الإثنين   
   16 06 2025   
   20 ذو الحجة 1446   
   بيروت 18:21

إيران تستهدف تل أبيب وحيفا بصواريخ دقيقة وتحذر المستوطنين من البقاء في الأراضي المحتلة

استهدفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مساء اليوم، مدينتي تل أبيب وحيفا المحتلتين، في إطار ردها على العدوان الإسرائيلي المتواصل عليها.

وأفادت مصادر إعلامية بأن أحد الصواريخ أصاب ميناء حيفا الاستراتيجي، ما أدى إلى اندلاع النيران فيه، وقد شوهدت سحب الدخان تتصاعد في المنطقة.

أقرّت القناة 12 الإسرائيلية بسقوط صواريخ في أنحاء عدّة من الكيان، فيما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال أن صاروخًا سقط في مدينة حيفا، كما أُصيب مبنى بشكل مباشر في المنطقة الشرقية من تل أبيب.

وأفادت خدمات الإسعاف في الكيان الصهيوني بأنها تتعامل مع ثلاثة مواقع في حيفا سقطت فيها الصواريخ، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف المستوطنين.

وبالتزامن، أعلنت سلطة الإطفاء والإنقاذ التابعة للكيان الصهيوني عن تعرّض مبنيين سكنيين لإصابات مباشرة في لواء الساحل، بالإضافة إلى إصابة مماثلة في مبنى سكني آخر في لواء الجنوب، وذلك جراء القصف الصاروخي الإيراني المتواصل.

كما أفادت السلطة باندلاع حرائق في لواء القدس ولواء الشمال نتيجة سقوط الصواريخ، ما استدعى استنفارًا واسعًا لطواقم الطوارئ والإطفاء.

من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أربعة أشخاص أُصيبوا في منطقة لخيش، فيما أُصيب مبنيان بشكل مباشر في مدينة حيفا شمال الكيان.

ووجّهت القوات المسلحة الإيرانية مساء تحذيرًا للمستوطنين بمغادرة الأراضي المحتلة، مؤكدةً أنها “لن تكون صالحة للسكن قريبًا”.

كما أعلنت القوات المسلحة الإيرانية أنها تمتلك بنك أهداف شاملًا يشمل النقاط الحيوية في الأراضي المحتلة، مؤكدةً عزمها على استهدافها. وأشارت إلى أنها، خلال الأيام الماضية، استهدفت المراكز العسكرية والأمنية والاستراتيجية للعدو الصهيوني بدقة ونجاح.

ودوّت صفارات الإنذار في القدس المحتلة وضواحيها، والبحر الميت، وأسدود، وعسقلان، وتل أبيب، وفي مختلف مناطق الكيان الإسرائيلي، محذّرةً من صواريخ إيرانية أُطلقت مساء اليوم بكثافة من داخل الأراضي الإيرانية، وأصابت معظمها أهدافها في عمق الأراضي المحتلة.

وقد فرضت سلطات الاحتلال رقابة إعلامية مشددة على أماكن سقوط الصواريخ، إلا أن لقطات مصوّرة أظهرت بوضوح لحظات سقوط الصواريخ في كل من حيفا وتل أبيب.

هذا، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان مساء اليوم، أن جيش الكيان الصهيوني المتوهّم والوحشي واصل اليوم اعتداءاته وجرائمه ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكّدًا أنه أظهر مجددًا طبيعته الإرهابية والدنيئة من خلال استهداف المدنيين في المناطق السكنية، واغتيال ثلاثة من جنود الإمام المهدي (عج) وقادة الاستخبارات المجاهدين: الشهداء محمد كاظمي، حسن محقق، ومحسن باقري.

وفي إطار الردود الحاسمة، وخصوصًا انتقامًا لجرائم هذا اليوم، نفّذت قوات الجوّ فضاء التابعة للحرس الثوري موجة جديدة من العمليات الصاروخية، استهدفت من خلالها المراكز الاستخباراتية للكيان الغاصب، وذلك كمرحلة ثالثة من عملية “الوعد الصادق 3”.

وأكد البيان أن على داعمي هذا الكيان المجرم أن يعلموا بأن العمليات النوعية والمركّزة ضد أهدافه الحيوية ستستمر حتى زواله الكامل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن التلفزيون الإيراني عصر اليوم الأحد، أنّ الجمهورية الإسلامية أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ باتجاه مواقع في عمق الأراضي المحتلة، وذلك من مناطق متعددة داخل إيران، في إطار الرد المستمر على العدوان الإسرائيلي.

وأفاد مصدر إيراني مطّلع بأن الكيان الصهيوني، وفي خطوة يائسة، اضطر إلى تفجير عدة سيارات مفخخة في العاصمة طهران، وذلك في أعقاب النجاح الذي حققته الدفاعات الجوية الإيرانية في التصدي للموجة الرئيسية من الهجوم الذي استهدف العاصمة.

وأشار المصدر إلى أنه، وبعد انفجار خمس عبوات ناسفة في مناطق متفرقة من طهران، ردّت إيران بإطلاق ما لا يقل عن خمسين صاروخًا باليستيًا من نقاط مختلفة داخل البلاد باتجاه الأراضي المحتلة.

