أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن “العدوان الإسرائيلي – الأمريكي على إيران كان خيانة للدبلوماسية، بينما كانت إيران تفاوض وتسير في طريق الدبلوماسية، كما يُعدّ اعتداءً على السلام والأمن”.
وقال بزشكيان في كلمته، الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عارضًا صورًا لشهداء العدوان على إيران “لقد شهدتم جميعًا أن بلدي تعرّض في يونيو/حزيران الماضي لعدوان وحشي انتهك المبادئ الراسخة للقانون الدولي”، وتابع “الغارات الجوية التي شنها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية على المدن والمنازل والبنية التحتية الإيرانية – وفي وقت كنا فيه على طريق المفاوضات الدبلوماسية – كانت خيانة عظمى للدبلوماسية، وقوّضت جهود إرساء الاستقرار والسلام”، وأضاف ان “هذا العدوان السافر، بالإضافة إلى استشهاد عدد من القادة والمواطنين والأطفال والنساء والعلماء والنخب العلمية في بلدي، وجّه ضربة قاصمة للثقة الدولية وآفاق السلام في المنطقة”.
وأشار بزشكيان إلى أن “العدوان الإسرائيلي على بلادي خيانة للدبلوماسية واعتداء على السلام والأمن”، وأكد أن “جهود الأعداء لبثّ الفرقة بين الشعب الإيراني باءت بالفشل”، وأضاف أن “الهجوم على المنشآت النووية تحت إشراف دولي، واستهداف رجال الدولة وقادة الدول تحت إشراف الأمم المتحدة، مثالان على هذه الجرائم”، وأكد أن “إيران لن ترضخ للمعتدين، ولقد عزز أعداء إيران، دون قصد، الوحدة الوطنية”.
من جهة ثانية، قال بزشكيان “إنهم يقتلون الأطفال والنساء في غزة ويدمرون كل شيء، وإذا استمر هذا، فإنه سيطال كل الدول”، وأضاف “منذ عامين، نشهد إبادة في غزة، وانتهاك سيادة لبنان، ودمارًا في سوريا، وقتلًا في اليمن”، وأشار إلى أن “قادة إسرائيل يتبجحون بخريطة إسرائيل الكبرى، ما يكشف نواياهم لفرض ذلك بالقوة والبطش”، وشدد على أن “نتنياهو مجرم، والنظام الصهيوني ورعاته يريدون فرض وجودهم بالقوة السافرة”.
وحول مساعي الدول الأوروبية لتفعيل “آلية الزناد”، قال بزشكيان “في الأسبوع الماضي، بعد أن فشلت ثلاث دول أوروبية في إخضاع الشعب الإيراني الأبيّ بعشر سنوات من عدم الوفاء بتعهداتها، وما تلاه من دعم للعدوان العسكري، حاولت، بناءً على طلب الولايات المتحدة، وبالضغط والتهديد والفرض والاستغلال الصارخ، إعادة العمل بقرارات مجلس الأمن الملغاة ضد إيران”، وتابع “في هذه العملية، تجاهلت هذه الدول حسن النية من جهة إيران، وتجاوزت المتطلبات القانونية، وصوّرت الإجراءات القانونية التعويضية التي اتخذتها إيران – ردًا على انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة، وعدم امتثال أوروبا، وعجزها المطلق – على أنها انتهاك صارخ، وقدّمت نفسها زورًا على أنها أطراف راسخة في الاتفاق، ووصفت جهود إيران الصادقة بأنها غير كافية”.
وأضاف بزشكيان “أؤكد مجددًا من هذا المحفل أن إيران لم تسعَ قط إلى صنع قنبلة نووية، ولن تفعل ذلك أبدًا”، وأكد أن “إيران تطمح إلى أن يكون العالم خاليًا من أسلحة الدمار الشامل، لكن الأعداء يملكون تلك الأسلحة”، مشددًا على أن “إيران لن تسعى للحصول على قنبلة نووية، وهناك فتوى شرعية بذلك”.
وتابع بزشكيان “إيران تُدين العدوان الإسرائيلي على قطر، وتدعو إلى اتفاق عادل ودائم لإنهاء الحرب الأوكرانية”، ولفت إلى أن “إيران تُقدّر السلام والاستقرار الإقليميين، وتدعم عملية السلام بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا”، ودعا إلى “إعادة النظر في الأسس الفكرية والعنف السياسي، التي لا تُؤرّق المجتمع الدولي اليوم فحسب، بل أدت أيضًا إلى التوتر والفوضى داخل المجتمعات”.
المصدر: وكالة مهر