سلسلة “أُولي البأس”… ليست مجرد عرضٍ للأحداث، بل هي وثيقة تاريخية، عبر حلقات يومية، تسطّر بطولات رجالٍ كتبوا بدمهم وصمودهم فصولًا ساطعة من تاريخ المقاومة.
“أُولي البأس”… حكاية الذين لم يُهزَموا، بل صنعوا بدمائهم ذاكرة المجد والخلود التي ستبقى حيّة.
اليوم الثالث عشر / السبت 05 – تشرين أول – 2024
في إطارِ الرَّدِّ على العدوانِ الإسرائيليِّ على لبنانَ، ودفاعًا عن لبنانَ وشعبِه، نفَّذت المقاومةُ الإسلاميَّةُ، يومَ السَّبتِ الواقعِ فيه الخامسُ من تشرينَ الأوَّل 2024، ثمانيَ عشْرَةَ عمليَّةً عسكريَّةً، استهدفت في معظمِها مواقعَ وثكناتٍ وتجمُّعاتٍ تابعةً لقوّاتِ العدوِّ الإسرائيليِّ عندَ الحدودِ اللبنانيَّة ـ الفلسطينيَّة، باستخدامِ الصواريخِ والقذائفِ المدفعيَّة.
وعلى صعيدِ المواجهاتِ البرِّيَّةِ، وبحسبِ ضابطٍ في غرفةِ عمليّاتِ المقاومةِ، حاولت قوّةٌ من نخبةِ جيشِ العدوِّ الإسرائيليِّ التسلُّلَ إلى محيطِ مبنى بلديَّةِ العديسةِ بهدفِ تفخيخِه، وعندَ وصولِ القوّةِ المعاديةِ إلى نقطةِ كمينٍ مُعَدٍّ مُسبقًا، انقضَّ عليها مجاهدو المقاومةِ بنيرانِ رشّاشاتِهم، ما أدّى إلى انفجارِ ألغامٍ كانت بحوزةِ جنودِ العدوِّ، وأسفرَ الهجومُ عن سقوطِ نحوَ خمسةَ عشَرَ جنديًّا بين قتيلٍ وجريحٍ، في حين عملت فِرَقُ إنقاذٍ إسرائيليَّةٌ على إخلاءِ الإصاباتِ تحتَ غطاءٍ ناريٍّ كثيفٍ من المروحيّاتِ.
كما حاولت قوّةٌ معاديةٌ أخرى التقدُّمَ عبرَ مسارٍ بديلٍ باتجاهِ مبنى البلديَّةِ ذاتِه، إلّا أنّها قوبلت برَدٍّ مباشرٍ من المجاهدينَ الذينَ تصدَّوا ببسالةٍ للقوّةِ المعاديةِ لأكثرَ من ساعتَينِ، تكبَّد خلالها جيشُ العدوِّ خسائرَ جديدةً وأُجبِر على الانسحابِ. ودمَّر مجاهدو المقاومةِ دبَّابةَ “ميركافا” بصاروخٍ موجَّهٍ، أثناءَ محاولتِها التقدُّمَ من مسارٍ خلفيٍّ غيرِ مرئيٍّ للجهةِ اللبنانيَّةِ، باتجاهِ مرتفعِ الباطِ في خراجِ بلدةِ مارونَ الرَّاسِ.
استهدفت القوّةُ الصاروخيَّةُ في المقاومةِ قاعدةَ “رمات دافيد” الجويَّةَ الواقعةَ على بُعدِ نحوِ خمسينَ كيلومترًا من الحدودِ اللبنانيَّة ـ الفلسطينيَّة، مستخدِمةً صواريخَ “فادي 1”. كما قصفت عددًا من القواعدِ العسكريَّةِ والمستوطَناتِ والمدنِ في شمالِ فلسطينَ المحتلَّةِ.
وفي عمليَّةٍ نوعيَّةٍ، نفَّذت القوّةُ الجويَّةُ في المقاومةِ هجومًا جويًّا باستخدامِ سِربٍ من المسيَّراتِ الانقضاضيَّةِ، استهدف قاعدةَ “شمشون”، التي تُعَدُّ مركزَ تجهيزٍ قياديٍّ ووحدةً لوجستيَّةً إقليميَّةً تابعةً لسلاحِ الجوِّ الإسرائيليِّ.
وقد أكَّدت وسائلُ إعلامٍ عبريَّةٌ إطلاقَ خمسةِ صواريخَ ثقيلةٍ من لبنانَ، تسبَّبت بدويِّ صفّاراتِ الإنذارِ في العفولةِ ومحيطِها، كما أكَّدت إصابةَ عشرةِ مستوطنين نتيجةَ القصفِ العنيفِ على مدينةِ حيفا المحتلَّةِ.
من جهتِه، أعلن جيشُ العدوِّ الإسرائيلي عن إصابةِ ثمانيةٍ وثلاثينَ جنديًّا خلالَ أربعٍ وعشرينَ ساعةً، بينها إصاباتٌ خطيرةٌ، جرّاءَ الاشتباكاتِ المستمرَّةِ في جنوبِ لبنانَ.
دَوَّتْ صَفّاراتُ الإِنذارِ تِسعَ عَشْرَةَ مَرَّةً في مُختَلِفِ المَناطِقِ المُحْتَلَّةِ، شَمِلَتْ مَدينَةَ حَيْفا المُحْتَلَّةَ وَمُحيطَها، وَصَفَدَ المُحْتَلَّةَ وَما حَوْلَها، بالإِضافَةِ إِلى غالِبِيَّةِ مَناطِقِ الجَليلِ الأَوْسَطِ.
المصدر: موقع المنار