وفي السياق، أعلن الحرس الثوري الإيراني، عصر اليوم الأحد، عن بدء المرحلة الثالثة من عملياته الجوفضائية باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة، وذلك قبل الموعد المخطط له، ردًا على ما وصفه بـ”الجرائم اللاإنسانية التي يرتكبها الكيان الصهيوني”.

وفيما دوّت صافرات الإنذار في مناطق واسعة من الكيان الإسرائيلي، بما في ذلك مستوطنات الضفة الغربية، أفادت وسائل إعلام عبرية بسماع دوي انفجارات عنيفة في “تل أبيب”، ناتجة عن سقوط صواريخ إيرانية.

وسُجّل دوي انفجارات ضخمة في القدس المحتلة، وحيفا، ويافا، وطبريا، إضافة إلى مناطق الجليل الأعلى والجليل الأسفل والناصرة، جراء دفعة جديدة من الصواريخ أطلقتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إطار عملية الوعد الصادق3.

وصفت وسائل إعلام العدو الصهيوني الهجوم الإيراني الجديد بأنه تطوّر نوعي غير مسبوق، مؤكدة أنه “للمرة الأولى تنفّذ إيران هجوماً مباشراً في وضح النهار”، وهو ما اعتبرته تحولاً خطيراً في قواعد الاشتباك.

وبحسب وسائل الإعلام العبرية، فإن هذا التوقيت يحمل دلالات واضحة على جرأة طهران وثقتها بقدرتها على تنفيذ ضربات دقيقة، دون الحاجة إلى عنصر المفاجأة الليلي، الأمر الذي يعكس تصعيداً استراتيجياً في المواجهة المفتوحة بين الطرفين.

وتأتي هذه الضربات في سياق الرد الإيراني المتصاعد على العدوان الإسرائيلي، وسط حالة من الإرباك والتأهب في مختلف الجبهات داخل كيان الاحتلال.

من جهته، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ من الأراضي الإيرانية، دون تقديم تفاصيل إضافية حتى الساعة.

في السياق ذاته، أصدرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذيرًا عامًا طالبت فيه المستوطنين بالبقاء قرب الملاجئ، وتجنّب التجمعات، مع استمرار تفعيل صفارات الإنذار في مختلف أنحاء الكيان.

دوي انفجارات ضخمة في القدس المحتلة وحيفا ويافا وطبريا والجليل الاعلى الجليل للاسفل والناصره جراء دفعة جديدة من الصواريخ أطلقتها إيران قبل قليل ضمن عملية الوعد الصادق 3.

في مشهد يكشف عمق الأزمة البنيوية التي يعيشها كيان الاحتلال، تتجلى حالة من التخبّط والذعر المتزايد في أوساط المجتمع الصهيوني، على وقع التصعيد الإيراني الأخير، الذي تمثّل في سلسلة من الهجمات الصاروخية الدقيقة والواسعة النطاق. هذه الضربات، التي اجتاحت الأراضي المحتلة من أقصاها إلى أقصاها، مثلت تحولًا نوعيًا غير مسبوق في مسار المواجهة، ووضعت الكيان أمام واقع استراتيجي جديد تجاوز كل حساباته الأمنية والعسكرية التقليدية.

لقد دلّت المعطيات الميدانية على أن حجم الضربات، ونوع الصواريخ المستخدمة، ودقة إصابتها للأهداف الحيوية، قد تجاوزت بكثير ما كانت تتوقعه المؤسسة الأمنية والعسكرية الصهيونية، التي طالما راهنت على تفوّق دفاعاتها الجوية وقدرتها على اعتراض أي هجوم. غير أن الواقع جاء صادمًا: منشآت صناعية وعسكرية حيوية ضُربت بدقة، وحالة من الشلل ضربت المدن، في ظلّ عجز المنظومات الدفاعية عن احتواء الموجات المتتالية من الصواريخ والطائرات المسيّرة.

الهجوم الإيراني لم يكن فقط استعراضًا لقدرات هجومية متطورة، بل كان رسالة مباشرة بأن قواعد الاشتباك قد تغيرت جذريًا، وأن عمق الكيان الصهيوني لن يبقى بمنأى عن الردود طالما استمرت سياساته العدوانية. ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، وتورطه في اغتيالات استهدفت شخصيات علمية ومراكز حساسة، بدا واضحًا أن طهران اختارت تصعيدًا من العيار الثقيل، مدروسًا من حيث التوقيت والأهداف، ويهدف إلى فرض معادلة ردع جديدة تُعيد رسم خطوط المواجهة الإقليمية.

