قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الثلاثاء، إن الرسوم الجمركية الأميركية لم تؤثر على اقتصاد منطقة اليورو بالقدر الذي كان يُخشى، لكنها حذّرت من مخاطر جديدة محتملة في ظل بيئة اقتصادية عالمية غامضة.
وأوضحت لاغارد في خطاب ألقته في هلسنكي أن أوروبا، التي تسجل فائضا كبيرا في تجارة السلع مع الولايات المتحدة، كانت من الأهداف الرئيسية للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على حلفاء وخصوم واشنطن على حد سواء.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي أبرم في تموز/يوليو اتفاقًا إطارًا يحدد الرسوم الجمركية على غالبية الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 15%، وهي نسبة أعلى مقارنة بالفترة السابقة لعودة ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها أقل من المستويات المرتفعة التي هدّد بها الرئيس الأميركي أحيانًا.
وأشارت لاغارد إلى أن توقعات الخسائر الاقتصادية الكبيرة لم تتحقق، مؤكدة أن التدابير المحدودة التي اتخذتها أوروبا، إلى جانب ارتفاع قيمة اليورو مقابل الدولار نتيجة المخاوف بشأن السياسات الأميركية، ساهمت في تفادي اضطرابات كبيرة في سلاسل التوريد.
وأوضحت أن حالة الغموض المحيطة بالسياسات التجارية أثّرت على النمو والاستثمار بشكل أقل من المتوقع، مستدركة أن الاتفاق مع ترامب والإجراءات الأوروبية لتعزيز النمو، بما في ذلك التعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي، لعبت دورًا في هذا التخفيف.
وحذّرت لاغارد من أن “الصدمات التجارية والجيوسياسية الجديدة ستظل سمة ثابتة في بيئتنا”، مشيرة إلى أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال في “وضع جيد” بعد الانخفاضات الأخيرة في التضخم، مع تلاشي آثار الحرب في أوكرانيا ومشكلات سلاسل التوريد التي أعقبت جائحة كوفيد-19.
وأضافت أن التضخم استقر حول هدف البنك البالغ 2% في الأشهر الأخيرة، وأن البنك المركزي أبقى على أسعار الفائدة خلال اجتماعيه الماضيين بعد تخفيضها من مستويات قياسية مرتفعة، متوقعة أغلب التحليلات عدم حدوث تغييرات قريبة في السياسات النقدية.
المصدر: أ.ف.ب.