استهل رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون يومه الثالث في نيويورك، بسلسلة لقاءات عقدها مع عدد من القادة والمسؤولين الاوروبيين، في مبنى الامم المتحدة قبيل بدء اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، في حضور رئيس بعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة السفير احمد عرفة، والمستشار الشخصي لرئيس الجمهورية العميد اندريه رحال، ومدير مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وعرض الرئيس عون خلال اللقاءات للواقع الراهن في الجنوب، في ضوء استمرار اسرائيل في اعتداءاتها وخرقها المتواصل للاتفاق الذي تم التوصل اليه العام الفائت لوقف الاعمال العدائية، محذراً من ان هذه الممارسات من شأنها تهديد الاستقرار في المنطقة ككل، ووضع المجتمع الدولي امام تحدي احترام قراراته المؤيدة للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط.
رئيس الوزراء الايرلندي
وكان الرئيس عون بدأ سلسلة اللقاءات مع رئيس وزراء ايرلندا مايكل مارتن، حيث شكره على مشاركة بلاده في عداد قوات “اليونيفيل” العاملة في الجنوب، والتضحيات التي قدمها افراد القوة الايرلندية خلال قيامهم بهذه المهمة، مشدداً على ان لبنان يقدّر الدور الذي تقوم به القوات الدولية للمحافظة على الاستقرار في الجنوب.
واشار الرئيس عون الى انه مع ذلك، تواصل اسرائيل اعتداءاتها على لبنان، وكان آخرها المجزرة التي ارتكبتها في بنت جبيل بحق عائلة آمنة، وكان من بين الضحايا ثلاثة اطفال، وذلك بعد ساعات فقط على اجتماع لجنة الMechanism للبحث في مسألة وقف الاعمال العدائية.
وعرض الرئيس عون للوضع في الجنوب، والمهام التي يقوم بها الجيش اللبناني تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني الفائت، وعدم تمكنه من استكمال انتشاره في الجنوب بسبب استمرار اسرائيل في احتلال اراض لبنانية.
وابدى رئيس الوزراء الايرلندي حزنه للمجزرة التي وقعت امس، وقدم التعازي لرئيس الجمهورية، عارضاً اي مساعدة يمكن ان تساهم في تثبيت الاستقرار في الجنوب، ومنها المشاركة في عمليات ازالة الالغام هناك، واي مهمة اخرى يمكن ان يطلبها لبنان والامم المتحدة.
وتطرق البحث الى العلاقات الثنائية وضرورة تطويرها في مختلف المجالات، والى الوضع في سوريا والعلاقة مع الرئيس السوري احمد الشرع، حيث شدد الرئيس عون على ان التشاور مستمر مع الرئيس السوري والمسؤولين السوريين للتنسيق في المواضيع الامنية، لا سيما المحافظة على الاستقرار على الحدود الشرقية.
كما تم بحث العلاقة بين لبنان وايرلندا والوضع الاقتصادي الذي يعيشه لبنان، وشرح الرئيس عون الخطوات التي اتخذتها الحكومة لتصحيح المسار الاقتصادي واجراء الاصلاحات اللازمة لما فيه مصلحة لبنان واللبنانيين، وطمأنة الدول الشقيقة والصديقة، وجذب الاستثمارات.
الرئيس السلوفاكي
ثم التقى الرئيس عون نظيره السلوفاكي بيتر بيليغريني، يرافقه المنسق الخاص السابق للامين العام للامم المتحدة الى لبنان يان كوبيس. واكد الرئيس السلوفاكي على عمق العلاقات التي تربط بين البلدين، واشار الى رغبة بلاده في المشاركة ضمن قوات “اليونيفيل” الا ان القرار الاخير الصادر عن الامم المتحدة الذي جدد لهذه القوات سنة واحدة على ان تبدأ انسحابها عام 2027، حال دون ذلك. واتفق الرئيسان على تعزيز العلاقات بين البلدين، واعلن الرئيس بيليغريني عن تخصيص مبلغ نصف مليون دولار لمشاريع انسانية واجتماعية وبيئية في مختلف المناطق اللبنانية ومنطقة البقاع.
وتم التطرق الى مسألة النازحين السوريين في لبنان، فأوضح الرئيس عون ان بعض هؤلاء عاد الى بلاده، وان هذا المسار لا يزال خجولاً فعدد العائدين بلغ 500 الف شخص عادوا بأمان الى سوريا، وهو رقم ممكن ان يزداد اذا ما توفرت المساعدات اللازمة لهم من الامم المتحدة، على ان يتسلموها في سوريا.
