الإثنين   
   27 10 2025   
   5 جمادى الأولى 1447   
   بيروت 19:06

الصحافة اليوم: 27-10-2025

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 27 تشرين الاول 2025 في افتتاحياتها الملفات والمواضيع المحلية والاقليمية والدولية الآتية…

الاخبار:

قاسم: لا نريد الحرب وجاهزون للدفاع

السؤال الوحيد الذي يشغل السياسيين والمواطنين هذه الأيام هو: متى تقع الحرب؟ وسط شعور عام بأن الأمور تسير نحو جولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، وأن العدو يتصرّف وكأنه يُمهّد لعدوان واسع، متذرّعاً بعجز الدولة اللبنانية عن نزع سلاح حزب الله.

السؤال الوحيد الذي يشغل السياسيين والمواطنين هذه الأيام هو: متى تقع الحرب؟ وسط شعور عام بأن الأمور تسير نحو جولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل، وأن العدو يتصرّف وكأنه يُمهّد لعدوان واسع، متذرّعاً بعجز الدولة اللبنانية عن نزع سلاح حزب الله. أمّا التبرير الذي يسوّقه أمام الخارج، فهو استناده إلى معلومات استخباراتية تزعم أن حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية، وليس فقط المدنية، وأن عمليات القصف والاغتيال التي ينفّذها تهدف عملياً إلى إعاقة هذه العملية.

وفي موقف لافت، تحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مقابلة مع قناة «المنار» عن التطورات الأخيرة، قائلاً، إنّ احتمال اندلاع الحرب وارد، لكنّه ليس حتمياً. وأكّد أنّ المقاومة في حالة جهوزية تامة للدفاع في حال قرّر العدو شنّ حرب واسعة. وتوجّه إلى الإسرائيليين والأميركيين بالقول: «لا تُجرّبوا المزيد من الحروب، لأن ما عجزتم عن تحقيقه في الحرب السابقة، لن تنجحوا في تحقيقه في أي حرب جديدة»، داعياً العدو إلى «الاكتفاء باتفاق وقف إطلاق النار، لأنه يحقّق أهداف الجميع».

وقال قاسم، إنّ المقاومة، عندما وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار، سلّمت بمسؤولية الدولة في مواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدّي له، مشيراً إلى أنّ المهمة الآن تقع على عاتق السلطة اللبنانية، فيما يبقى الحديث عن دورٍ مباشرٍ لحزب الله في الردّ على الاعتداءات الإسرائيلية رهناً بالظروف والتطورات الميدانية.

وأكّد تمسّك المقاومة بسلاحها، معتبراً أنّ هذا القرار مرتبط بوجود الاحتلال الإسرائيلي واستمرار العدوان، وأنّ التمسّك بالسلاح حقّ مشروع للدفاع عن الوجود. وأضاف أنّ العدو لا يحتاج إلى ذرائع لارتكاب اعتداءاته، وما يجري في سوريا خيرُ دليلٍ على نهج التوسّع والعدوان الدائم لدى إسرائيل.

وعن جهوزية المقاومة، قال قاسم: «بصرف النظر عن مستوى التعافي الذي حصل في حزب الله، نحن مقاومة، ونقول أمام العالم كله: نحن كمقاومة جاهزون للدفاع، ولسنا جاهزين لشنّ معركة؛ ولا يوجد لدينا قرار لشنّ معركة ولا قرار بمبادرة قتال».

وفي ما يتعلق بسياسة المقاومة في هذه المرحلة، أوضح أنه «منذ عام 2006 حتى عام 2023 كان الردع قائماً على إبراز فائض القوة، وقد أثبتت هذه الطريقة جدواها. أمّا اليوم فلدينا تكتيك مختلف. نحن لا نُظهر فائض قوة، ولا نمتلك فائض قوة. نعمل بطريقة اعتيادية، ولدينا ما يكفينا من القوة، فلماذا نُظهر أكثر مما نملك؟».

في غضون ذلك، واصل العدو الإسرائيلي حملته الإعلامية ضدّ المقاومة. وفي هذا السياق، بثّت قناة «كان» العبرية تقريراً بعنوان «نحو مواجهة جديدة؟»، أشارت فيه إلى أنّ «حزب الله يرفض نزع سلاحه، وفي لبنان تسود مخاوف من أن الحرب المقبلة باتت على الأبواب».

كما نشر موقع «والا» تقريراً موسّعاً جاء فيه أنّ «حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية ويستعدّ للمعركة المقبلة»، موضحاً أنّ التحليل المهني للهجمات الإسرائيلية على لبنان يكشف عن صورة مقلقة، مفادها أنّ «حزب الله يضحّي بقادته على الحدود من أجل إعادة بناء بنيته التحتية، وحشد الأسلحة الإيرانية، والتحضير لحملة في عمق الأراضي اللبنانية».

وأضاف الموقع أنّ «سياسة الاحتواء الهادئ التي تعتمدها إسرائيل ليست ضعفاً، بل هي استعداد». وخلص التقرير إلى أنّ «إصرار حزب الله على ترميم قوّته بعد الضربات الموجعة، واستمراره في إعادة بناء قدراته العسكرية في ظل وقف إطلاق النار، يؤكدان أنّ المعركة المقبلة ليست احتمالاً بعيداً، بل هي واقعٌ آخذٌ في التشكّل».

ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصادر أمنية قولها إنّ «تصميم حزب الله على الحفاظ على قدراته، وإعادة تأهيل ما دُمّر، وتعزيز نفسه، يجب أن يُوضّح للجميع أنّ الحملة القادمة حتمية. فالهدوء النسبي في جنوب لبنان ليس سوى هدوءٍ وهمي، إذ تجري تحت السطح تيارات عميقة ينبغي أن تثير قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية».

وفي الأثناء، أجرى وزير حرب العدو يسرائيل كاتس جولة على الحدود مع لبنان، برفقة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس، عشية زيارة متوقّعة لها إلى بيروت في اليومين المقبلين، حيث يُفترض أن تشارك في الاجتماع المقبل للجنة «الميكانيزم». فيما سُرّبت معلومات في بيروت عن قرب وصول موفد مصريّ أمنيّ رفيع المستوى حاملاً رسالةً تتعلّق بـ«تطورات تشير إلى أنّ الوضع أصبح في غاية الخطورة».

