شهدت مدينة رام الله، اشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وعدد من الفلسطينيين بالتزامن مع الإفراج عن دفعات من الأسرى الفلسطينيين وفق صفقة تبادل الأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وأطلقت قوات الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الصحفيين المتواجدين في محيط بيتونيا غرب رام الله، وذلك قبيل بدء عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، فيما تم توثيق إطلاق قنابل دخان نحو الصحفيين بالقرب من سجن عوفر العسكري.
وتأتي هذه التطورات، فيما تستعد مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة اليوم لاستقبال 250 أسيراً من ذوي الأحكام العالية، في إطار صفقة “طوفان الأقصى” لتبادل الأسرى، والتي بدأ تنفيذها بالتزامن مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ.
ومن الضفة، معنا مراسل المنار خالد الفقيه
ووفقاً لمصادر فلسطينية، فإن عملية الإفراج ستشمل أسرى من مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس، بينهم قيادات وطنية وأسرى قضوا أكثر من عقدين في سجون الاحتلال.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر مسؤول أن جميع الأسرى الفلسطينيين الذين شملهم الإفراج صعدوا على متن حافلات داخل السجون الإسرائيلية تمهيداً لنقلهم إلى مناطق الإفراج المقررة.
ووفق مصادر فلسطينية، من المنتظر أن يتم إطلاق سراح 1716 أسيراً من أبناء قطاع غزة عند مجمع ناصر الطبي في خانيونس، إلى جانب 250 أسيراً من ذوي الأحكام المؤبدة سيتم الإفراج عنهم إلى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فيما نُقل بعضهم إلى دول خارجية بموجب ترتيبات خاصة في الاتفاق.
وبالتزامن مع تنفيذ عملية الإفراج، بدأ أقارب الأسرى الفلسطينيين بالتوافد إلى مدينة بيتونيا في الضفة الغربية المحتلة، استعداداً لاستقبال ذويهم وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، وتوقعات بزيادة نقاط التفتيش العسكرية في مختلف مناطق الضفة.
وحذّر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين من الاحتفال بإطلاق سراح الأسرى، فيما انتشرت آليات عسكرية إسرائيلية منذ ساعات الصباح في محيط سجن عوفر العسكري الواقع بين رام الله وبيتونيا، استعداداً لبدء عملية الإفراج التي تجري بالتزامن مع تسليم المقاومة عدداً من الأسرى الإسرائيليين في غزة عبر الصليب الأحمر.
مداهمات واعتقالات بالضفة والقدس قبيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الإثنين من إجراءاتها الأمنية على حاجزي عين سينا وعطارة شمال رام الله، وشنت مداهمات واسعة في منازل الأسرى المقرر الإفراج عنهم اليوم ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في عدة بلدات وقرى بمحافظة رام الله والبيرة.
وشملت المداهمات كل من بلدات: عبوين، مزارع النوباني، عارورة، بيت ريما، كفر نعمة، دير ابزيع، عين عريك، النبي صالح، نعلين، دير جرير، سلواد، حي أم الشرايط، مخيم الأمعري، وعدد من بلدات القدس.
وفي سياق الإجراءات، أوقفت قوات الاحتلال عشرات المركبات على حاجز عين سينيا، وتعرض أحد الفلسطينيين لـ التنكيل أثناء مروره عبر الحاجز، فيما استدعت سلطات الاحتلال عائلات الأسرى المنوي الإفراج عنهم إلى مركز تحقيق غرب القدس المحتلة.
كما اقتحمت القوات بلدتي الجديرة وبدو شمال غرب القدس وبلدة كفر عقب شمال المدينة، فيما شنت فجر الإثنين حملة اعتقالات واسعة في بلدة ديراستيا شمال غرب محافظة سلفيت، طالت عدداً من الفلسطينيين بعد اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني أن الحملة أسفرت عن اعتقال كل من: رافع عواد ونجله رفيق، جميل كومش ونجله أحمد، سامر عبد الرحمن سلمان ونجليه عبد الرحمن وعلي، الشقيقين منجد ومجدي مثقال القاضي، محمود عبد القادر عقل ونجله حمزة، كريم سعد مخالفة، ومحمود عودة الخطيب ونجله رامي.
وأشار نادي الأسير إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تواصل إغلاق المدخل الرئيسي للبلدة بالبوابات الحديدية منذ مساء الجمعة، مما يعيق حركة السكان ويزيد من حدة الحصار المفروض على البلدة.
وتأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة الاحتلال المتواصلة باستهداف بلدات وقرى محافظة سلفيت وفرض قيود مشددة على السكان، وسط تصعيد ملحوظ في المداهمات خلال الأيام الأخيرة، بالتزامن مع الاستعدادات لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين.
المصدر: مواقع