الثلاثاء   
   23 09 2025   
   30 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:00

ترامب يعود إلى منبر الجمعية العامة هازئًا بدور الأمم المتحدة ومنددًا بالهجرة

استهزأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، في أول خطاب له بالأمم المتحدة منذ عودته إلى البيت الأبيض، بدور المنظمة الأممية في إحلال السلام، واتهمها بتشجيع الهجرة غير النظامية إلى الدول الغربية.

ومن منبر الجمعية العامة، اتهم ترامب الأمم المتحدة بـ”تمويل هجوم” عبر تشجيع الهجرة إلى دول وصفها بأنها “في طريقها إلى الجحيم”، مستغلاً الكلمة لشجب جهود احتواء التغير المناخي، واصفًا التغير المناخي بـ”أكبر عملية احتيال مدبرة على الإطلاق في العالم”.

وتساءل الرئيس الأميركي في خطابه: “ما الغاية المرجوة من الأمم المتحدة؟”، مضيفًا: “كل ما تقوم به على ما يبدو هو صياغة رسائل شديدة اللهجة، لكنها كلمات فارغة، والكلمات الفارغة لا تحل الحروب”.

وشكا ترامب، البالغ 79 عامًا، من أعطال في سلم كهربائي وشاشة قراءة داخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما كان يكرره منذ ولايته الأولى.

وتطرق ترامب إلى الحرب في أوكرانيا والعدوان في غزة، معتبرًا أن اعتراف بعض حلفاء واشنطن بدولة فلسطين يشكل “مكافأة” لحركة حماس، داعيًا الحركة إلى الإفراج عن الرهائن لتحقيق السلام.

كما هاجم الحلفاء الأوروبيين، وانتقد الصين والهند لشرائهما النفط من روسيا، بينما أبدى تحفّظًا نسبيًا بشأن موسكو، مؤكدًا استعداد واشنطن لفرض عقوبات على روسيا دون تحديد طبيعتها.

واتسم خطاب ترامب بحدة خصوصًا في مسألة الهجرة، حيث دعا إلى “إنهاء الاختبار الفاشل للحدود المفتوحة”، محذرًا من أن “بلدانكم في طريقها إلى الجحيم”، منتقدًا رئيس بلدية لندن صادق خان.

ودشن ترامب ولايته الرئاسية الثانية بسلسلة من السياسات القومية التي قلّصت نطاق التعاون الدولي، بما في ذلك انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وهيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة، وتخفيض المساعدات الإنمائية، وفرض عقوبات على قضاة أجانب بذريعة انتهاك السيادة.

وقبل خطاب ترامب، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن خفض الدعم المالي للمساعدات الإنسانية يسبب فوضى، مؤكدًا أن “خفض مساعدات التنمية يسبب فوضى. هذا حكم بإعدام كثيرين، وسرقة لمستقبل عدد أكبر”، دون ذكر الولايات المتحدة بالاسم، وشدد على “أهمية القانون الدولي” و”محورية تعدد الأطراف” و”ضرورة تعزيز العدالة وحقوق الإنسان”.

ومن المرتقب أن يلتقي ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمرة الثانية منذ اجتماعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا يوم 15 أغسطس الماضي، الاجتماع الذي لم يسفر عن أي اختراق في قضية أوكرانيا.

وخلال الحملة الانتخابية، تعهّد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد، إلا أنه أقر الأسبوع الماضي بأن الرئيس الروسي “خذله”.

ويشارك ترامب في فعاليات الجمعية العامة لمدة يوم واحد فقط، في نيويورك، حيث تنتشر حراسة مشددة مع عناصر أمن مدججين بالأسلحة وحواجز مرورية. وأعلن جهاز الخدمة السرية الأميركي تفكيك شبكة تضم أكثر من 100 ألف شريحة هاتف محمول كان من الممكن أن تُعطل شبكة الاتصالات في المدينة.

وجاء في بيان الجهاز: “بالإضافة إلى تنفيذ تهديدات هاتفية مجهولة المصدر، يمكن استخدام هذه الوسائل لشن مجموعة واسعة من هجمات الاتصالات، بما في ذلك تعطيل أبراج الهواتف المحمولة وتمكين هجمات قطع الخدمة وتسهيل الاتصالات المجهولة والمشفرة بين الجهات الفاعلة المحتملة والشركات الإجرامية”.

ولم يوضح البيان ما إذا كان ترامب مستهدفًا شخصيًا، أو الجهة الكامنة وراء العملية، مشيرًا إلى أن التحليلات الأولية تشير إلى وجود اتصالات خلوية بين جهات تهديد تابعة لدولة وأفراد معروفين لدى أجهزة إنفاذ القانون الفدرالية.

ومن بين الاجتماعات الثنائية، من المقرر أن يلتقي ترامب بنظيره الأرجنتيني خافيير ميلي، لدراسة تقديم مساعدة اقتصادية لحكومته، إضافة إلى اجتماعات مع قادة من عدة دول مسلمة، منها قطر والسعودية وإندونيسيا وتركيا وباكستان ومصر والإمارات والأردن.

المصدر: أ.ف.ب.