الأربعاء   
   08 10 2025   
   15 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 22:48

قاليباف: عملية طوفان الأقصى غيّرت معادلات العالم وأسقطت هيمنة الكيان الصهيوني

في الذكرى السنوية الثانية لعملية “طوفان الأقصى” التي نفّذها أبناء الشعب الفلسطيني بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران محمد باقر قاليباف أن هذه العملية لم تُوجّه ضربة فنية واستراتيجية فحسب للكيان الصهيوني، بل قلبت معادلات القوى الاستكبارية العالمية رأسًا على عقب، وأغرقت الكيان في مستنقع الهزيمة، وأفشلت مخططاته المستقبلية في غرب آسيا.

وأشار قاليباف إلى أنه “رغم مرور عامين على تلك العملية، فإن الكيان المحتل، وبدعم غير محدود من الولايات المتحدة، ارتكب مجازر مروعة ضد المدنيين الفلسطينيين، راح ضحيتها أكثر من 76 ألف شهيد، وحوّل قطاع غزة إلى أنقاض، واغتال قادة كبارًا مثل الشهيد السيد حسن نصر الله، والسيد هاشم صفي الدين، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار”، مضيفًا أن “جبهة المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن، وبدعم الشعب الإيراني الصابر والثابت، أوصلت الوضع في المنطقة إلى مرحلة جعلت الكيان الصهيوني أكثر الأنظمة كرهاً وبغضاً في العالم”.

وأوضح رئيس المجلس أن “الصهاينة فقدوا شعورهم بالأمن والاستقرار النفسي في معظم أنحاء العالم خشية ردود فعل الشعوب”، مشيرًا إلى أن “نسبة التشاؤم بين سكان الأراضي المحتلة بشأن الأمن والاقتصاد والتماسك الاجتماعي وصلت إلى مستويات حرجة تقارب الثلث، كما أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن الهجرة العكسية من الأراضي المحتلة إلى الخارج تفوق بثلاثة أضعاف الهجرة إليها”.

وشدّد قاليباف على أن “حماس لم تُهزم، بل أصبحت تفرض شروطها على الكيان الإسرائيلي”، مضيفًا أن “الكيان الصهيوني انتقل من مرحلة التطبيع إلى مرحلة التهديد الوجودي في المنطقة، بينما نجح حزب الله في لبنان في هزيمة جيش الاحتلال والحفاظ على قدراته العسكرية وإعادة بنائها، مما سلب النوم من أعين قادة الكيان، كما أن مقاومة اليمن لا تسمح لأي ميناء أو مطار في المناطق المحتلة بالاستقرار والهدوء”، مؤكّدًا أن “الكيان الصهيوني يواجه اليوم أزمة وجودية حقيقية بعد عامين من عملية طوفان الأقصى”.

وأضاف قاليباف: “مهما حاول نتنياهو تغطية أزمة بقاء هذا الكيان عبر الدعاية النفسية، فلن يتمكن من حجب شمس الحقيقة وهي في كبد السماء”.

وأشاد رئيس مجلس الشورى الإسلامي بـ”قوة وإقدام الإخوة في حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله ومجموعات المقاومة في اليمن والعراق وسائر جغرافيا محور المقاومة”، مشيرًا إلى أن “المقاومة لم تعد محصورة في غزة وصنعاء وبيروت، بل امتدت إلى سيدني وبرلين وبرشلونة ومدريد ولندن وأمستردام وتورونتو، وحتى إلى جامعات ومدن الولايات المتحدة الأمريكية”، لافتًا إلى أن “حملات المقاطعة العالمية للكيان الصهيوني وأسطول الصمود العالمي أصبحت رموزًا لانتشار المقاومة في أنحاء العالم”.

وأكد قاليباف أن “عملية طوفان الأقصى لم تكسر فقط هيمنة الكيان الإسرائيلي، بل دفعت العالم نحو التحرر من الهيمنة الأمريكية ودعم المظلومين، وأسهمت في القضاء على مشروع التطبيع مع الكيان الصهيوني”.

واختتم قائلاً: “إن مجلس الشورى الإسلامي، ممثلًا عن الشعب الإيراني المناهض للظلم، يؤكد دعمه الشامل للقضية الفلسطينية، ويدعو المؤسسات الدولية إلى محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه. ونوجّه التحية إلى أرواح شهداء عملية طوفان الأقصى، وفي مقدمتهم قادة حماس وحزب الله، ونعاهد بأن نبقى إلى جانب المقاومة حتى التحرير الكامل للقدس الشريف”.

المصدر: وكالة ارنا