أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن العجز الذي تبديه الدولة غير مبرر لأن في جعبتها الكثير من الخطوات التي يمكن أن تلجأ إليها ليس فقط في رفع الصوت والإدانات، وإنما القيام بحركة سياسية وإبلاغ الراعي الأميركي بأن هذه الدولة ستقوم بخطوات عملية لإجبار رعاة الاتفاق على الالتزام به.
وفي مداخلة ضمن برنامج “بانوراما اليوم” على شاشة قناة المنار مساء الاثنين، جدد النائب حسن فضل الله “المواساة والتعازي للعائلة الكريمة عائلة الشهيد وعائلة الأطفال الذين قضوا في هذه المجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي”، وقدم “العزاء لأحبة وأهل مدينة بنت جبيل ولكل القرى والبلدات ولكل من شعر بالحزن والأسى والغضب جراء هذه الجريمة”، وتمنى “الشفاء العاجل للوالدة الكريمة والابنة العزيزة”، وأضاف أن “نحن نتابع وضع هذه العائلة من كل الجوانب التي هي عائلتنا، وهؤلاء أبناؤنا وأحبتنا وإخوتنا، وكلنا اليوم نشعر بالحزن وفي الوقت نفسه نشعر بالغضب جراء ما يرتكبه هذا العدو وهذه الاستباحة الدائمة لأرضنا، ولدماء أحبتنا، ولدماء أعزتنا الذين يقتلون على أرض الجنوب وجميعهم في حالة مدنية خصوصا في المنطقة الحدودية”.
ورأى فضل الله أن “العدو يتمادى في هذه الاستهدافات، ونراه في كل يوم يعمد إلى ممارسة القتل متقصداً الإيذاء وضرب الاستقرار والهدوء والأمان من أجل دفع الناس إلى ترك بيوتهم وترك أرضهم”، واعتبر أن “من دون شك هذه الجريمة جريمة موصوفة ووقعت تحت نظر لجنة المراقبة لوقف اطلاق النار، وخصوصاً أنها وقعت أثناء انعقاد الاجتماع، وبعد انتهاء الاجتماع الذي كان قائماً في الناقورة، وبوجود المندوبة الأميركية (مورغان أورتاغوس) للتأكيد مرة أخرى من قبل العدو الإسرائيلي أنه لا يقيم وزناً ولا اعتباراً لأي التزام ولأي تعهد”.
وشدد فضل الله على أن “هذه اللجنة بالحقيقة بالحد الأدنى هي أصبحت شاهد زور على ما يرتكبه العدو ونحن نراها تتحرك بسرعة إذا كان هناك طلب ما من قبل جيش الاحتلال له علاقة بأي منطقة في لبنان، وتعمل بحماس وباندفاع من أجل تطبيق ما يريده العدو، ولكن عندما يعتدى على شعبنا على أرضنا على سيادتنا، فإن هذه اللجنة تغمض عيونها وخصوصاً أتحدث عن رعاة الاتفاق أي الولايات المتحدة الأميركية، ومعها أيضاً فرنسا، لكن الطرف المؤثر والفاعل هو الولايات المتحدة الأميركية فهي من جهة ترعى هذا الاتفاق ومن جهة ترعى العدوان الإسرائيلي، لأن هذا العدوان ما كان ليتم بهذه الطريقة وبهذا الشكل لو لم يكن هناك غطاء أميركي كامل”.
وأشار فضل الله إلى أن “اليوم هناك صرخة في الجنوب هناك صرخة هذا الشعب الصابر والمضحي في وجه دولته وصرخة موجهة إلى أسماع المسؤولين في لبنان مسؤولين رسميين لأنه منذ وقف اطلاق النار المقاومة التزمت بما عليها، وهذا بالتأكيد عنصر قوة للمقاومة وليس عنصر ضعف”، وتابع “البعض يريد أن يصور هذا الالتزام بوقف اطلاق النار وكأنه منقصة، وهذا حقيقةً فيه تعمية كبيرة وتضليل كبير للحقائق، لأن المقاومة بعد 27 تشرين الثاني قالت بوضوح أنها تسلم الأمر إلى الدولة اللبنانية، إلى مؤسسات الدولة اللبنانية، خصوصاً في جنوب الليطاني، ولأن الدولة قالت إنها هي من تريد أن تكون الجهة المقابلة لتطبيق الاتفاق وهي تتحمل المسؤولية قبلت المقاومة ووافقت على ما وافقت عليه”.