كواليس اللقاءات الفلسطينية في القاهرة | السلطة للمقاومة: تسليم السلاح أوّلاً!

تضغط السلطة الفلسطينية في حوارات القاهرة لتسلّم سلاح المقاومة قبل أيّ تسوية، فيما تتمسّك الفصائل بخيار التنظيم الوطني للسلاح لا نزعه.

تزاحمت الملفات الثقيلة على طاولة القاهرة خلال الأسبوع الماضي، في سياق البحث عن ترتيبات «اليوم التالي» في قطاع غزة. وشهدت العاصمة المصرية لقاءات جمعت ثمانية فصائل فلسطينية، وتمحورت عناوينها الرئيسية حول استدامة وقف إطلاق النار، وانتشار «القوة الدولية» في القطاع، إلى جانب ترتيب إجراءات الحكم في مرحلة ما بعد الحرب.

وبحسب مصادر فلسطينية تحدّثت إلى «الأخبار»، بدأت المداولات بلقاءات ثنائية بين ممثّلي الفصائل، قبل أن تنتهي إلى اجتماع موحّد، اشترطت خلاله حركة «فتح» عدم الإعلان المُسبق عن الاجتماع أو نشر صوره في الإعلام. وتضيف المصادر أن ممثلَي «فتح» في الاجتماع، نائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، حضرا اللقاء، إلا أنهما «أنكرا حضوره بصفتهما ممثّلَين للحركة أو السلطة»، علماً أن هذه الخطوة تمّت بـ«ضغط مصري»، بعدما رفض وفد «فتح» الجلوس مع القوى والفصائل الأخرى.

وفيما انتهى الاجتماع إلى اتفاق على تشكيل «لجنة إدارية» لإدارة القطاع في المرحلة المقبلة، تتكوّن من شخصيات «تكنوقراط»، تفيد المصادر بأنه «تمّ التوافق المصري – الفلسطيني، على أن تتألف هذه اللجنة من شخصيات لم تغادر القطاع خلال الحرب، وعددها 15، من أصل 40 شخصاً سمّتهم الفصائل في آذار الماضي». وتكشف عن «قطع شوط كبير في تسمية رئيس اللجنة والأعضاء المنضوين فيها، ليتم اعتماد هؤلاء قريباً، تمهيداً لمباشرة مهامهم في غزة».

وفي هذا السياق، يفيد مسؤولون مصريون مطّلعون، في حديثهم إلى «الأخبار»، بأن «مسؤولي المخابرات المصرية يجرون اتصالات مكثّفة هدفها بلورة الصيغة النهائية لمهام اللجنة الإدارية». وبحسب هؤلاء، فإنه «ثمّة مشكلة مع السلطة، مرتبطة بإرادة رئيسها أن تكون اللجنة تابعة له، وليس مستقلّة». ويضيف المسؤولون أن «هذا الأمر لن يكون منطقياً من الناحية العملية، لكن ربما تتمّ مراعاته شكلاً في الأسابيع الأولى فقط».

وخلال اجتماعات القاهرة، «حضر بند تسليم السلاح على الطاولة، حيث تبنّت فصائل المقاومة مبدأ تنظيم السلاح، وشدّدت على الاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة في الضفة والقطاع والقدس، لا تقوم على قاعدة التسليم»، وفقاً للمصادر الفلسطينية. إلا أن وفد «فتح» أصرّ على أن «تتولّى السلطة كامل الأمور الأمنية والسياسية، من دون أي وجود أمني أو سياسي في غزة للحكومة السابقة، وعلى قاعدة تسليم السلاح كاملاً أيضاً»، وهو الموقف الذي اصطدم مع «الرؤية المصرية والوطنية الفلسطينية، التي فضّلت الدعوة إلى عقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل في الأيام القليلة القادمة»، على أن يكون هدفه «التوصّل إلى استراتيجية وطنية نضالية واسعة، تقود، في المحصّلة، إلى الإجابة عن التساؤلات المهمة المتعلّقة بالمسار النضالي، وقرار السلم والحرب».

وفي وقت سابق، كانت مصادر «الأخبار» أفادت بأن «حركة حماس سلّمت حركة فتح، في الأول من أيلول الماضي، مذكّرة وطنية تتناول فيها مخاطر المرحلة»، ودعتها فيها إلى «اجتماع عاجل تقطع الطريق فيه على الخطوات الأميركية الرامية إلى وضع غزة تحت وصاية دولية». كما طالبت الحركة، «فتح»، بضرورة «استئناف الحوار الوطني وتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق ما اتُّفق عليه في لقاءات بكين، لكنّ «فتح» اشترطت لأي حوار مع «حماس» تسليم السلاح، والعمل وفق البرنامج السياسي الخاص بـ»منظمة التحرير»».

إسرائيل تعرقل دخول المساعدات

أدخلت مصر، عبر معبر رفح أمس، معدّات وآليات للمساعدة في انتشال جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، على أن يتم تسليم هذه الجثث فور استخراجها، بالتنسيق مع فصائل المقاومة في القطاع. وفي الموازاة، تستمرّ تل أبيب في عرقلة إدخال الجزء الأكبر من شاحنات المساعدات الإنسانية المُتفق عليها يومياً، رغم جاهزية مئات الشاحنات على الجانب المصري من الحدود، وانتظارها الإذن اللازم من العدو للعبور. ويأتي هذا في وقت لا يزال فيه الحديث بشأن موعد استئناف العمل عبر معبر رفح البري، بشكل كامل في الاتجاهين، «يواجه عرقلة إسرائيلية» أيضاً. وفي ظل هذا الجمود، جرت، خلال اليومين الماضيين، اتصالات موسّعة لتثبيت وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة الثانية منه، في حين تمّ التطرّق إلى تفاصيل تلك الاتصالات، خلال لقاء الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأمير قطر، تميم بن حمد، في الطائرة الرئاسية الأميركية في الدوحة مساء أول من أمس.

مبادرات أهلية لتسوية ملفات العملاء

في موازاة الإجراءات الأمنية المشدّدة التي شرع فيها أمن المقاومة في غزة، لمحاربة العصابات الإجرامية المرتبطة بالاحتلال، وضبط الأوضاع الأمنية في القطاع، تعمل جهات محلّية على إيجاد تسوية لهذا الملف من شأنها حقن الدماء. وتقول مصادر مطّلعة، في حديثها إلى «الأخبار»، إن «التجمّع الوطني للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية»، حدّد 250 دية يتوجّب دفعها، لـ«إنهاء ملف الدماء التي أريقت عن طريق الخطأ»، في حين جرى تشجيع العائلات التي «تورّط أبناؤها في قتل خاطئ، على إنهاء القضايا ودفع الديات». وإثر ذلك، تشكّلت لجان فنية وشرعية لـ«جبر الضرر وإنهاء الأحداث التي وقعت بين العوائل في القطاع». وفي هذا السياق، كشفت مصادر أمنية، لـ«الأخبار»، عن «تسليم العوائل لـ70 شخصاً كانوا قد التحقوا بعصابات إجرامية تعمل لصالح الاحتلال».


البناء:

المرحلة الثانية في غزة تنتظر القوة الدولية العالقة عند مشاركة تركيا ومجلس الأمن

قاسم: ‭‬المقاومة وسلاحها للدفاع ونحن جاهزون ‭‬ لإعادة النظر بلجنة الميكانيزم ‭

‬ مع الانتخابات في موعدها وفق القانون

بينما يقفز الرئيس الأميركي دونالد ترامب من حبال العلاقة مع روسيا بين التهديد والانفتاح وصولاً للتفاهم، إلى حبال العلاقة مع الصين بالطريقة ذاتها، مع انتقاله من التهديد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% مطلع الشهر القادم، إلى التبشير على لسان وزير خزانته بوجود تفاهمات تقول بصرف النظر عن الرسوم مقابل تمديد الصين بيع المعادن الثمينة سنة إضافية يتم خلالها وضع قواعد راسخة للعلاقات التجارية الأميركية الصينية، بقي كلام ترامب المكرّر عن إمكانية الإفراج عن القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي مصدر أسئلة كثيرة عن جديته فلسطينياً وإسرائيلياً وعن مدى استعداد ترامب للسير بمشروع حل الدولتين، وكيفية تفاعل قادة كيان الاحتلال خصوصاً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مع ذلك في حال حدوثه، ولحديث عن فرضيات مثل وجود تفاهم مسبق بين البرغوثي والأميركيين برعاية دولة عربية ما يثير حفيظة إسرائيلية وفلسطينية في آن واحد.
في مسار تطبيق اتفاق غزة تبدو المرحلة الثانية من خطة ترامب عالقة عند الإصرار الإسرائيلي على ربطها الانتهاء من تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين، رغم الدعوة الأميركية للفصل بين الأمرين، لكن الأميركيين لا يضغطون للبدء بهذه المرحلة لأنهم يدركون أن البدء بالمرحلة الثانية يرتبط بحسم أمر تشكيل القوة الدولية التي تشكل عنوان هذه المرحلة، وتشكيل القوة الدولية لا يزال ينظر حسم أمرين جوهريين، الأول مشاركة تركيا التي يرفضها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مع التزام أميركي بشرط موافقة «إسرائيل» على الدول المشاركة، والأمر الثاني هو اشتراط دول رئيسية في تشكيل القوة مثل مصر وفرنسا بصدور قرار تشكيلها عن مجلس الأمن الدولي، وهو ما يرفضه نتنياهو ولا تتحمّس له واشنطن لصالح اتفاقية حلف الراغبين بموجب إطار قانوني خارج الأمم المتحدة لتشكيل قوات متعددة الجنسيات.
في لبنان كان حديث الأمين العام لحزب الله بمناسبة سنة على توليه قيادة الحزب موضوع متابعة لما تضمنه الحديث من مواقف اهتمت بها الأوساط السياسية والدبلوماسية والإعلامية، حيث استبعد الشيخ قاسم وجود حرب إسرائيلية وشيكة، سوف تكون نتائجها بالنسبة لأصحابها أسوأ من نتائج الحرب نفسها قبل عام، مؤكداً أن المقاومة وسلاحها موجودان للدفاع عن لبنان وسيفعلان ذلك وجاهزان لفعل ذلك إذا تعرّض لبنان لخطر الحرب، وعن الاعتداءات الإسرائيلية قال قاسم إن المقاومة سلمت مهمة الدفاع والتحرير للدولة ولذلك فهي لا تقوم بالردّ على الاعتداءات، لكن على الدولة تنشيط دورها لوقف الاعتداءات متسائلاً عن جدوى لجنة الميكانيزم قائلاً إذا بقيت الأمور على حالها تجب إعادة النظر بوجودها، وعن الداخل اللبناني قال الشيخ قاسم إن حزب الله مع إجراء الانتخابات النيابية في موعدها وفق القانون النافذ، وإن الحزب مستعد للحوار مع رئيس الحكومة نواف سلام وطي صفحة الخلاف السابقة.

وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ المقاومة تتعافى باستمرار وهي جزء من دمائنا وأرواحنا وتاريخنا وشهدائنا ومستقبلنا. ولفت في مقابلة عبر قناة «المنار» مع الزميل عماد مرمل في الذكرى السنوية الأولى لانتخابه أميناً عاماً، إلى أنّ هذا التعافي سيستمرّ مهما كانت الإمكانات التي نمتلكها وهذا يجب أن يكون محسوباً ومعروفاً جيداً، وأضاف حين نقول إننا جاهزون فنحن جاهزون للدفاع وليس لشنّ معركة وليس لدينا قرار للمبادرة بالقتال، لكن إنْ فُرضت علينا معركة، ولو لم يكن لدينا سوى خشبة فلن نسمح للإسرائيلي أن يمرّ. وكرّر الدعوة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، مشدّداً على أنّ الاستمرار في هذا النهج، لن يؤدي إلى نتيجة ونحن سنستمر في الاستعداد لمواجهة أيّ عدوان قد يحصل، وليس لدينا خيار سوى أن نبقى مستعدّين لهذا الاحتمال، مشيراً إلى أن لا أحد يحدّد مدة الصبر الاستراتيجي والأمر متروك للمتابعة، آملاً أن يلهم الله الدولة اللبنانية الحمية للتوصل إلى خطة لمجابهة العدوان غير الخطة الدبلوماسية التي يتحدّثون عنها.
وشدّد الشيخ قاسم على أنّ الوجود العسكري لحزب الله مرتبط بوجود العدو المحتلّ والمقاومة ردّ فعل، وليست فعلاً، معتبراً أنّ امتلاك السلاح جزء لا يتجزأ من حقنا المشروع في الدفاع عن وطننا ووجودنا، لأنه لا فصل بين وجودنا ووجود وطننا، وذكّر بأنّ «إسرائيل» لا تحتاج إلى ذرائع للعدوان متسائلاً ما الذريعة في سورية؟ حتى لم يُبقوا لهم مخزناً ولا ثكنة ولا إمكانية عسكرية.
وتساءل قاسم عن ماذا تفعل لجنة «الميكانيزم» إزاء الخروقات الاسرائيلية؟ وهل وظيفتها مساعدة «إسرائيل» على التدمير وجمع المعلومات، منبّهاً إلى أنها إذا استمرت على هذه الحال فتجب إعادة النظر فيها لأن وجودها لا ينفع.
وفي ملف الأسرى اللبنانيين في سجون العدو، اعتبر الشيخ نعيم قاسم أنّ المسؤولية الأولى في تحريرهم تقع على الحكومة اللبنانية لأنها ترعى الاتفاق وهي الملتزمة به. ولفت إلى أنّ الحزب يتصدّى بشكل كبير جداً لما يستطيعه في ملف إعادة الإعمار، ولما لا يستطيعه يحاول أن يحقّق الاستطاعة. وأعدنا 350 ألف أسرة إلى بيوتها، إما بالترميم أو بالإيواء، مؤكداً أنّ عملية الإعمار مسؤولية الدولة أولاً وأخيراً، لأنّ من يعتدي هو «إسرائيل»، ومن يُعتدى عليه هو لبنان، والمواطنون في لبنان، ومهمة الدولة أن تحمي مواطنيها، وأن ترعى شؤونهم وقضاياهم، وأن تُعَمّر لهم بيوتهم التي دُمّرت، وعلى الدولة أن تبدأ بما تملكه وبفعالية لأنّ الإعمار يولّد حركة اقتصادية واجتماعية.
وحول قرار حرب الإسناد، لفت إلى أنّ مشاركتنا في معركة الإسناد كانت في محلها وصحيحة، ولو تكرّر الأمر، لكرّرناه على المبدأ نفسه، لأنه لا يُعقل أن يكون العدو على حدودك يضرب مقاومة بطريق الإبادة، ليتفرّغ بعد ذلك لبقية المنطقة، فيصبح الجميع صريعاً.
ووصف قاسم العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بالممتازة جداً، وكانت طوال فترة العدوان قائمة على تنسيق دائم، وأضاف أنّ التنسيق بيننا وبين الرئيس بري هو تنسيق على أعلى المستويات، بل هو محلّ حسد من الآخرين. ونحن وإياه نتشارك وجهة نظر واحدة، ونتقاطع في الفهم، والوعي، والحرص على الطائفة، والحرص على لبنان، والحرص على المقاومة.
وتوجّه الشيخ قاسم إلى رئيس الحكومة بالقول نحن إيجابيّون، ونريد التعاون معك، ونجاح البلد، ولا نريد أن نختلف معك، أما القضايا الكبيرة التي فيها مشكل استراتيجي أو قد تسبّب أزمة في قلب البلد، فدعها جانباً. وأوضح قاسم أنّ لدى الرئيس جوزاف عون نفَساً إيجابياً في معالجة الأمور بالتفاهم، وقد عبّر عن ذلك في محطات مختلفة وتنسيقنا معه أساسيّ وضروريّ ومستمر.
ورأى الأمين العام لحزب الله أنّ الجيش اللبناني جيش وطنيّ، وأداؤه أيضاً جيد ويعمل بطريقة متوازنة، ونحن دائماً مع شعار: جيش، شعب، مقاومة.
وفي ملف الانتخابات النيابية، أكد الشيخ نعيم قاسم أنّ حزب الله مع إجراء الانتخابات في موعدها، والتأجيل لا ينفع، ونحن مع القانون الساري، فليذهبوا وينفّذوه والقانون يعطي حقاً للمغتربين، ويقول إنّ لهم ستة مقاعد خارج الدوائر.
بدوره، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد اإلى أنّ «مفتاح أمن واستقرار لبنان ليس في تلبية شروط العدو بل في إجباره على تنفيذ التزاماته والوقف الفعلي لاعتدائه»، مشيراً إلى «ضرورة تعزيز الاصطفاف الوطني لمواجهة أطماع «إسرائيل» والابتعاد عن سياسات إضعاف الجبهة الداخلية».
وأوضح رعد في احتفال حزبي في النبطية أنّ من مصلحة البلاد أيضاً عدم الربط بين إعادة إعمار البيوت ومعاملات المواطنين وأيّ ضغوط خارجية، وأنه من غير المقبول تأجيل الانتخابات النيابية عن موعدها الدستوري، لأنّ هذا مطلب دستوري ورئاسي ووزاري، مضيفاً أنّ العدو له مصلحة في تأجيل الانتخابات لأسباب ليست خافية.
في غضون ذلك، وعلى وقع تصعيد العدوان الإسرائيلي على الجنوب والبقاع، تصل المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال اليومين المقبلين إلى بيروت وفق معلومات «البناء» على أن تجتمع برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون غداً الثلاثاء وتشارك في اجتماع لجنة «الميكانيزيم» في الناقورة، على أن يصل السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى مطلع الأسبوع المقبل تليه زيارة للمبعوث الأميركيّ توم برّاك لاستئناف المفاوضات مع المسؤولين اللبنانيين حول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و«إسرائيل».
