دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الثلاثاء، الأسطول الإنساني المتوجه إلى قطاع غزة إلى التوقف عن الإبحار، للسماح بالتوصل إلى اتفاق بين طرفي النزاع في القطاع المدمر.
وقالت ميلوني في بيان رسمي إن “خطة السلام للشرق الأوسط التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب توفر أملاً باتفاق لوضع حد للحرب ولمعاناة السكان المدنيين الفلسطينيين، وإرساء الاستقرار في المنطقة”.
وأضافت أن هذا الأمل يستند إلى “توازن هش”، محذرة من أن بعض الأطراف قد يحاولون تقويضه، مؤكدة على خشيتها من أن تُستغل محاولة الأسطول كسر الحصار البحري الإسرائيلي كذريعة لتأجيج النزاع.
وشددت ميلوني على أنه “لهذا السبب، أعتقد أن على الأسطول أن يتوقف الآن ويقبل بأحد الاقتراحات العديدة التي قُدمت بهدف تحويل مسار المساعدة إلى شكل آمن”، محذرة من أن “أي خيار آخر قد يتحول إلى ذريعة لمنع السلام وتأجيج النزاع، ما يلحق الضرر بسكان غزة الذين من المفترض أن تُقدم لهم المساعدات”.
وانضمت أساطيل عدة إلى “أسطول الصمود العالمي” الرئيسي، الذي أبحر من برشلونة بهدف كسر الحصار البحري الإسرائيلي وإيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين، ومن المتوقع أن يصل الأسطول، الليلة، إلى المنطقة المحظورة من جانب إسرائيل على بعد نحو 150 ميلاً من الساحل.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن فرقاطتها العسكرية ستنسحب من مرافقة الأسطول بمجرد بلوغه مسافة 150 ميلاً بحرياً من شاطئ القطاع، لتجنّب أي واقعة دبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي، محذرة النشطاء على متن الأسطول من الاستمرار في الإبحار نحو غزة.
وأضافت الوزارة أن السفينة الحربية ستصدر تحذيرين أخيرين، على أن يُوجَّه الثاني منتصف الليل بتوقيت غرينتش، قبل انسحابها “كما سبق أن أُعلن خلال الأيام الماضية”.
وفي تصريحات لاحقة، توقّع وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو اعتراض الأسطول في المياه المفتوحة واعتقال النشطاء، موجهاً “نداءً أخيراً” لهم بقبول خطة تسوية تقضي بتسليم المساعدات في قبرص، إلا أن ممثلي الأسطول رفضوا هذا المقترح.
وأكدت المتحدثة باسم الأسطول، ماريا إيلينا ديليا، أن النشطاء أُبلغوا بقرار الحكومة الإيطالية سحب السفينة الحربية، لكنهم يرفضون الاستجابة للتحذيرات.
واتهم المنظمون السلطات الإيطالية بمحاولة إفشال مهمتهم الإنسانية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، واصفين تصرفها بـ”التخريب المباشر” و”الانحياز الواضح لإسرائيل”، متهمين الحكومة الإيطالية بأنها تتصرف كأداة بيد الاحتلال الإسرائيلي بدلاً من حماية المتطوعين.
وأشار المنظمون إلى أن المشاركين على متن السفن يدركون تماماً المخاطر ولن يتراجعوا عن هدفهم في كسر الحصار، مضيفين أن النشطاء يتوقعون “هجوماً وشيكاً” خلال الساعات المقبلة.
المصدر: مواقع