ولفت فضل الله إلى أن “عندما سلمنا الأمر إلى الدولة رأينا كيف عاد بنا العدو إلى مرحلة السبعينيات والثمانينيات قبل أن ترسخ المقاومة المعادلات، ربما سائل يسأل إلى متى ماذا سيفعل حزب الله ماذا ستفعل المقاومة نحن نتحدث الآن عن مرحلة محددة هي هذه المرحلة التي قلنا فيها أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة اللبنانية”، واضاف “هذا ليس رمياً للمسؤولية إنما لأن الدولة نفسها قالت أنها تريد أن تتحمل المسؤولية عن الأمن، وأن تبسط سيادتها إلى حدودها الدولية جيد نحن مع الدولة في هذا المجال، لكن أيضا بالحد الأدنى إذا أردنا نصف الواقع، الآن الدولة تقف عاجزة ولا تقوم بكل الخطوات المطلوبة”.
وتساءل فضل الله “هل هذا العجز مبرر؟ نحن نقول أن العجز الذي تبديه الدولة غير مبرر لأن في جعبتها الكثير من الخطوات التي يمكن أن تلجأ إليها ليس فقط في رفع الصوت، ورفع الصوت مطلوب والإدانات مطلوبة والاستنكار مطلوب، لكن هذا لا يؤدي إلى النتيجة المطلوبة”، واضاف “هذا يجب أن يواكب بحركة سياسية وبضغوط وبإبلاغ الراعي الأميركي بأن هذه الدولة ستقوم بخطوات عملية لإجبار الرعاة لهذا الاتفاق على الالتزام بما التزموا به، ما هي هذه الخطوات؟ الدولة تعرف ما عليها أن تقوم به”.
ولفت فضل الله إلى أن “الناس تطلب الحماية والحماية ومسؤولية الدولة، فماذا ستفعل الدولة؟ لأن البعض قد يطرح علينا سؤال عن أي دولة نتحدث؟ طيب ساعة في دولة بدأت تأخذ قرارات بالحكومة وتستعجل التنازلات هنا في دولة! وعندما نقول أن على الدولة أن تقوم بخطوات في مواجهة العدو بدأت تأتي الدولة تقدم نفسها على صورة الضعيف والعاجز! لا هذا لا يستوي أبدا”، وتابع “لذلك مطلبنا اليوم أن تتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة، فكيف تتحمل هذه المسؤولية هي تعرف ما عليها أن تفعل، وعلى المسؤولين أن يشعروا أنهم تحت نظر الرأي العام وأن هنا غضب من الناس وأن هذه الاستباحة لدمائهم لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية”، واضاف “أنتم تأخذون الناس إلى خيارات هم مقتنعون بها بالأساس، لكن أنتم تدفعونهم في هذه المرحلة إلى خيارات شعبية في مواجهة العدو الإسرائيلي لأنكم تقفون موقف على الأقل العاجز”.
