الإثنين   
   16 06 2025   
   20 ذو الحجة 1446   
   بيروت 22:50

تصعيد خطير: الاحتلال يستهدف أحياء سكنية في طهران وإيران تتوعّد بردّ أشد

في ظل تصعيد خطير وغير مسبوق، تشهد العاصمة الإيرانية طهران استهدافات متكررة وعشوائية طالت مناطق سكنية مكتظة، دون أي مبرر أو وجود عسكري ظاهر، في تطور يطرح تساؤلات حول نية كيان الاحتلال بفرض معادلات جديدة عبر استهداف مباشر للمدنيين.

وقد تم استهداف عدة مواقع مدنية معروفة بكثافتها السكانية والحركة التجارية في ساعات الظهيرة، من بينها محيط شارع ولي عصر، وساحة ولي عصر الشهيرة، بالإضافة إلى مجمعات إلكترونيات وهواتف، ما أدى إلى أضرار بالغة في مناطق مدنية بحتة. كما طالت الاستهدافات مناطق متعددة، في توزيع يغطي مختلف جهات العاصمة: شمالًا، جنوبًا، شرقًا، وغربًا.

المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي بهادري جهرمي، وصف هذه الضربات بأنها عشوائية بامتياز، وهو ما أكده رئيس منظمة الهلال الأحمر، بير حسين كوليوند، الذي أشار إلى أن هذه الاعتداءات تستهدف المدنيين بشكل مباشر، ما يشير إلى تصعيد قد يكون انتقاميًا بعد الرد الإيراني الذي شكّل تحولًا نوعيًا في المواجهة.

في السياق نفسه، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء العراقي على أن الجمهورية الإسلامية لم تكن البادئة في هذه الحرب، لكنها سترد بقوة إذا استمرت الاعتداءات، مؤكدًا أن الرد الإيراني المقبل سيكون أكثر تدميرًا واتساعًا. هذا الموقف أكد عليه كذلك اللواء علي شادماني، قائد مقر خاتم الأنبياء، الذي أشار إلى أن الرد المقبل سيكون أقسى وأشمل جغرافيًا.

اللافت أن معظم الهجمات الصهيونية تم تنفيذها عبر طائرات مسيرة، دون تسجيل تحليق لطائرات حربية أو إطلاق صواريخ بعيدة المدى، ما يعزز فرضية استخدام عناصر داخلية أو خلايا نائمة تنفذ عملياتها من داخل الأراضي الإيرانية. وقد أصدرت وزارة الأمن تعميمات تطالب المواطنين بالحذر والإبلاغ عن أي مركبات مشبوهة يُحتمل أن تُستخدم لإطلاق هذه الطائرات.

في المقابل، لا تزال الحياة اليومية في طهران تسير بوتيرة طبيعية نسبيًا. فقد شهدت العاصمة صباح اليوم حركة نشطة، حيث فتحت الدوائر الرسمية والمؤسسات والمحال التجارية أبوابها كالمعتاد، ولم تُسجّل أي ازدحامات استثنائية في محطات الوقود أو الشوارع، ما يعكس ثقة المواطنين بفعالية الدفاعات الجوية.

استشهد خمسة أشخاص وجُرح نحو عشرين آخرين، فجر الأحد، جراء عدوان صهيوني استهدف مبنى سكنيًا في منطقة نارمك، شرقي العاصمة الإيرانية طهران.

ولا تزال أعمال البحث متواصلة عن ضحايا محتملين تحت الأنقاض، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام إيرانية أن الحي المستهدف هو حي سكني بالكامل، ولا يضم أي منشآت أو مراكز عسكرية.

ويأتي هذا القصف ضمن سلسلة هجمات جوية شنها جيش العدو الصهيوني على مدن إيرانية شرقي وغربي العاصمة، في تصعيد يُضاف إلى سجل العدوان المتواصل.

ويشار إلى أن الهجمات الصهيونية استهدفت المدنيين بشكل مباشر، في انتهاك فاضح للقانون الدولي، حيث لم يسلم من القصف لا أطفال ولا نساء ولا شيوخ، ما يعكس طبيعة العدوان الهمجية بحق السكان الآمنين في العاصمة الإيرانية.

وأفادت مصادر أمنية إيرانية بوقوع انفجارات في محيط مطار الشهيد هاشمي نجاد في مدينة مشهد، مساء اليوم، ما تسبب بسماع دوي قوي في أرجاء المدينة.

وأوضح المصدر أنّ الانفجارات ناتجة عن سقوط مقذوفات معادية قرب المطار، مما استدعى تفعيل منظومة الدفاع الجوي على الفور. وقد نجحت الدفاعات الجوية في تدمير جميع الأهداف قبل أن تبلغ أهدافها.

وأكدت السلطات عدم تسجيل أي أضرار في مباني المطار أو مدرجه، مشيرة إلى أن الوضع الأمني في المطار مستقر بالكامل.

كما طمأنت إدارة العتبة المقدسة للإمام الرضا (عليه السلام) الزوار بأن الأوضاع داخل الحرم آمنة، داعية إلى عدم القلق من الأصوات التي سُمعت في المنطقة.

أعلنت شركة الهندسة للمياه والصرف الصحي في طهران أنّ إمدادات مياه الشرب في العاصمة لا تزال مستقرة، رغم استهداف خط أنابيب رئيسي قرب ميدان قدس من قبل طيران العدو الصهيوني، في عمل وُصف باللا إنساني والخبيث.

وأوضحت الشركة أنّ الهجوم تسبب في كسر بالأنبوب، لكن الفرق الفنية سارعت إلى تفعيل بدائل ضمن شبكة التوزيع، ما حال دون حدوث أي انقطاع في إمدادات المياه للسكان.

وأضاف البيان أن فرق الطوارئ التابعة لشركة المياه والصرف الصحي تتواجد حالياً في موقع الحادث وتعمل على إصلاح الأضرار بشكل فوري.

المصدر: موقع المنار