الإثنين   
   15 09 2025   
   22 ربيع الأول 1447   
   بيروت 16:17

 زامير يعارض خطط نتنياهو: لن تقضي على “حماس”

قال رئيس أركان جيش العدو الاسرائيلي إيال زامير بشكل واضح إنه “حتى مع احتلال مدينة غزة، فإنه لا يمكن القضاء على حركة حماس”،

كيف يقرأ محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي هذا التصريح؟

وفيما يريد نتنياهو أن تكون الحرب على غزة أبدية، بهدف الحفاظ على حكمه وإبادة أكثر ما يمكن من الفلسطينيين وإمكانية طرد أكثر ما يمكن منهم، اشتكى زامير، يوم الجمعة الماضي، أمام لجنة الاستخبارات، وهي لجنة سرية متفرعة عن لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، من أن “رئيس الحكومة لا يقول لنا ما هي المرحلة المقبلة، ونحن لا نعلم حول ما ينبغي أن نستعد له. وإذا أرادوا حكما عسكريا، فليقولوا ذلك”، حسبما نقلت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم الإثنين.

ووصف زامير مراكز توزيع المواد الغذائية في قطاع غزة التي أقامتها “مؤسسة غزة الإنسانية” بأنها “فشل”، زاعماً أنه “لا أفهم لماذا ينفقون المال على هذا ويزيدون عدد هذه المراكز إلى 12، بينما فشلت عندما كان عددها أربعة”، علماً أن قوات العدو تقوم بحراسة هذه المراكز وترتكب مجازر بحق الفلسطينيين الذين ينتظرون الحصول عن الطعام منها”.

وفي هذا الاطار، رأى المحلل السياسي في “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، اليوم، أن زامير والجنرالات في هيئة الأركان العامة يواجهون “معضلات دراماتيكية”، وأنه “واضح أن القرار بشن العملية الفاشلة في قطر جاء من نتنياهو، وليس من الجيش وزامير عبر عن معارضته لتوقيتها”.

وأضاف برنياع أنه سأل رئيس أركان سابق للجيش الإسرائيلي “إذا كان بإمكان زامير أن يفعل أكثر لمنع الهجوم على قطر، مثل أن يضرب على الطاولة، وشرح الأثمان التي ستدفعها “إسرائيل”، وما إذا كانت العملية ستنجح. أجابني أن هذا ما يمكن أن يفعله رئيس أركان الجيش في ظروف كهذه”، أي أن زامير لا يمكنه منع عملية عسكرية إذا أقرّها المستوى السياسي، حتى لو كانت ضد مصالح الكيان.

وأضاف برنياع أنه “ليس لدي توقعات من نتنياهو، فهو يعيش داخل عالم مصالحه. وليس لدي توقعات من وزرائه، الذين بينهم أقلية من الخلاصيين وأكثرية ضعفاء. لكنني أتساءل أين الجنرال وقائد الفرقة وقائد اللواء أو الكتيبة؟ وأين الطيار الذي عليه أن يقول: إلى هنا؟ يبدو أن الحرب الإسرائيلية الأطول، لأنه هكذا يريد نتنياهو، قد أنهكت العسكريين، ولا يوجد بينهم ولو واحد يرفض تنفيذ أوامر نتنياهو”.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، إلى أن “”إسرائيل” على وشك توسيع العملية العسكرية البرية في مدينة غزة بشكل كبير. وبالرغم من المعارضة المطلقة من جانب قادة أجهزة الأمن، وفي مقدمتهم زامير، يصرّ نتنياهو على تسريع العملية واحتلال مناطق أخرى في غزة، في الوقت القريب. ونتنياهو وائتلافه اليميني – الخلاصي من شأنهم أن يأخذوا إسرائيل إلى كارثة أخرى، ستكون مقرونة بورطة سياسية وأمنية وستواجه هذه المرة صعوبة بالخروج منها”.

واعتبر هرئيل، أن “الرجل الوحيد الذي ما زال بإمكانه وقف التدهور هو الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. والآن، ترامب يظهر اهتماما محدودا فقط بما يحدث ولا يتخذ خطوات بإمكانها إنقاذ إسرائيل من الورطة التي وضعت نفسها فيها. ولم يعد هنا وقتا طويلا للتصحيح”.

ولفت إلى أن “هذه المرة الثالثة التي يصر فيها نتنياهو على العمل ضد الرأي المهني لرؤساء جهاز الأمن – زامير، رئيس الموساد دافيد برنياع، وبقدر أقل القائم بأعمال رئيس الشاباك. فالقيادة الأمنية أيدت في نهاية آب/أغسطس، العودة إلى مسار صفقة تبادل أسرى بدلا من توسيع القتال. ومعظمهم عارضوا توقيت الهجوم غير المألوف في قطر، الأسبوع الماضي. وفي آذار/ مارس فجر صفقة تبادل الأسرى التي تم توقيعها في كانون الثاني/يناير” واستأنف الحرب على غزة”.

وقال هرئيل أنه “إلى جانب وزير الخارجية، غدعون ساعر، يعبر زامير عن الصوت الأبرز ضد توسيع الحرب. ويبدو أن رئيس أركان الجيش مدفوع من التخوف من أنه بعد دخول القوات إلى مناطق أخرى، في عمق المناطق المبنية، سيكون من الصعب جدا وقف العملية بسرعة وسينجرون إلى الداخل، إلى مواجهات مع خلايا منظمة أنصار التي نشرتها حماس وتختبئ تحت الأرض في الأنفاق وبين المباني المدمرة. والخطط العسكرية الإسرائيلية تقضي بإدخال عشرات آلاف الجنود إلى غزة، ومعظمهم من وحدات نظامية”.

المصدر: موقع المنار+عرب 48