واستدرك عضو كتلة الوفاء للمقاومة بالقول إن “لا أريد أن أوجه اتهامات الآن لا أريد أن أقول هناك تجاهل وهناك تغاضي وهناك تغافل وهناك لا مبالاة، وأن بعض من في الدولة لديه خيارات أخرى أكثر من اللامبالاة لكن المهم اليوم أن تشعر هذه الدولة من خلال مؤسساتها أنها حاضن لشعبها، أنها دولة تريد أن تطمئن الناس، فالناس غير مطمئنة، والناس غير واثقة”، واوضح ان “الناس وثقت بالمقاومة لأن المقاومة أمنت لها الحماية وعندما جاء دور الدولة لتتحمل المسؤولية لم تعد هذه الحماية متوفرة”، وتابع “إذن في هذه المرحلة علينا جميعا أن نبذل كل جهد ممكن من أجل وقف هذه الاعتداءات الجهد الأساسي هو على عاتق الحكومة اللبنانية وعلى عاتق المسؤولين اللبنانيين كيف يمكن أن تشعر الناس بالاطمئنان على الدولة أن تحتضن شعبها عليها أن تحتضن هؤلاء الناس هؤلاء أبناء هذه القرى والبلدات لديهم إرادة صلبة إرادة متينة يتمسكون بالحياة الحرة يتمسكون بأرضهم هؤلاء الأطفال كانوا في قريتهم هؤلاء ولدوا في هذه الأرض واستشهدوا في هذه الأرض ويدفنوا في هذه الأرض”.
واكد فضل الله ان “هذا الشعب لن يتخلى عن أرضه مهما كانت التضحيات نحن نعرف أنه هناك اعتداءات من أجل دفع الناس إلى ترك بيوتها وحقولها وأراضيها وأن العدو لا يريد أن يبقي أي استقرار في هذه المنطقة خصوصا في الحدود لكن الناس تتمسك بهذه الأرض”، وتابع “في المقابل الدولة ليس فقط أنها غير حامية الآن إنما أيضا للأسف غير راعية بدل أن تبادر الدولة إلى القيام بكل جهد ممكن من أجل تدعيم سمود الناس من خلال إعادة الإعمار من خلال وضع الموازنات لإعادة الإعمار من خلال صب كل الإمكانات من أجل تثبيت الناس في أرضهم نرى أيضا للأسف أن هذه الحكومة إلى الآن تتجاهل ملف إعادة الإعمار”، وسأل “طيب لا رعاية ولا حماية؟ هل يعقل هذا الأمر؟”، واضاف “نداء الإمام سيد عبد الحسين شرف الدين من عام 1949 عندما احتل العدو الإسرائيلي بعض القرى وارتكب مجزرة حولا كان نداؤه آنذاك للدولة للسلطة في بيروت الحماية والرعاية بعد كل هذا الزمن نأتي اليوم لندعو الدولة إلى أن تقوم بمسؤولياتها في الحماية والرعاية”.
ورحب فضل الله بكل إدانة صدرت، واعتبر ان “الأمر إيجابي وجيد، ومطلوب أن يكون كل اللبنانيين على موقف واحد، وإذا لم توحدهم هذه الدماء الطاهرة لهؤلاء الرضع لهؤلاء الأطفال ماذا سيوحد اللبنانيين إذن؟ لعل هناك من تحرك ضميره، لعل هناك من رأى أن هذا العدو لا يقيم وزناً لأي معايير أخلاقية أو إنسانية، لعل هناك من اكتشف أن هذا العدو لا يستهدف عناصر في حزب الله أو عناصر في المقاومة، حتى هذا الاستهداف مدان ومستنكر، ويجب أن يكون مدان ومستنكر من كل لبناني حر وشريف، ومن كل وطني لبناني”، وذكّر بأن “قبل يومين من هذا الاعتداء جرى اعتداء أمام مستشفى حكومي ووقعت إصابات في صفوف المدنيين، وجرى استهداف لمحيط مدارس، فأي استهداف إسرائيلي يجب أن يكون محل إجماع وطني في الإدانة لا أن ندين غارة ونسكت عن غارة أخرى، والمطلوب اليوم أن يعرف الجميع أن هذا العدو هو عدو للبنان كل لبنان ليس عدو لطائفة ولا لمنطقة ولا لفئة، وهذا العدو يحتل في سوريا، هذا العدو يرتكب المجازر في غزة، هذا العدو استهدف قطر، هذا العدو يستهدف كل هذه المنطقة، ويريد أن يهيمن ويسيطر على كل هذه المنطقة”.
المصدر: قناة المنار