وابدى الرئيس السلوفاكي رغبته في تعزيز العلاقات بين البلدين، ووجه للرئيس عون دعوة رسمية لزيارة سلوفاكيا، فيما وجه الرئيس اللبناني لنظيره السلوفاكي دعوة مماثلة لزيارة بيروت. وتم الاتفاق على استمرار التنسيق بين البلدين.
الرئيس الفنلندي
بعدها، اجتمع الرئيس عون بالرئيس الفنلندي الكسندر ستاب، وعرض له الوضع الراهن في الجنوب، شاكراً للقوة الفنلندية العاملة ضمن عداد قوات “اليونيفيل” وجودها الفاعل في القوات الدولية. كما اشار الى استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على المناطق اللبنانية، واستمرار احتلال بعض الاراضي، ما يعيق استمكال انتشار الجيش اللبناني على كامل الارض الجنوبية، والقيام بمهامه التي بدأ العمل عليها خصوصاً لجهة مصادرة الاسلحة والذخائر في المناطق التي انتشر فيها.
وتناول الرئيس عون التعاون القائم بين الجيش و”اليونيفيل” في الجنوب، على الرغم من الاعتداءات الاسرائيلية، معتبراً ان هذا التعاون اساسي في هذه المرحلة وفي المرحلة المقبلة عندما يستكمل الجيش انتشاره ورفع عديده في الجنوب الى حوالى 10 آلاف من ضباط وعسكريين. وتناول الحديث ايضاً بدء عملية سحب السلاح الفلسطيني من المخيمات في الجنوب وبيروت، وذلك بموجب الاتفاق الذي تم التوصل اليه خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاخيرة الى بيروت.
وقال الرئيس عون ان لبنان يعمل، من خلال لجنة الـMechanism والاتصالات التي يجريها مع الدول الصديقة والشقيقة، ولاسيما الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا الراعيتان للاتفاق الذي تم التوصل اليه في تشرين الثاني من العام الفائت، لالزام اسرائيل احترام الاتفاق والتوقف عن الاعمال العدائية والانتهاكات التي تقوم بها.
وفي ما خص موضوع حصرية السلاح، اكد الرئيس عون ان الحكومة ماضية في تنفيذ قرارها في هذا الشان، بشكل تدريجي، لافتاً الى ان المهمات التي يقوم بها الجيش كبيرة ومتشعبة في كل المناطق وتشمل مكافحة التهريب، وحماية الحدود الشرقية والشمالية، ومنع الظهور المسلح، ومكافحة الارهاب والمخدرات، والعمل على استتباب الامن.
وابدى الرئيس الفلندي استعداد بلاده لمساعدة لبنان، مشدداً على ايلائه اهمية لتعزيز العلاقات بين البلدين لما فيه مصلحتهما ومصلحة شعبيهما، متمنياً التوفيق للرئيس عون في جهوده للنهوض بلبنان.
كما تبادل الرئيسان الدعوات للقيام بزيارت رسمية، كل الى بلد الآخر.
رئيس وزراء لوكسمبورغ
كما كان لرئيس الجمهورية لقاء مع رئيس وزراء لوكسمبورغ لوك فريدن، الذي اعرب عن رغبته في تعزيز التعاون بين لبنان واللوكسمبورغ. وتناول الحديث الاوضاع في المنطقة عموماً وفي الجنوب خصوصاً، حيث اكد الرئيس عون انه لا يمكن لاسرائيل ان تستمر في سياستها العدوانية لانها بذلك تهدد السلام والاستقرار في كل المنطقة، وتضع المجتمع الدولي امام تحدي احترام قراراته المؤيدة للسلام والاستقرار في الشرق الاوسط.
وتطرق البحث ايضاً الى الوضع في الاراضي الفلسطينية، في ضوء ما يتعرض له قطاع غزة من قتل للسكان وتهجير للعائلات وتدمير للابنية والمنازل.
واشار رئيس وزراء اللوكسمبورغ الى انه زار لبنان سابقاً، مبدياً اعجابه بالبلد وتقديره للبنانيين، فوجّه له الرئيس عون دعوة للقيام بزيارة رسمية الى بيروت.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام