أعلن رئيس مدغشقر أندري راجولينا، أنّه “في مكانٍ آمن بعد محاولة اغتيال”، في حين تشهد البلاد منذ أسابيع تظاهرات مناهضة للحكومة، وذلك في أوّل كلمة له منذ انضمام عسكريين للمحتجّين في نهاية الأسبوع.
وقال راجولينا، في خطابٍ بُثّ مباشرةً عبر “فيسبوك” ولم يكشف فيه عن مكان تواجده: “اضطررتُ لإيجاد مكان آمن لحماية حياتي اليوم. في كل ما يجري، لم أتوقف يوماً عن البحث عن حلول”.
وإذ أكّد أنّ “السبيل الوحيد لحل هذه المشكلات هو احترام الدستور”، رفض التنحّي تلبيةً لدعوة تطلقها الحركة الاحتجاجية التي تشهدها منذ 25 أيلول الجزيرة الفقيرة والواقعة في المحيط الهندي.
وأشار رئيس مدغشقر إلى أنّه لا يكنّ “ضغينة” للضالعين في “محاولة اغتياله”، مشدّداً على أنّه منفتح على “الحوار للخروج من هذا الوضع”.
كما ذكّر بما يتهدّد البلاد من شحّ في التمويل الدولي في حال غرقت في اضطرابات سياسية، وهو ما حدث إثر انقلاب العام 2009 الذي أوصله إلى السلطة لأوّل مرّة.
وخطاب راجولينا أرجئ أكثر من مرّة، الإثنين، بسبب دخول “مجموعة من الجنود المسلّحين” مقرّ التلفزيون الرسمي الذي لم يبثّ الكلمة في نهاية المطاف.
وراجولينا الذي فاز في 2023 بولاية رئاسية جديدة مدّتها خمس سنوات في انتخابات قاطعتها المعارضة، اتّهم “مجموعة من العسكريّين والسياسيّين” بالسعي لقتله.
ووفق إذاعة فرنسا الدولية “أر أف إي”، فقد استقلّ راجولينا الأحد “طائرة عسكرية فرنسية إلى جزيرة لا ريونيون، قبل أن يغادر إلى وجهة أخرى مع عائلته”.
ماكرون: للحفاظ على النظام الدستوري والاستمرارية المؤسّساتية
في السياق، ردّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على سؤال بهذا الصدد، وقال: “لا أؤكّد شيئاً اليوم”.
وأعرب ماكرون، خلال مشاركته في قمة حول غزة في منتجع شرم الشيخ في مصر، عن “قلقنا الكبير، وعن صداقة فرنسا تجاه الشعب الملغاشي… أعتقد أنّه من المهمّ جدّاً الحفاظ على النظام الدستوري والاستمرارية المؤسّساتية في مدغشقر، لأنّ الأمر يتعلق باستقرار البلد ومصالح شعبه”، حسب قوله.
وأضاف: “ننظر إلى شباب هذه البلدان بالكثير من الإعجاب والمودّة. هؤلاء شباب عبّروا عن آرائهم، وهم مسيّسون، ويريدون أن يعيشوا بشكلٍ أفضل… ينبغي ببساطة أن لا يتمّ استغلالهم من قبل فصائل عسكرية أو تدخّلات أجنبية”، حسب تعبيره.
ويعيش 80% على الأقلّ من سكان مدغشقر البالغ عددهم 32 مليون نسمة بأقلّ من 15 ألف أرياري يومياً (2,80 يورو)، أي تحت خط الفقر الذي يحدده البنك الدولي.
المصدر: مواقع إخبارية