الإثنين   
   15 09 2025   
   22 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:38

الحكومة الألمانية تسعى إلى خفض الدعم لمشاريع الطاقة المتجددة

أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، اليوم الاثنين، عن مقترح يهدف إلى خفض الدعم المقدَّم لمشاريع الطاقة المتجددة، في إطار ما وصفته بمقاربة “أكثر عملية” للتحول الأخضر. وقد لاقى المقترح إشادات من القطاع الصناعي وانتقادات حادة من الناشطين البيئيين.

وكشفت وزيرة الاقتصاد والطاقة، كاترينا رايشه، عن تقرير طال انتظاره يتضمن إجراءات من شأنها تخفيف العبء المالي للتحول الأخضر على أكبر اقتصاد أوروبي. وقالت رايشه، المنتمية إلى حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” بزعامة المستشار فريدريش ميرتس: “إن التحول في مجال الطاقة لا يمكن أن ينجح إلا عبر مزيد من البراغماتية والموضوعية”، مؤكدة أن القرارات المتعلقة بسياسات الطاقة يجب أن تبتعد عن “الاستثمارات الخاطئة والمبالغة في التنظيم” وأن تركز على منطق السوق.

وأضافت الوزيرة أن حزم الدعم المخصصة للطاقة المتجددة ينبغي “مراجعتها باستمرار لتقييم جدواها الاقتصادية وخفضها إلى المستوى الضروري فقط”، مشيرة بشكل خاص إلى دعم محطات الطاقة الشمسية الذي أوصت بإلغائه.

وأشار التقرير، الذي أعدته شركة “بي إي تي” (BET) الاستشارية ومعهد “إي دبليو آي” (EWI) بتكليف من الوزارة، إلى أن الطاقة المتجددة غالباً ما تولّد فائضاً من الكهرباء في أوقات معينة، بينما تكون إمداداتها ضعيفة عند شح الرياح أو غياب الشمس، ما يستلزم الاستعانة بالوقود الأحفوري لسد النقص.

ويشكّل المقترح تحولاً عن سياسات الائتلاف الحكومي السابق بقيادة حزب الخضر، الذي جعل من حزم دعم الطاقة المتجددة أداة رئيسية لتسريع التحول الطاقوي. غير أن رايشه، التي تولى حزبها السلطة منذ مايو الماضي في إطار ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، شددت على التزام الحكومة بالهدف المتمثل برفع حصة الطاقة المتجددة من استهلاك الكهرباء في البلاد إلى 80% بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد الكربوني الكامل بحلول 2045.

كما دعت رايشه إلى خفض “المبالغة في التنظيم” ومراعاة الكلفة باستمرار عند التخطيط لتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة، مؤكدة أن هذا النهج يضمن التوازن بين الجدوى المالية والحياد المناخي.

ورحب اتحاد الصناعات الألمانية (BDI) بالتقرير، معتبراً أنه يشكل “أساساً لتحسين الفاعلية بشكل كبير في نظام الطاقة”، بما يتيح الجمع بين القدرة التنافسية الصناعية والجدوى الاقتصادية وأهداف المناخ.

في المقابل، هاجمت المنظمة الألمانية لحماية البيئة (Environmental Action Germany) المقترحات، متهمة الوزيرة بالانحياز إلى “جماعات الضغط المؤيدة للغاز”، ووصفت خفض الدعم بأنه “تفكيك لبرامج دعم حيوية”.

المصدر: أ.ف.ب.