الخميس   
   16 10 2025   
   23 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 15:02

مايكروسوفت تعتزم تصنيع معظم منتجاتها الجديدة خارج الصين بدءاً من 2026

تخطط شركة «مايكروسوفت» لتصنيع معظم منتجاتها الجديدة خارج الصين ابتداء من عام 2026، بحسب ما ذكرته صحيفة «نيكاي»، تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد التوترات التجارية بين بكين وواشنطن، وسعي الشركات الأميركية إلى تقليل اعتمادها على سلاسل التوريد الصينية.

وتعكس هذه الخطوة جهود شركات التكنولوجيا الأميركية لفك ارتباط سلاسل التوريد عن الصين بوتيرة أسرع في ظل التوترات المستمرة بين واشنطن وبكين.

تصنيع أجهزة الحاسوب المحمول خارج الصين

وأشارت المصادر إلى أن «مايكروسوفت» طلبت من عدد من مورديها الاستعداد لتصنيع أجهزة الحاسوب المحمول «سيرفس» وخوادم مراكز البيانات خارج الصين، بما يشمل المكونات الأساسية وعمليات التجميع، بدءاً من العام المقبل.

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في سلسلة التوريد: «النطاق واسع للغاية ويشمل المكونات والأجزاء والتجميع للمنتجات الجديدة من الحواسيب المحمولة والخوادم، وتأمل مايكروسوفت أن يتم تصنيع كل ذلك بالكامل خارج الصين ابتداء من 2026 على أقرب تقدير».

ووفقاً لشركات الأبحاث والتنفيذيين في القطاع، تشحن «مايكروسوفت» نحو 4 ملايين جهاز «سيرفس» من الحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية سنوياً. وأضاف أحد المصادر أن الشركة نقلت بالفعل جزءاً كبيراً من إنتاج الخوادم إلى خارج الصين منذ العام الماضي نظراً لحساسية هذه المنتجات، وطلبت أن يأتي ما لا يقل عن 80% من مكونات الخوادم من خارج البلاد، كما تسعى الشركة إلى زيادة إنتاج أجهزة ألعاب «إكس بوكس» خارج الصين، لكنها لا تشترط بعد أن يتم تصنيعها بالكامل خارجها.

نقل عمليات التجميع

وقال مسؤول تنفيذي لدى أحد موردي «مايكروسوفت»: «نقل عمليات التجميع سهل نسبياً، لكن تحويل الإنتاج إلى مستوى المكونات أمر جذري وصعب للغاية، خصوصاً مع إطار زمني مثل 2026، علينا أن نرى كيف سيتم تنفيذ هذا الطموح».

كما تتبنى «أمازون ويب سيرفيسز» استراتيجية مماثلة، خصوصاً في إنتاج خوادم الذكاء الاصطناعي الحساسة بحسب المصادر، ودرست الشركة تقليص اعتمادها على المورد الصيني القديم SYE رغم أن لديه منشآت إنتاج خارج الصين، لكن أحد المصادر أوضح أن استبعاد الموردين الصينيين عملياً أمر معقد: «هم موردون جيدون وشركاء منذ فترة طويلة، وليس من السهل استبدالهم».

وتلعب الشركات الصينية دوراً رئيسياً في سلاسل توريد الخوادم العالمية بفضل تطورها التقني وجودتها العالية وأسعارها التنافسية، كما ساعدت عملاءها في بناء قدرات إنتاجية خارج الصين خلال السنوات الأخيرة وسط حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، فعلى سبيل المثال تُعد شركة «فيكتوري جاينت» الصينية مورداً أساسياً للوحات الدوائر المطبوعة لشركة «إنفيديا»، وقد أنشأت حضوراً قوياً في تايلاند وفيتنام.

توسيع الطاقة الإنتاجية للخوادم في تايلاند

وفي السياق نفسه، طلبت «غوغل» من مورديها توسيع الطاقة الإنتاجية للخوادم في تايلاند بشكل كبير، وقال مصدران مطلعان إن أحد مصنّعي أنظمة الخوادم ساعد «غوغل» على مضاعفة قدرته الإنتاجية هناك من خلال إنشاء أربع منشآت جديدة، وأضاف أحدهما: «غوغل لديها الآن عدة موردين من المكونات إلى التجميع في تايلاند لبناء خوادمها الخاصة، لقد تشكل نظام بيئي متكامل».

وتعمل «مايكروسوفت» و«أمازون ويب سيرفيسز» و«غوغل» على تقليل اعتمادها على سلاسل التوريد الصينية لتفادي أي اضطرابات محتملة بسبب التوترات الأميركية الصينية، خصوصاً بعد أن فرضت بكين قيوداً إضافية على تصدير بعض المعادن النادرة ومواد البطاريات، وردّت واشنطن بالتهديد بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على السلع الصينية.

ورغم هذه الجهود، لا يزال إنتاج بعض المكونات الإلكترونية في الصين مجديًا اقتصاديًا، وقال مسؤول في شركة يابانية لصناعة المكونات السلبية (مثل المقاومات والمكثفات والمحاثات): «طُلب منا تقديم خيارات إنتاج خارج الصين لعملائنا من مزوّدي خدمات الحوسبة السحابية، لكن نظراً إلى أن المكونات السلبية رخيصة جداً وبأعداد هائلة، يصعب على العملاء تأمينها بالكامل من خارج الصين».

ولم تكن هذه المرة الأولى التي تطلب فيها شركات الحوسبة السحابية الأميركية من مورديها نقل الإنتاج بعيداً عن الصين، إذ شهدت فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى توجهاً مماثلاً عام 2018 عندما فرضت واشنطن رسوماً عقابية على منتجات الشبكات بما في ذلك الخوادم.

وكان مصنعو الحواسيب المحمولة من أوائل من اتجهوا إلى مواقع إنتاج بديلة؛ فقد أعلنت «ديل» عام 2023 أنها تعتزم التخلص من الشرائح المصنوعة في الصين بحلول العام التالي، بينما تستهدف «إتش بي» نقل ما يصل إلى 70% من إنتاج الحواسيب إلى خارج الصين.

لكن هذه هي المرة الأولى التي تضع فيها عمالقة التكنولوجيا الأميركيون هدفاً يتمثل في تقليص الاعتماد على الصين بشكل جذري، وصولاً إلى مستوى المكونات والمواد الأساسية مثل الألياف والكابلات والموصلات والمكونات السلبية ولوحات الدوائر المطبوعة، بحسب مصادر في الصناعة.

وأشار المسؤولون إلى أن تصاعد المخاطر الجيوسياسية في مضيق تايوان وسط التوترات بين بكين وتايبيه يُعد سبباً إضافياً وراء سعي الشركات الأميركية لبناء بدائل إنتاجية خارج منطقة الصين الكبرى.

المصدر: سي ان ان