الإثنين   
   13 10 2025   
   20 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 11:18

النائب حسن عز الدين: المقاومة في لبنان وغزة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الهوية الوطنية

تخليداً للدماء الزاكية أحيا حزب الله الاحتفال التكريمي للشهيد السعيد المجاهد على طريق القدس علي حسين قدوح “أبو الفضل” في بلدة ياطر الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين إلى جانب عائلة الشهيد وعوائل شهداء وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وحشود من البلدة والقرى المجاورة.

وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى النائب عز الدين كلمة تقدم فيها بالتعازي والتبريكات من ذوي الشهيد، وقال: هذه المقاومة إذا أردنا أن نقيّمها علينا أن نبدأ منذ لحظة بداياتها الأولى، كيف استطاعت أن تثبت نفسها وتصمد أمام كل التحديات والتهديدات التي واجهتها في تلك الفترة العصيبة، والكل يعلم أن هذه المقاومة كانت ردة فعل على الاحتلال الإسرائيلي سنة 1982، الذي استطاع في ثلاثة أيام فقط أن يشن هجومًا على لبنان ويصل إلى نهر الليطاني.

وأضاف النائب عز الدين: لم تكن هناك مواجهة حقيقية وفعليّة من القوى التي كانت آنذاك، فأكمل طريقه إلى الشمال ولم يجد من يواجهه حتى وصل إلى بيروت واحتل ثاني عاصمة عربية بعد القدس، وحاصرها ثلاثة أشهر، في هذه الأثناء انطلقت بدايات لمجموعة من الشباب المؤمن والمسلم الملتزمين بالتكليف، بعد أن أعلن الإمام الخميني أنه يجب على من يستطيع حمل السلاح أن يحمله ويواجه هذا العدو دون النظر إلى الإمكانيات والقدرات.

وتابع النائب عز الدين: الحقيقة أنه لم يكن لديهم شيء على الإطلاق، حتى إن السلاح الذي كان يقاتل به الإخوان في عام 1982 كانوا يستعيرونه من منظمات فلسطينية وأحزاب وطنية لبنانية، ويدبرونه من هنا وهناك، ثم يعيدونه بعد انتهاء العملية، وهذه المقاومة، منذ ذلك الحين، تحملت كل الصعوبات والتحديات والتهديدات القائمة، رغم أن الجميع كان يظن أننا دخلنا في العصر الإسرائيلي والصهيوني.

وأردف النائب عز الدين: ونرى أن هذه المقاومة التي كانوا يقولون عنها إن “العين لا تقاوم المخرز”، استطاعت أن تصمد وتبقى رغم التشكيك في شرعيتها. وهذا من أعظم ما حاولوا القيام به. لأن ما يطمئن القلب إلى رضى الله تعالى هو أن هذا القتال أشرف القتال، لأنه للدفاع عن الأرض والوطن والعِرض في مواجهة عدو يحتل أرض فلسطين ويعتدي على المقدسات الإسلامية التي تهم كل مسلم، بل والمقدسات المسيحية التي تهم كل مسيحي في هذا العالم.

ورأى النائب عز الدين أنّ المقاومة اليوم، سواء في لبنان أو في فلسطين، أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، ومن الثقافة الفكرية والإيمانية، وباتت تشكل سلوكًا يسلكه كل فرد منا في كل لحظة من حياته، فهي مقاومة لحماية الوجود، في بلد لا يزال عاجزًا حتى هذه اللحظة عن تأمين الحماية لمواطنيه وشعبه من شر هذا العدو الصهيوني الذي يستبيح الأرض والسماء والبحر، وبالتالي، معتبراً أنّه لا يحق لأحد أن يمنعنا من المطالبة بحقنا في الحماية والمقاومة بما نملك من قدرات وإمكانات، لأن هذا الحق فطري وطبيعي ومكفول بكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية. ولذلك، فإن هذا الحق مشروع لا يستطيع أحد أن يمنع أحدًا من الدفاع عن أرضه، ومن حقنا أن نمارسه بحرية تامة.

وأضاف: الأمر الآخر أن هذه المقاومة لم تعد ملكًا لأحد، فهي ليست ملكًا لحزب أو لفئة أو لجماعة من هذا الشعب، بل أصبحت ملكًا لهذه الأمة بأسرها، التي باتت تؤمن بهذا النهج وتطالب بعدم التخلي عن السلاح الذي يريد الأميركي نزعه خدمةً للعدو الإسرائيلي الذي يمعن كل يوم في العدوان والإجرام ضد هذا البلد، لذلك، أصبحت المقاومة ملكًا لكل حرٍّ وإنسانٍ شريفٍ يريد أن يدافع عن وطنه وأرضه وكرامته وحياته الكريمة، حياةٍ لا يفرضها عليه لا الغرب ولا الشرق ولا أي جهة في العالم، لأن الله لا يرضى لعباده أن يعيشوا مذلولين ومقهورين ومحتلين، ورغم كل ما حصل، من خسارة قيادات وشهداء عظام في الصفوف العليا من القيادة الميدانية، فإن المقاومة ما زالت قائمة ومستمرة، ولم يتمكن أحد من كسر إرادتها أو إضعاف روحها.

وقال النائب عز الدين: ما يحصل اليوم في غزة، سواء من المقاومة هناك أو في لبنان أو في أي مكان في العالم، فهو مشهد واحد، يعيد إلى الأذهان ما حصل في لبنان عندما فُرض وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني، وكيف عاد الناس إلى قراهم المهدّمة، واليوم نرى المشهد نفسه في فلسطين، بعد عامين من القتل والدمار والتجويع والحصار، حيث عاد الشعب الفلسطيني إلى مدنه ودياره ليتفقدها، لأن إرادته وكرامته وعزته تؤكد حقيقة واحدة: أن أرض فلسطين هي للشعب الفلسطيني، والمقدسات الإسلامية للمسلمين، والمسيحية للمسيحيين، وأن هذا الشعب على حق، يدافع عن وطنه ومقدساته، لأن الوطن ليس حقيبة سفر يحملها الإنسان ويغادر.

وتابع النائب عز الدين: من هنا نرى أن كل الشعارات التي رُفعت لسحق حماس أو لإبادة الشعب الفلسطيني قد فشلت، ولن تتحقق، لأن هؤلاء يدافعون عن أرضهم وإيمانهم وعقيدتهم، ولا ننسى أيضًا موقف الشعب اليمني، الذي يعتبر أن ما حصل هو انتصار للمعركة التي خاضها اليمن في عملية الإسناد، وأعلن التزامه بوقف إطلاق النار، لكنه أكد أنه سيعود لدعم غزة وشعبها إذا خرق العدو الهدنة، لذلك، يجب أن ندرك أن هذه المقاومة ما زالت موجودة رغم كل ما أُريد لها من سحقٍ واغتيالٍ لقادتها ومحاولاتٍ لقتل فكرها ونهجها وأهدافها التي استُشهد من أجلها القادة والمجاهدون.

وختم بالقول: نؤكد أننا باقون ومستمرون بإذن الله تعالى على نهج هؤلاء الشهداء، وأن الأحرص على دمائهم هم عائلات الشهداء، والمسؤولون في حزب الله والمقاومة، ثم المجاهدون والبيئة والشعب، لأن البقاء على نهجهم أمانة في أعناقنا يجب أن نحميها ونحفظها، والنصر آتٍ بإذن الله.

المصدر: العلاقات الاعلامية