ووضعت مصادر سياسيّة التصعيد الإسرائيلي في إطار الضغط الأميركي على لبنان قبل استئناف التفاوض لتحقيق المكاسب الأمنية والعسكرية والسياسية والتي عجزت عن تحقيقها طيلة فترة الحرب حتى الآن. ولفتت المصادر لـ«البناء» إلى أنّ لبنان لن يسلم للإملاءات الأميركية رغم حجم التضحيات والصعوبات، لأنّ كلفة الاستسلام وتقديم التنازلات السياديّة أكبر بكثير من كلفة التضحيات. ولفتت الى أن المقاومة بصدد إعادة الترميم وتكوين القدرة والقوة لكنها تتعامل مع المرحلة بكل حكمة وصبر استراتيجيّ ولن تتخذ أي قرار يؤدي إلى زيادة الضغط على بيئة المقاومة والبلد ومنح الإسرائيلي ذريعة لتوسيع الحرب باتجاه المدنيين والمرافق الحيوية للدولة اللبنانية. وشدّدت المصادر على أن المقاومة مستعدّة لكافة الاحتمالات لمواجهة أي توسيع للعدوان ووضعت الخطط لكل احتمال منها التقدم البري من الحدود السورية – اللبنانية باتجاه البقاع. وجزمت المصادر بأنّ المقاومة لن تسلّم سلاحها لأنها ترى أنّ «إسرائيل» تشكل خطراً استراتيجياً على لبنان وتصريحات القيادة الإسرائيلية تؤكد ذلك بإعلان ضمّ لبنان الى دولة «إسرائيل» المزعومة واقتطاع منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي وبناء مستوطنات فيها.
ونقل زوار مراجع رئاسية لـ«البناء» نفيَهم تلقيهم رسائل رسمية من الولايات المتحدة أو دول عربية وغربية بنيّة «إسرائيل» شنّ حرب كبيرة على لبنان في القريب العاجل وفق ما تشيع وسائل إعلام محليّة وأجنبية وعربية. مشيرين إلى أنّ الموقف اللبناني الرسمي موحّد لجهة رفض التفاوض المباشر مع «إسرائيل» والتفاوض تحت النار، وتجميد تطبيق القرارات الحكومية حتى التزام «إسرائيل» ببنود اتفاق 27 تشرين. وعلمت «البناء» أنّ المسؤولين اللبنانيين سيطلبون رسمياً من المبعوثين الأميركيين الذين سيزورون لبنان قريباً أن لبنان طبّق كل ما عليه من موجبات في القرارات والاتفاقات ولن يقدّموا أيّ تنازلات أخرى قبل أن يُقدّم الجانب الإسرائيلي خطوات مقابلة، وسيؤكدون أنّ الضغط الإسرائيلي العسكري لن يحلّ المشكلة ولن يثني لبنان للتنازل عن الحقوق السيادية.
وواصل العدو الاسرائيلي اعتداءاته اليومية على السيادة اللبنانية حيث أغارت مُسيّرة صهيونيّة، على سيارة في بلدة الناقورة، فيما أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة أنّ الغارة أدّت لارتقاء شهيد.
وفي البقاع أيضاً، أغارت مُسيّرة على سيارة في بلدة النبي شيت على طريق السهل ما أدّى لارتقاء شهيد.
واستهدفت مُسيّرة صهيونية معادية فجر الأحد حفارة في منطقة المعاقب في بلدة بليدا. كما ألقت محلّقة قنبلة صوتية في اتجاه بلدة عيتا الشعب.
وأصيب مواطن بجروح بانفجار من مخلفات الحرب في بلدة عيترون.
وكان أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة أنّ غارة العدو الصهيوني مساء السبت على دراجة نارية في بلدة القليلة قضاء صور أدت إلى ارتقاء شهيد.
ولم يوفر الاحتلال بعدوانه قوات «اليونيفيل» التي أعلنت في بيان حول هجوم بقنبلة على جنود حفظ السلام، إلى أنه «اقتربت مُسيّرة إسرائيلية من دورية تابعة لليونيفيل قرب بلدة كفركلا وألقت قنبلة. وبعد لحظات، أطلقت دبابة إسرائيلية النار باتجاه قوات حفظ السلام. لحسن الحظ، لم تُلحق أي إصابات أو أضرار بأفراد اليونيفيل أو معداتهم»، مضيفة: «جاء ذلك عقب حادثة سابقة في الموقع نفسه، حيث حلقت مسيّرة إسرائيلية فوق دورية اليونيفيل بشكل عدواني. وقد اتخذت قوات حفظ السلام الإجراءات الدفاعية اللازمة لعزل المسيّرة».
وشدّد بيان اليونيفيل على أن هذه الأفعال التي قام بها الجيش الإسرائيلي تُشكّل انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 وسيادة لبنان، وتُظهر استخفافاً بسلامة وأمن جنود حفظ السلام الذين يُنفّذون المهام التي كلفهم بها مجلس الأمن في جنوب لبنان.
وأشار رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حوار تلفزيوني إلى أنّ الغطرسة الإسرائيلية نعرفها، والحكومة اللبنانية لا تتعاطى مع هذا الموضوع بجدية لأنها تعطي وعوداً متناقضة، فالسلطة اللبنانية بكاملها أتت على أساس أجندة عنوانها تسليم السلاح وهي لا تنفذ في هذا الملف ولا في ملف الإصلاحات، وهناك صفر نتيجة.
وعن البلوك 8 والترسيم مع قبرص، قال باسيل: «وجهتُ ستّة كتب في العامين 2010 و2011 عن الترسيم ولم يكن يحصل لحسابات معينة واليوم ماذا فعلت الحكومة؟، هذا الأمر تأخّر 15 عاماً وليس بالضرورة أن تنتقد الحكومة على الـ 5000 كلم، والبلوك 8 أتت توتال لتأخذه وحصل رضوخ غير محسوب، اعطوا توتال 6 سنوات وهذا يخيفنا فلم يكن هناك جدية في الحفر في البلوك 9، ولمَ تأخرت في إعداد تقريرها للدولة؟ اليوم معها في البلوك رقم 8 ستّ سنوات، فبالتالي تمّ رهنه لهذه السنوات وأعطينا بالتالي شركة هذا البلوك وهي لم تطمئننا في السابق».
على صعيد آخر، أعلن تكتل «الجمهورية القوية» بعد اجتماع استثنائي ترأسه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أن تكتّل «الجمهورية القوية» يعلن قراره الحاسم بمقاطعة الجلسة التشريعية المقرّرة غداً.
بدوره، أعلنت كتلة «تحالف التغيير» التي تضمّ النوّاب ميشال دويهي، مارك ضو، وضّاح الصادق، عدم حضور الجلسة «إيماناً بتمسّك أعضاء الكتلة بالدستور اللبناني الذي يكفل حقّ النواب ويحفظ دورهم، في وجه مَن يصرّ على مخالفته بشكلٍ متكرّر، من خلال ممارساته غير الدستورية وخطابه الإلغائي».

