الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 12:16

الاحتلال الإسرائيلي يواصل تصعيد انتهاكاته ضد الأسيرات الفلسطينيات: تفتيش عارٍ وتجويع ومنع العلاج

كشف نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى والمحررين عن تصاعد الانتهاكات بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال، مؤكدين أن الأوضاع الإنسانية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ اندلاع حرب الإبادة على قطاع غزة.

وبينما يصادف “اليوم الوطني للمرأة الفلسطينية”، السادس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول، أكدت المؤسسات الحقوقية استمرار اعتقال 49 فلسطينية، من بينهن طفلتان وأسيرة من غزة، في ظروف وصفت بالأقسى منذ عقود. وتتعرض الأسيرات لتعذيب جسدي ونفسي، وتجويع متعمّد، وإهمال طبي، إضافة إلى عمليات تفتيش عارٍ واعتداءات جنسية وإذلال متكرر.

وأشار البيان إلى أن مرحلة ما بعد الحرب على غزة مثّلت نقطة تحول مأساوية، حيث تضاعفت أشكال العنف ضد النساء داخل السجون، مع تهديدات بالاغتصاب خلال الاقتحامات وإجبارهن على الركوع وهن مقيّدات اليدين والأرجل وسط شتائم تمس كرامتهن الإنسانية والأنثوية.

ولفت نادي الأسير إلى أن بعض الأسيرات يعانين من أمراض خطيرة، أبرزهن فداء عساف المصابة بالسرطان، فيما تُعدّ شاتيلا أبو عيادة وآية الخطيب من أقدم المعتقلات، وتضم القائمة طفلتين هما سالي صدقة وهناء حماد، بالإضافة إلى تسنيم الهمص من غزة. كما تحتجز سلطات الاحتلال 12 أسيرة إداريًا دون تهمة أو محاكمة، في خرق واضح للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.

وفي سياق متصل، أفادت هيئة شؤون الأسرى بأن الأسرى الفلسطينيين في سجن النقب الصحراوي يعيشون ظروفًا قاسية تشمل الضرب والإهانة والحرمان من الطعام، إضافة إلى منع إدخال الملابس الشتوية في ظل انخفاض درجات الحرارة، واقتحامات ليلية متكررة تتخللها عمليات ضرب وتحطيم لممتلكاتهم بهدف كسر إرادتهم وفرض العزلة.

وأوضحت المؤسسات أن الاحتلال استخدم سياسة الاعتقال الجماعي كأداة للانتقام، حيث وصل عدد المعتقلين منذ اندلاع الحرب على غزة إلى أكثر من 20 ألف فلسطيني، بينهم 1600 طفل، في حين يعيش اليوم أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة في ظروف قاسية تنتهك أبسط معايير حقوق الإنسان.

وحذّر نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى من استمرار الصمت الدولي الذي يشجع الاحتلال على تصعيد انتهاكاته، مطالبين المؤسسات الحقوقية والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتحرك العاجل لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، وتفعيل الأدوات القانونية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الأسرى، والتي ترتقي إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وأكد البيان أن ما يجري داخل السجون الإسرائيلية ليس انتهاكات فردية بل سياسة ممنهجة تهدف إلى كسر إرادة الفلسطينيين وإخضاعهم بالقوة.

المصدر: وكالات