاد مصدر أمني باكستاني لوكالة فرانس برس الخميس، وذلك بعد إعلان إسلام آباد الأربعاء فشل المحادثات الرامية للتوصل إلى هدنة دائمة مع كابول.

وانطلقت جولة المفاوضات الأخيرة يوم السبت في اسطنبول بوساطة قطرية وتركية، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام دائم بعد مواجهات بين البلدين أسفرت عن عشرات القتلى، بينهم مدنيون.

وأكد المصدر الأمني الباكستاني، مشترطاً عدم كشف هويته، أن جولة جديدة من المفاوضات ستُعقد “على الأرجح في إسطنبول”.

من جهتها، ذكرت قناة “بي تي في” الرسمية الباكستانية أن إسلام آباد وافقت على استئناف المفاوضات “بناء على طلب الدول المضيفة”، مشيرة إلى أن الوفد الباكستاني سيبقى في اسطنبول “لإعطاء فرصة جديدة للسلام واستعادة مناخ الثقة في المنطقة”.

وفي المقابل، أفادت قناة “آر تي آي” الأفغانية بقرب استئناف المحادثات، موضحة أنها “توقفت في اليوم السابق بسبب مطالب غير معقولة من الجانب الباكستاني”.

يأتي ذلك في ظل تصريحات لوزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار، أكد فيها أن “المناقشات لم تفضِ إلى حل قابل للتطبيق”، معرباً عن أسفه لعدم تقديم الجانب الأفغاني أي ضمانات، ومتهماً الوفد الأفغاني بالمراوغة. وتعهد تارار بـ”القضاء على الإرهابيين ومخابئهم وداعميهم”.

تطالب إسلام آباد بإجراءات حاسمة من كابول لضمان عدم وجود جماعات “إرهابية” معادية لباكستان على الأراضي الأفغانية، خاصة حركة طالبان باكستان، في حين تنفي كابول ذلك، وتتهم إسلام آباد بدعم جماعات إرهابية منها الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية، واصفة المطالب الباكستانية بأنها “غير مقبولة”.

وأكد مصدر أمني باكستاني أن بلاده ستشارك في المفاوضات بحسن نية دون المساس بموقفها الأساسي حيال الأمن القومي، مشدداً على رفضها لأي شكل من أشكال الإرهاب القادم من أفغانستان.

وفي الوقت ذاته، لم تُدلِ حكومة طالبان بأي تعليق، لكن مصادر رسمية أفغانية أشارت إلى أن الوفد الأفغاني سيبقى في تركيا لفترة أطول بناءً على طلب أنقرة.

وتتصاعد التحذيرات من احتمال استئناف الأعمال العدائية في حال فشل المفاوضات. وأوضح وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف أن فشل الحوار قد يؤدي إلى “حرب مفتوحة”، مشدداً على قدرة بلاده على القضاء التام على نظام طالبان. من ناحية أخرى، أعرب متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية عن استعداد بلاده للرد الحاسم في حال تعرضها لأي هجوم.

وبدأت المواجهات قبل أسبوعين بهجوم شنته حكومة طالبان على الحدود، رداً على تفجيرات في كابول اتهمت باكستان بالوقوف وراءها، قبل أن تُفضي المفاوضات في قطر إلى وقف مؤقت لإطلاق النار وإغلاق الحدود بين البلدين باستثناء مرور اللاجئين الأفغان، الذين تواجههم إجراءات مشددة من قبل باكستان منذ عام 2023.

وقال وزير داخلية طالبان، سراج الدين حقاني، إن الأفغان “لا يرغبون في الحرب”، مؤكداً أن “الدفاع عن الوطن” هو أولوية. بينما يأمل المواطنون على جانبي الحدود أن تعيد المفاوضات فتح المعابر وتعيد السلام، في ظل خسائر اقتصادية وتراجع التجارة اليومية بملايين الدولارات بحسب تجار محليين.

وأظهرت بيانات رسمية أن باكستان صدّرت في 2023 و2024 بضائع بأكثر من 800 مليون يورو إلى أفغانستان، واستوردت سلعاً من كابول بأكثر من نصف هذا المبلغ. ودعا المواطنون الجانبان لتجنب الحرب واستئناف الحوار لمنع تصعيد جديد، مؤكدين أن “البلدين قد أنهكتهما النزاعات”.

المصدر: أ.ف.ب