اللواء:

عراضة أميركية – إسرائيلية عند الحدود.. و«رسالة حاسمة» مع مدير المخابرات المصرية إلى بيروت

القوات تقاطع الجلسة غداً اعتراضاً على «تسلُّط برِّي».. وحزب الله للتعاون مع رئيس الحكومة ولن يبادر إلى الحرب

بصرف النظر عن مسار الجلسة التشريعية غداً، التي دعا إلى انعقادها الرئيس نبيه بري لمتابعة درس بنود الجلسة التشريعية السابقة التي  طيَّرها نواب كتلتي القوات النيابية وحزب الكتائب وبعض التغييرين والمستقلين تقدم على نحو ثابت، ملف الاعتداءات الاسرائيلية في ضوء الحركة الديبلوماسية الاميركية المنتظرة باتجاه لبنان، وكذلك حركة الموفدين العرب.

وعلى وقع غارات اسرائيلية بالمسيَّرات طالت الحفير من النبي شيت في البقاع والناقورة وحاروف والقليلة في الجنوب، حيث سقط 5 شهداء واستهدفت ايضاً حفارات في بلدتي بليدا وعيتا الشعب كانت تعمل لمصلحة مجلس الجنوب في إزالة الركام الذي خلّفته الغارات الاسرائيلية خلال الحرب تصل إلى بيروت اليوم الموفدة الاميركية السفيرة مورغان اورتاغوس في إطار معلومات عن مشاركتها في اجتماع لجنة الميكانيزم بعد غد الاربعاء في الناقورة.

وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان زيارة اورتاغوس من شأنها ان تجيب عن اسئلة تتصل بكيفية تفعيل عمل لجنة الميكانيزم، ولفتت الى ان لبنان الرسمي سبق واعلن أهمية تفعيل هذا العمل ودعا الى تفعيل الاتصالات للضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة.

الى ذلك، ذكرت هذه المصادر ان اورتاغوس بدورها ستطلع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على  مهمتها وما تحمله من افكار من اجل التقدم في هذه اللجنة.

الى ذلك ما تزال التحضيرات بشان زيارة قداسة الحبر الاعظم البابا الى لبنان في نهاية الشهر المقبل قائمة على ان تتكثف مع بداية شهر تشرين الثاني المقبل الذي يشهد ايضا ذكرى الاستقلال في ٢٢ منه وعودة حفل الإستقبال الذي يقام على الأرجح للمناسبة في القصر الجمهوري.

وجالت أورتاغوس أمس في كريات شمونة عند الحدود  اللبنانية – الاسرائيلية، برفقة وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس وبعض من ضباط المخابرات وقادة وحدات عسكرية شاركت في الهجوم على لبنان.. كما عاينت تمركز الجيش الاسرائيلي عند النقاط الخمس المحتلة في الجنوب قبالة القرى الحدودية التي تعرضت لدمار هائل، وتمنع اسرائيل اعادة اعمارها.

وشارك في الجولة السفير الاميركي في اسرائيل، والسفير الاسرائيلي في واشنطن، وقائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، وممثلين عن القيادة المركزية الاميركية (ستكوم) وممثلين عن مجلس الامن القومي الاسرائيلي.

وعلى مسمع أورتاغوس، هدد كاتس باستمرار الهجمات على لبنان، واتخاذ كافة الاجراءات لضمان امن شمال اسرائيل والحدود.

وأبلغ كاتس اورتاغوس  والوفد المرافق لها عن اغتيال عنصرين من حزب الله أحدهما قائد ميداني في قوة الرضوان..

سلام في الفاتيكان: اللبنانيون ينتظرون زيارة البابا

في هذا الوقت، كان  الرئيس نواف سلام، يجدد أمام بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر انتظار اللبنانيين بفرح لزيارته بعد شهر ونيف إلى لبنان.

وكان الرئيس سلام زار الفاتيكان يومي الجمعة والسبت، وكتب على X بعد لقاء البابا أنه جدد (أي البابا) أمامي تعلّقه بمعنى لبنان وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في محنته. وبدوري شددت على ان وحدة لبنان وسيادته وحريته حق لأبنائه جميعاً، وان السلام في المنطقة لن يقوم إلا على العدل، ولا سيّما على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

بعد لقائه البابا لاوُن الرابع عشر، التقى سلام، يرافقه نائب رئيس مجلس الوزراء الدكتور طارق متري، بالكاردينال بيترو بارولين أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان، يرافقه المطران بول ريتشارد غالاغر أمين السرّ للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية (وزير الخارجية).

  وخلال المحادثات الودية التي جرت في أمانة سرّ الدولة، تمّ الإعراب عن الارتياح للعلاقات الثنائية المميّزة، كما جرى التأكيد على التطلّع المشترك إلى زيارة البابا إلى لبنان، المقرّرة بين ٣٠ تشرين الثاني و٢ كانون الأول ٢٠٢٥.

