مر عامان على بدء العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة ومعركة طوفان الاقصى اثر عملية 7 اكتوبر التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، ولا يزال صمود اهل القطاع ومقاومتهم وافشال اهداف الحرب عنوان الوقائع رغم كل الآلام والتضحيات.
1150 قتيلا من جنود الاحتلال اعترف بهم امس رسميا رغم ان اعلام العدو يقدم معطيات حول ارقام اعلى من ذلك بكثير، يضاف اليهم عشرات آلاف المصابين من الجنود، ولا تزال المقاومة الفلسطينية حتى اليوم تتصدى وتنفذ كمائن وعمليات هجومية كما لو انه اليوم الاول، وهي اعتمدت اسلوب الاستنزاف للعدو اضافة الى اساليب التكيف مع معركة طويلة واعتماد الصورة والصوت لضرب معنويات الجنود المحتلين.
وفي الايام الاخيرة اقر جيش العدو بمقتل واصابة عدد من ضباطه وجنوده بمواجهات وكمائن في قطاع غزة. ومن العمليات التي سجلتها المقاومة الفلسطينية في الايام القليلة الماضية، دكت كتائب القسام تجمعا لجنود وآليات العدو الإسرائيلي في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون، واستهدفت دبابة ميركافا صهيونية جنوب شارع 8 جنوبي مدينة غزة، كما استهدفت القسام نقطة تمركز لجيش الاحتلال داخل “استراحة مسك الجراح” شمال غربي مدينة غزة بدفعتين من قذائف الهاون، وبالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين استهدفت مروحية لجيش الاحتلال من نوع “أباتشي” بصاروخ “سام7” شمال مدينة غزة. بدورها سرايا القدس قصفت بقذائف الهاون مقر قيادة وسيطرة العدو الصهيوني داخل مدرسة الراهبات جنوبي مدينة غزة، وقصفت بقذائف الهاون تمركزا لجنود وآليات العدو أعلى تلة المنطار شرق حي الشجاعية بمدينة غزة ، وقصفت تجمعاً لجنود وآليات العدو في حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة.
بالموازاة يواصل الشعب في قطاع غزة صمودا اسطوريا رغم كل المآسي والقتل والتجويع وبقي ملتفا حول مقاومته ومتمسكا بثوابته وارضه رافضا ان يهجرها.
ولعبت حروب اسناد غزة من لبنان الى اليمن والعراق و3 جولات من “الوعد الصادق” الايراني دورها الكبير في الوقوف الى جانب مقاومة واهل غزة وفلسطين وارباك العدو ومجتمعه وجيشه والتاثير على مسارات العدوان.
بالمقابل كان الانقسام يتوسع في المجتمع الصهيوني حول جدوى استمرار الحرب وتصاعدت المظاهرات ضد نتنياهو، الذي كان يزعم كل مرة الاقتراب من النصر الحاسم الذي كانت تناقضه الوقائع وكلام الخبراء الصهاينة والسياسيين المعارضين. وتنامت دوليا المواقف المنددة باستمرار الوحشية الصهيونية.
عامان من القصف والغارات الوحشية والتقدم البري الصهيوني مدعوما بجسور جوية من الاسلحة الاميركية وكل اساليب الفتك والاستخبارات، لم يستطع نتنياهو وحكومته وجيشه خلالهما تحقيق مآربهم واهداف الحرب في القضاء على المقاومة واستعادة الاسرى وخلق واقع امني يناسبهم.
بيان حماس
في هذه المناسبة اصدرت حركة حماس بيانا قالت فيه”تمر الذكرى الثانية للعبور المجيد، ولا تزال المعركة متواصلة، وتداعياتها مستمرة تُلقي بظلالها السياسية والعسكرية على المنطقة والإقليم، إذ شكلت نقطة تحول كبيرة في المشهد السياسي والعسكري للمنطقة”.
وأضافت “يوافق اليوم الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى المباركة، السابع من أكتوبر، يوم العبور المجيد، يوم خط أبناء فلسطين، أبناء مقاومتنا الباسلة السطر الأول على طريق حرية فلسطين”.
وتابعت: عامان والعدو لا يزال يمعن في حربه الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني الصامد، ومجازره ضد المدنيين العزل، وسط صمت وتواطؤ دولي مخزٍ، وخذلان عربي غير مسبوق. عامان من الوجع والظلم والقهر والآلام الكبيرة، والأثمان العظيمة، وعين المقاومة ترنو نحو حرية القدس والأقصى وفلسطين كل فلسطين. عامان من الصمود الشعبي، والالتفاف حول المقاومة، واستبسال أبناء البلاد وأصحابها، في مواجهة غرباء الأرض المحتلين شذاذ الآفاق.
