الجمعة   
   19 09 2025   
   26 ربيع الأول 1447   
   بيروت 13:02

الصين تحظر رقائق إنفيديا وتراهن على البدائل المحلية

أعلنت السلطات الصينية الأربعاء حظر شراء رقائق الذكاء الاصطناعي من شركة إنفيديا على شركاتها التكنولوجيا الكبرى في خطوة تعكس إصرار بكين على تعزيز صناعة المعالجات المحلية وتقليل الاعتماد على الواردات الأميركية.

وفي السنوات الأخيرة، أصبح السباق على تكنولوجيا المعالجات والذكاء الاصطناعي واحداً من أبرز ساحات التنافس بين الولايات المتحدة والصين، فقد فرضت واشنطن قيوداً على تصدير معالجات إنفيديا الأكثر تطوراً، في محاولة لتقييد قدرة بكين على توظيف الذكاء الاصطناعي في مجالات حساسة.

في المقابل، سعت الصين إلى تقليل اعتمادها على التكنولوجيا الأجنبية وتعزيز صناعتها المحلية من المعالجات والرقاقات بما يضمن استقلالها الاستراتيجي.

الحظر الصيني الأخير

بحسب تقرير لصحيفة فاينانشال تايمز، أصدرت هيئة الإنترنت الصينية تعليمات للشركات الكبرى مثل بايت دانس وعلي بابا بوقف طلب واختبار شريحة RTX Pro 6000D الخاصة بإنفيديا، والمُصمّمة خصيصاً للسوق الصينية.

هذا القرار تجاوز القيود السابقة التي ركزت على شريحة H20، ليعكس اتجاهاً أكثر صرامة في مواجهة الاعتماد على منتجات إنفيديا.

وأشارت تقارير محلية إلى أن الشركات الصينية توصلت إلى أن معالجاتها المحلية حققت أداءً مقارباً أو متفوقاً على الشرائح التي سمحت بها الولايات المتحدة داخل الصين.

هذا التطور منح المشرّعين في بكين مبرراً أقوى لدعم البدائل المحلية، ما انعكس مباشرة على خطط الشركات التي أوقفت تعاونها مع إنفيديا.

وفي الأسواق المالية، تراجع سهم إنفيديا بنحو 1.34% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق الأميركية، بعدما هبط أيضاً في ختام الجلسة السابقة، ويعكس هذا التراجع مخاوف المستثمرين من فقدان الشركة لحصتها في أحد أهم أسواقها العالمية.

ضغوط متزايد على شركات التكنولوجيا

إلى جانب الحظر، فتحت السلطات الصينية تحقيقات ضد إنفيديا بشبهة انتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، خاصة في ما يتعلق باستحواذها على شركة «ميلانوكس» Mellanox عام 2020، كما وُجّهت تحذيرات للشركات المحلية بعدم شراء شرائح إنفيديا الجديدة ما لم تقدّم مبررات تتعلق بتفوق الأداء على البدائل المحلية.

وتعمل الصين على تعزيز قدراتها الإنتاجية بشكل غير مسبوق، فقد أعلنت مشروعات مراكز بيانات ضخمة تعتمد على شرائح محلية، إلى جانب تسريع تطوير أدوات التصنيع الخاصة بالرقاقات.

والهدف المعلن من هذه الخطوات هو بناء منظومة متكاملة للذكاء الاصطناعي تعتمد على الموارد المحلية، بما يقلل أي تأثير محتمل للقيود الأمريكية أو انسحاب الشركات الأجنبية.

التحديات أمام إنفيديا

تجد إنفيديا نفسها أمام تحدٍ استراتيجي: كيف تحافظ على وجودها في سوق بحجم الصين وسط ضغوط تنظيمية وبدائل محلية في تحسن مستمر؟ خسارة هذا السوق لا تقتصر على المبيعات، بل تمثل تهديداً لمكانة الشركة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.

وتؤكد الخطوات الصينية الأخيرة أن بكين لم تعد تكتفي بالبحث عن بدائل، بل انتقلت إلى فرض سياسات تُلزم شركاتها بتبني الإنتاج المحلي، وبينما ترى إنفيديا أن قرارات الحظر مرتبطة بسياق جيوسياسي أكبر، فإن الواقع يشير إلى أن الصين تسابق الزمن لتأمين سيادتها التكنولوجية.

وبذلك، يتحول ملف إنفيديا في الصين إلى جزء من مشهد أوسع، يعيد رسم موازين القوة في سوق الذكاء الاصطناعي العالمي.

المصدر: سي ان ان