الأربعاء   
   29 10 2025   
   7 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 20:22

شركات عالمية تخفض آلاف الوظائف مع تصاعد تأثير الذكاء الاصطناعي وتراجع معنويات المستهلكين

تشهد الأسواق العالمية موجة واسعة من خفض الوظائف في عدد من الشركات الكبرى، في مؤشر على تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثير الابتكار التكنولوجي على سوق العمل.
وتتجه شركات مثل أمازون، نستله، ويو.بي.إس إلى تقليص القوة العاملة بشكل ملحوظ، في ظل تراجع معنويات المستهلكين واعتماد شركات التكنولوجيا على الأتمتة(Automation) والذكاء الاصطناعي كبديل للوظائف التقليدية.

ووفق إحصاءات حديثة، أعلنت الشركات الأمريكية عن شطب أكثر من 25 ألف وظيفة خلال أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بينما أعلنت يو.بي.إس عن 48 ألف وظيفة منذ بداية العام. وفي أوروبا، تجاوز عدد الوظائف التي تم تسريحها 20 ألف وظيفة، مع تصدر شركة نستله القائمة بخفض 16 ألف وظيفة.

ويشير خبراء الاقتصاد إلى أن هذه الخفضات ليست مجرد عمليات إعادة هيكلة داخلية، بل تعكس تباطؤًا واضحًا في النمو الاقتصادي، إذ نادرًا ما تشهد الشركات تسريحات جماعية عندما يكون الاقتصاد قويًا. وفي الوقت نفسه، يتعرض المديرون التنفيذيون لضغوط متزايدة من مجالس الإدارة والمستثمرين لإظهار العائد المالي لاستثماراتهم في الذكاء الاصطناعي، ما يدفعهم نحو زيادة الأتمتة وتقليص الوظائف المكتبية.

وتشير التقارير إلى أن الشركات الكبرى مثل أمازون ستشطب ما يصل إلى 14 ألف وظيفة، فيما تدرس شطب ما يصل إلى 30 ألف وظيفة خلال الفترة المقبلة، لتضاف إلى شركات أخرى مثل تارجت وبروكتر آند غامبل وكارترز التي خفضت نسبة 15% من وظائفها المكتبية بسبب الأوضاع الاقتصادية والرسوم الجمركية المرتفعة.

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع حديث أجرته شركة كيه.بي.إم.جي أن الاستثمارات المتوقعة في الذكاء الاصطناعي سترتفع بنسبة 14% لتصل إلى 130 مليون دولار في المتوسط لكل شركة خلال العام المقبل، مع توقع أن تتأثر المهن التي تعتمد على مستويات مبتدئة من العمالة، لتصبح أكثر عرضة للأتمتة.

ويرى المحللون أن هذه الاتجاهات ترسم صورة مقلقة لسوق العمل العالمي، إذ يزداد الضغط على العمال بسبب التحول التكنولوجي السريع، بينما تحاول الشركات التوازن بين الابتكار والحفاظ على القوة العاملة، في وقت يظل الاقتصاد العالمي هشًا وسط استمرار الأزمات والتحديات.

المصدر: وكالات