في الداخل الصهيوني، يتفاقم القلق مع تعاظم الشعور بعدم الأمان، في ظل فقدان الثقة بقدرة المؤسسة العسكرية على ضمان الحماية، لا سيما في المدن الكبرى التي باتت عرضة للهجمات. الأنباء التي تؤكد افتقار نحو 40% من سكان تل أبيب للملاجئ، وحالات الإغلاق المتعمد لأبواب الملاجئ المتوفرة، تكشف عن حجم التخبط، وفقدان القدرة على إدارة الأزمة. بل إن غرف التحصين التي طالما وُصفت بأنها ملاجئ آمنة، تحوّلت في كثير من الأحيان إلى مصائد قاتلة، نتيجة شدة الانفجارات أو انسداد الأبواب، وهو ما يضع حياة المستوطنين على المحك.

وتنذر هذه المؤشرات بانهيار في منظومة الجبهة الداخلية التي يُفترض أن تكون إحدى ركائز الصمود. فالمشكلة لم تعد أمنية أو عسكرية فقط، بل باتت وجودية، تتعلق بقدرة الكيان على التحمّل والاستمرار تحت ضغط استراتيجي دائم. ومع تعاظم الأصوات التي تطالب بوقف الحرب أو إعادة تقييم جدواها، تتصاعد التساؤلات حول مآلات المواجهة المفتوحة، وإلى أي مدى يمكن أن يتحمل الكيان أثمانها النفسية والمادية والبشرية.

في المقابل، لا يبدو أن إيران بصدد التراجع أو تخفيف وتيرة الرد، بل تؤكد الوقائع أن طهران ماضية في استخدام أوراقها الاستراتيجية بذكاء حاد، وسط إصرار على كسر منطق التفوّق الإسرائيلي الذي طالما شكّل عنصر هيبة للكيان في المنطقة. وفي ظل هذا التوازن الجديد الذي تميل كفّته نحو الفعل الإيراني، تزداد حالة الارباك داخل الكيان، الذي بات يجد نفسه أمام سيناريوهات مفتوحة، يفتقر إلى المبادرة فيها، ويواجه تحديات قد تكون الأشد منذ إعلان قيامه.

إن الواقع الراهن لا ينبئ بانفراجة قريبة، بل يشير إلى مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها الرئيسي: “من الردع إلى الردّ”، حيث لم تعد الجغرافيا الإسرائيلية بمنأى عن النار، ولم تعد الجبهة الداخلية مستعدة للتكيّف مع تهديد لا يُشبه ما سبقه. هذا التحول البنيوي في قواعد الاشتباك يضع الاحتلال أمام معادلة قاسية: إما التراجع والتنازل، أو الاستمرار في نزيف الكلفة، حتى الانهيار.

أعلن الحرسُ الثوري الإسلامي الإيراني، فجر الأحد، عن تنفيذ ضربة دقيقة استهدفت مواقع صناعية وعسكرية استراتيجية داخل الكيان الصهيوني، في هجوم غير مسبوق من حيث الحجم والنوعية.

ووفق بيان رسمي صادر عن الحرس الثوري، فقد شنت القوات الإيرانية هجوماً واسع النطاق شمل شمال وجنوب الأراضي المحتلة، باستخدام عشرات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، تم تسييرها بواسطة أنظمة ذكية عالية الدقة.

وأكد البيان أن الضربات أصابت أهدافها بدقة، استناداً إلى تقارير ميدانية وصور فضائية وبيانات تنصّت، أثبتت جميعها وقوع أضرار كبيرة في منشآت حيوية للعدو.

المشهد داخل الكيان الصهيوني عكس حجم الصدمة. فقد وصفت وسائل الإعلام العبرية ما جرى بأنه “خرق خطير للمجال الدفاعي” واعتبرته الضربة الأخطر لأمن الكيان منذ نشأته، بعد أن فشلت المنظومات الدفاعية في التصدي لموجات الهجوم الإيراني، رغم حالة الاستنفار الأمني القصوى التي سبقت الضربة.

صحيفة هآرتس أفادت بتدمير تسعة مبانٍ بالكامل في مدينة رمات غان، ضمن ما يُعرف بتل أبيب الكبرى، ما أجبر السلطات على إخلاء مئات الوحدات السكنية. في السياق ذاته، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن ستة مبانٍ أخرى تضررت في قلب الكيان، كما سقطت صواريخ إضافية في تل أبيب و”ريشون لتسيون”، وسط سماع دوي انفجارات هائلة وصلت حتى القدس المحتلة.

كما كشفت المصادر العبرية عن وقوع إصابات في صفوف المستوطنين إثر استهداف مبنى في تل أبيب، في حين كان الحدث الأبرز في حيفا، حيث ضربت الصواريخ الإيرانية مصفاة نفط إسرائيلية، ما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة. وأفادت إذاعة العدو بأن خطوط الأنابيب والنقل في مصفاة حيفا تضررت بشدة، ما يهدد بشلّ قدرتها التشغيلية.

وتُعد هذه الضربة الإيرانية الأوسع والأكثر جرأة منذ عقود، في إشارة واضحة إلى تبدل قواعد الاشتباك. وتُطرح تساؤلات جديّة حول قدرة كيان الاحتلال على احتواء التصعيد المتسارع، في ظل هشاشة منظوماته الدفاعية أمام الضربات الدقيقة والمتتالية.

المصدر: موقع المنار