الأربعاء   
   24 09 2025   
   1 ربيع الثاني 1447   
   بيروت 13:25

الرئيس عون في الأمم المتحدة: نطالب بوقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً

أكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن لبنان حسم خياره الاستراتيجي بأن يكون “أرض حياة وفرح ومنصة لهما إلى منطقته والعالم، لا بؤرة موت ولا مستنقع حروب”.

وطالب الرئيس عون المجتمع الدولي بوقف الاعتداءات الإسرائيلية فوراً، وانسحاب الاحتلال من كامل الأراضي اللبنانية، وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل، مشدداً على استمرار تفويض قوات “اليونيفيل” بالشراكة مع الجيش اللبناني لفرض الأمن والاستقرار في مرحلة انتقالية.

وأوضح عون أن لبنان لا يطلب امتيازات، بل مسؤولية دولية عادلة ومنصفة تعيده إلى رسالته كـ”وطن للحرية والتعددية”، مشيراً إلى أن نجاح النموذج اللبناني في التعايش الإسلامي-المسيحي يكتسب أهمية استثنائية، ليس للبنان فحسب، بل للمنطقة والعالم بأسره. وقال: “إذا سقط لبنان كنموذج للعيش المشترك، سيكون البديل خطوط تماس جديدة بين الشرق والغرب، تُغذّي التطرف والعنف”.

واستعاد الرئيس عون تجربة لبنان التاريخية في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948، مذكّراً بدور الفيلسوف اللبناني شارل مالك في صياغة الإعلان ورئاسته للجمعية العامة عامي 1958 – 1959، معتبراً أن دور لبنان ما زال قائماً بوصفه “رسالة في الحرية والتعددية”.

وفي معرض حديثه عن تحديات الداخل، أعلن الرئيس عون إطلاق مسار متدرج للتعافي النقدي والاقتصادي، يشمل إصلاحات مالية وهيكلية ومصرفية، ومكافحة الفساد والجريمة المنظمة، وتعزيز استقلالية السلطة القضائية، مشيراً إلى أن حكومته انضمت أخيراً إلى “معاهدة المحيطات” ضمن التزام لبنان بالشرعية الدولية.

ولفت إلى أن لبنان يواجه ثلاثة أعباء رئيسية:

الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الحدود الجنوبية، ما يفرض انسحاب الاحتلال وتطبيق القرار 1701 كاملاً.

ملف النزوح السوري الذي وصفه بأنه الأكبر في التاريخ قياساً بعدد السكان، مؤكداً أن المفاوضات جارية مع سوريا برعاية سعودية وأممية لإيجاد حلول تضمن العودة الآمنة للنازحين.

إعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على لبنان من بنى تحتية ومنازل وقرى، وتوفير مقومات دعم القوات المسلحة اللبنانية لتثبيت السيادة والدفاع عن الأرض.

كما دعا الرئيس عون إلى وقف المآسي المرتكبة في قطاع غزة، وإطلاق مسار سياسي جاد يقود إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، قائلاً: “إن مسؤوليتنا الإنسانية والأخلاقية تفرض دعم الفلسطينيين وحقهم في دولة مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين”.

وأعلن الرئيس اللبناني إعادة إحياء “أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار”، التي سبق أن تبنتها الجمعية العامة عام 2019، معتبراً أنها رسالة لبنان إلى العالم بأن “هذا الوطن ما زال منبراً لقيم الإنسان والإنسانية”.

وختم الرئيس عون كلمته بنداء إلى المجتمع الدولي قائلاً: “من أجل السلام في منطقتنا، ومن أجل خير الإنسان، نطلب منكم ألا تتركوا لبنان. لقد اخترنا أن يكون لبنان أرض حياة وفرح، وسنجسد هذا الخيار وننفذه”.

المصدر: الوكالة الوطنية