وقالت “عامان وشعبنا متجذر في أرضه، متمسك بحقوقه المشروعة، في وجه مخططات التصفية والتهجير القسري. عامان قدم شعبنا كوكبة كبيرة من أبنائه وقادته شهداء على طريق الحرية، تقدمهم جنبا إلى جنب مع أبناء شعبنا، قادة المقاومة الباسلة، على رأسهم القادة الشهداء، الشهيد الكبير إسماعيل هنية، وقائد الطوفان العظيم الشهيد يحيى السنوار، وصالح العاروري، ومحمد الضيف، وغيرهم من الشهداء العظام على طريق الحرية. عامان من الثبات والصمود الأسطورى للمقاومة الفلسطينية الباسلة، في وجه أعتى احتلال إحلالي عرفته البشرية. عامان وراية شعبنا لم تسقط، عامان ولم تخترق الحصون، ولم تنتزع منا المواقف”.
اضافت “عامان وشعبنا يمتشق سلاحه المشروع دفاعا عن ثوابته وحقوقه الوطنية، في وجه الظلم والاستكبار الصهيوني. عامان، وبعدها، صمود فوق الصمود، عامان وشعبنا متجذر في أرضه، ملتف حول مقاومته، متمسك بثوابته الوطنية، وحقه في تقريره مصيره بعيدا عن مشاريع الوصاية غير المشروعة، وعينه ترنو نحو القدس والأقصى وفلسطين كل فلسطين. عامان نحمل غزة، وفلسطين كل فلسطين، بشعبها العظيم، ووجعه، وقهره، وآلامه، وآماله، في عقولنا وقلوبنا، وفوق رؤوسنا، نمضي به إلى رحاب القدس الشريف والأقصى المبارك”.
بيان الفصائل
وأكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الأقصى، أن الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تمثل “أفظع حرب إبادة جماعية يشهدها التاريخ” مشددة على أن جيش الاحتلال فشل في تحقيق أهدافه رغم مرور عامين على اندلاع هذه المعركة.
وقالت الفصائل في بيان اليوم الثلاثاء إن الاحتلال “برغم وحشيته وحجم الدمار والمجازر التي ارتكبها” لم يتمكن من القضاء على المقاومة أو كسر إرادة الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن “الصمود الأسطوري الذي أبداه شعبنا في غزة كان بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها كل مخططات العدو ومؤامراته”.
وشددت على أنه “بعد عامين على أفظع حرب إبادة يشهدها التاريخ فشل العدو وحلفاؤه في تحقيق أهدافهم المعلنة وأبرزها القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى بالقوة”.
وقالت فصائل المقاومة إن معركة طوفان الأقصى، التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مثّلت “تحولا تاريخيا في مسار الصراع مع الاحتلال، واستجابة طبيعية لجرائمه المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته” مشيرة إلى أن “المعركة كشفت زيف الدعاية الصهيونية وأسقطت أسطورة جيشه المزعومة”.
وأكدت المقاومة أن معركة طوفان الأقصى تعد “محطة تاريخية بمشروعها المقاوم واستجابة طبيعية لما يحاك من مخططات”.
كما جددت الفصائل تأكيدها أن “خيار المقاومة بكل أشكالها سيبقى السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال” مشددة على أن سلاح المقاومة حق مشروع كفلته القوانين والمواثيق الدولية، ولن يُسمح لأي جهة بالتنازل عنه.
هذا ودعت الجماهير العربية والإسلامية إلى “أخذ زمام المبادرة، والخروج إلى الشوارع والساحات في كافة العواصم والمدن، دعما لفلسطين والمقاومة ونصرة لشعبنا ورفضا لجرائم الإبادة والمحرقة التي ترتكبها آلة البطش الصهيوني”.
كما توجهت الفصائل بالتحية إلى “جبهات الإسناد في اليمن ولبنان والعراق وإيران” مشيدة بمواقفها الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، وحيّت أرواح الشهداء القادة الذين “قدموا حياتهم دفاعا عن الأرض والكرامة” وفي مقدمتهم “قادة معركة الطوفان إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف” وعدد من القادة في “محور المقاومة”.
وختمت فصائل المقاومة الفلسطينية بيانها بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل طريق المقاومة حتى تحرير أرضه ومقدساته ونيل حقوقه المشروعة، مهما بلغت التضحيات.
المصدر: موقع المنار