   وزار الرئيس سلام المدرسة المارونية في روما، وقال في تصريح بالمناسبة:هذا الصرح التربوي والروحي العريق يعكس عمق الروابط بين لبنان والفاتيكان، ويجسّد إرثًا من الشراكة الثقافية والإنسانية بين البلدين.زكما زار الرئيس المعهد الماروني المريمي في دير مار أنطونيوس الكبير، حيث كان في استقباله الأب العام للرهبانية المريمية الأباتي إدمون رزق، واختتم الرئيس سلام زيارته بجولة في مكتبة المعهد المريمي اطّلع خلالها على ما تكتنزه من كتب ومخطوطات نادرة.

ولكن عكّر الزيارة تعرض عقيلة رئيس الحكومة نواف سلام سحر بعاصيري لحادث سقوط بعد زيارتها مع سلام إلى البابا لاون الرابع عشر، وأصيبت بكسر في كتفها ما استدعى نقلها إلى المستشفى.

رئيس المخابرات المصرية إلى بيروت

على أن الابراز حركة الموفدين العرب، إذ يُتوقع أن يصل وفد مصري رفيع إلى بيروت في الساعات المقبلة، برئاسة مدير المخابرات العامة المصرية حسن رشاد في زيارة وصفت بأنها سريعة. وهو الذي يتولى متابعة مفاوضات عدم تعريض اتفاق غزة للخطر، والتقى نتنياهو لهذا الغرض في تل أبيب.

وتتحدث المعلومات عن رسالة يحملها رشاد إلى المسؤولين التي تحذر من خطورة الوضع عند الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، وداعياً إلى اتخاذ اجراءات عملية تسمح بسحب الذرائع الاسرائيلية، للحؤول دون وقوع العدوان الاسرائيلي الوشيك، أو لتقديم اقتراحات للدولة اللبنانية للعودة إلى مسار اتفاق وقف الاعتداءات والعمليات العدوانية عند طرفي الحدود، علماً أن اسرائيل وحدها لم تحترم قرار وقف النار..

ويلتقي رشاد الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام، وقائد الجيش رودولف هيكل، للبحث في تطورات الوضع اللبناني والاقليمي ونقل رسالة الى المسؤولين تتضمن موقف مصر منها..ونفت المعلومات ما تردد عن ان رشاد سينقل رسالة إلى الرؤساء الثلاثة تقول «إن الوضع أصبح في غاية الخطورة»، حيث ان اي مسؤول لا يعلم مضمون الرسالة. 

  وتتوجه الأنظار إلى الشهرين المقبلين، حيث من المتوقع أن تشهد الأوضاع مزيدًا من التطورات، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي. في ظل التأثيرات العميقة للأزمات الاقتصادية. 

استمر ضخ المعلومات عن ترقب تصعيد اسرائيلي اوسع ضد لبنان، ظهرت مؤشراته خلال اليومين الماضيين بغارت عنيفة على الجنوب والبقاع ادت الى استشهاد خمسة اشخاص وعدد من الجرحى.

  ونُقِلت تسريبات عن مصادر أميركية مفادها «بأنّ الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية تقف اليوم أمام احتمال تصعيدٍ محدود خلال الأيام المقبلة، فيما تُكثّف واشنطن اتصالاتها السياسية والأمنية لمنع أي انزلاقٍ واسع نحو مواجهة لا يريدها أحد في هذه المرحلة. فيما كشفت المعلومات عن ان الاحتلال ينفذ عدوانه على لبنان بإشراف أميركي مباشر من داخل غرف القيادة الإسرائيلية، حيث بثّت القناة الإسرائيلية «كان» خبراً مفاده: يوجد ضباط أميركيون داخل مقر القيادة الشمالية في صفد، يتابعون العمليات لحظة بلحظة في لبنان. هذا يعني ليس موفقة الادارة الاميركية على الضغط العسكري على لبنان بل متابعته عن قرب والمشاركة فيه ولو من غرفة العمليات.

  وهذه التطورات العسكرية والضغوط السياسية تضع لبنان امام خيارات صعبة وضرورة اتخاذ القرارات الملائمة قبل ان يتلقى الضربات الجديدة الموجعة، برغم انه يسعى وينتظر تحركاً دولياً فاعلاً لمنع تمادي العدوان اكثر، ويترقب ووصول الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس اليوم الاثنين إلى بيروت بعد زيارة لإسرائيل، حيث ستشارك في اجتماع هيئة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل «الميكانيزم «الذي سيعقد الأربعاء المقبل.  كما يترقب وصول السفير الاميركي الجديدميشال عيسى الشهر المقبل بعد تأخير فرضه «الاقفال الحكومي» في كل الادارات الاميركية.لعل وعسى تسفر الزيارتين عن منع توسع العدوان.

 وأعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية أن الوزير يسرائيل كاتس أجرى جولة عند الحدود اللبنانية برفقة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس.ونقل إعلام إسرائيلي عن كاتس خلال جولته قرب الحدود اللبنانية مع أورتاغوس قوله: «إن إسرائيل ستواصل الدفاع عن المناطق الشمالية ضد أي تهديد». كما يُرتقب وصول الموفد الاميركي توم براك الى بيروت نهاية هذا الشهر او بداية الشهر المقبل.

  وفي السياق، يقول مرجع سياسي كبير لـ «اللواء» ان اتصالاته بسفراء الدول المعنية بلبنان تشير الى ان لا حرب اسرائيلية كبيرة على لبنان، لكن سيظل يتلقى الضربة تلو الضربة، وربما تمتد هذه المرحلة الى نهاية السنة.

مقاطعة الجلسة التشريعية

انتخابياً، يتجه عدد من الكتل النيابية، بينها «الجمهورية القوية» و«الكتائب»، إلى مقاطعة جلسة مجلس النواب المقرّرة غدا الثلاثاء، اعتراضاً على عدم إدراج بند تعديل قانون الانتخاب على جدول الأعمال.وأفادت المعلومات عن لقاء نيابي يضم الكتل المطالبة بتعديل قانون اقتراع المغتربين، مع توجه نحو إعلان مقاطعة جماعية للجلسة.فيما قالت اوساط الرئيس نبيه بري «ان رفع السقوف معه لن يجدي نفعاً.والرئيس بري قادر على استيعاب الجميع».

وقررت كتلة «تحالف التغيير» التي تضمّ النواب ميشال دويهي، مارك ضو، وضّاح الصادق، بالاضافة الى أمين السرّ الكتلة النائب السابق رامي فنج، عدم حضور الجلسة «إيمانًا بتمسك اعضاء الكتلة بالدستور اللبنانيّ، الذي يكفل حق النواب ويحفظ دورهم، في وجه من يصر على مخالفته بشكل متكرّر، من خلال ممارسته غير الدستورية، وخطابه الالغائيّ». واعتبرت الكتلة «أنّ ما أدلى به ويمارسه رئيس المجلس النيابيّ  مخالف للأصول الدستورية والقانونية وينافي أبسط قواعد الديموقراطية والمنطق التشريعيّ». ورأت أنّه من غير المقبول منع النواب من ممارسة حقهم ودورهم في تعديل أيّ قانون أو حتى تعديل الدستور عند الضرورة.

وقالت: إنّ القوانين ليست نصوصًا مقدّسة وليست كتباً سماوية، وأصول تعديلها هي من صلب العمل التشريعيّ. ونددت بمنع الحكومة من ممارسة دورها في طلب تعديل القوانين.

وكشف مصدر نيابي لـ «الدولة ان الاتصالات ستبقى مستمرة، حتى موعد انعقاد الجلسة.

وأعلن «تكتل الجمهورية القوية وبعد اجتماع عقده السبت الماضي، برئاسة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن مقاطعة الجلسة التشريعية المقررة غداً، مؤكداً أن المشاركة فيها تعني الرضوخ لتسلط الرئيس بري على المجلس النيابي، كما تعني عملياً التغطية على جريمة دستورية وأخلاقية بحق مئات آلاف اللبنانيين المغتربين الذين يراد حرمانهم من حقهم في المساهمة بتغيير الواقع عبر صناديق الاقتراع.

ووصف الموقف بأنه معركة سياسية بين وجود دولة القانون والمؤسسات، داعياً مجلس الوزراء لتحمل مسؤوليته من خلال اقرار مشروع قانون في مجلس الوزراء يقضي بالغاء المادة 112 وإحالته إلى المجلس النيابي.

قاسم يعترف باختلال ميزان القوى

واعترف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم باختلال ميزان القوى بعد الحرب الاخيرة، معتبراً أن هذا الخلل هو مرحلي.

وأشار إلى أنه بعد سنة على اتفاق وقف النار فإن لدى الحزب والرئيس نبيه بري وجهة نظر واحدة، مؤكداً على التقاطع معه حول الحرص على الطائفة ولبنان.

وقال قاسم: في مقابلة مع « قناة المنار» ليل امس :نحن مقاومة، وسنظل مقاومة لن نبادر إلى القتال ولكن جاهزون لندافع إذا فرضت علينا المعركة، ولن ندع الاسرائيلي يمر مهما كانت القدرة التي نمتلكها.

وقال: لم نرد على العدو لأننا نريد اراحة البلد، واتهم أميركا بالسعي إلى احداث الفتن، واعتبر أن الحرب التي قد تسنها اسرائيل لن تحقق أي هدف من أهدافها، ودعا إلى الخروج من منطق «نحن وأنتم».

وأكد أن احتمال الحرب موجود لكنه ليس مؤكداً، وطالب بتطبيق الاتفاق الذي حصل، والكل بيكون ربحان.. مؤكداً على الاستعداد لمواجهة أي عدوان.. وأشار إلى مسؤولية الدولة في الدفاع ومنع الانتهاكات..

وأكد أن التمسك بالسلاح هو للدفاع عن أرضه ووطنه..

وحول العلاقة مع الرئيس سلام اشار إلى أنه إذا قدم خطوة فنحن نقدم خطوة، داعياً إلى التعامل ايجاباً مع رئيس الحكومة، «لا نريد الخلاف ونرغب بوحدة البلد وأن تنجح الحكومة».

5 شهداء في يومين

في الوضع العسكري الساخن، لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان واستمر يومياً بقتل المواطنين، حيث استهدفت مسيَّرة معادية ليل امس الاول، بغارة دراجة نارية بالقرب من النادي الحسيني لبلدة القليلة قضاء  صور.اسفرت عن ارتقاء الكشفي محمد إكرام عربية من القليلة.كما شنت مسيَّرة إسرائيلية ظهر أمس غارة على سيارة في بلدة الناقورة أدت الى سقوط شهيد يدعى عبد السيد، حسبما أعلنت وزارة الصحة في بيان. 

وفي البقاع شنت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة قرب مركز الامن العام عند مدخل بلدة النبي شيت ما أدى الى ارتقاء شهيد ثالث. وزعم جيش الاحتلال انه «إستهدف القيادي في حزب الله علي حسين الموسوي العضو في الحرس الثوري الإيراني».

كما شن العدو عصر أمس ثلاث غارات متتالية استهدفت محيط بلدة بوداي في غربي قضاء بعلبك، تلاها استهداف جديد طال  بلدة الحفير. وأفادت المعلومات أن الغارة الأخيرة على منطقة الحفير أسفرت عن استشهاد شخص وإصابة شخصين بجروح.

واستمر الطيران التجسسي الإسرائيلي بالتحليق في سماء لبنان من الجنوب حتى الضاحية الجنوبية لبيروت وصولا الى بعلبك. 

ومساء أمس ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية:ان الجيش الإسرائيلي قتل نحو 330 عنصرًا من حزب الله في الغارات منذ بدء وقف إطلاق النار في لبنان في تشرين الثاني 2024 .

وليل أمس، اقتربت مسيَّرة اسرائيلية من دورية تابعة لليونيفيل قرب كفركلا الحدودية، وألقت قنبلة باتجاهها. كما أطلقت دبابة اسرائيلية النار باتجاه قوات حفظ السلام،.

ولم تلحق هذه الاعمال اي إصابة بعناصر اليونيفيل أو آلياتهم.

وأكد بيان اليونيفيل أن أعمال الجيش الاسرائيلي تُعتبر انتهاكاً لقرار مجلس الامن الدولي 1701 وسيادة لبنان وتُظهر استخفافاً بسلامة أمن جنود حفظ السلام.

المصدر: الصحف اللبنانية