الأربعاء   
   10 09 2025   
   17 ربيع الأول 1447   
   بيروت 04:07

بعد فشل عملية الاغتيال في قطر.. نتنياهو يغلق أبواب التفاوض ويتجه للتصعيد

من المؤكد أن الكيان الصهيوني مُني بنكسة كبيرة جراء فشل عملية اغتيال قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وهي عملية عُدّت محورية وحظيت بتحضيرات واسعة، وانتُظرت كفرصة لتوجيه ضربة نوعية، حتى لو استلزم ذلك تجاوز الكثير من القواعد والأعراف وانتهاك سيادة دولة عربية.

وقد أدخل هذا الفشل العلاقة بين الاحتلال وقطر – بوصفها وسيطًا أساسيًا في المفاوضات – في أزمة حادة، ما يضع الدور القطري أمام اختبار صعب ومعقد. ويبدو أن بعض الأوساط داخل الكيان كانت تراهن بشكل كبير على نجاح العملية، غير أن تصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة عكست نبرة تصعيدية واضحة، حين أعلن أنه “لم يعد هناك رصيد لأي طرف يعمل ضد الكيان”، مضيفًا أن مرحلة الانتظار والصبر قد انتهت، وأن “إسرائيل ستواصل استهداف من يمس بأمنها أينما كان”.

هذا الموقف يكشف عن إصرار صهيوني على المضي في التصعيد العسكري بما يتجاوز حدود الوساطة القطرية، بل قد يؤدي إلى إغلاق الباب أمامها تمامًا، ما ينذر بتقويض الجهود الدبلوماسية المبذولة لتحقيق التهدئة.

وعلى المستوى الداخلي، برزت أصوات في حكومة نتنياهو تتحدث بصراحة عن أن ملف التفاوض وتبادل الأسرى “لم يعد أولوية”، وأن الحل يجب أن يُحسم ميدانيًا. وقد عبّر وزير الحرب الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن ذلك بوضوح حين صرّح بأن استعادة الأسرى لن تكون إلا عبر العمل العسكري في قطاع غزة، وهو ما يعكس توجهًا نحو إغلاق مسار المفاوضات، والانحياز إلى خيار الحسم العسكري وربما التمهيد لاحتلال مدينة غزة وبعض المخيمات المحورية.

ولا يُستبعد أن يكون نتنياهو قد حسم موقفه باتجاه هذا الخيار، إذ لا يرغب في أن تبقى قضية الأسرى ورقة ضغط داخلية أو خارجية قد تُجبره على تقديم تنازلات أو على وقف الحرب. بل يبدو أن رؤيته الاستراتيجية تقوم على إبقاء المواجهة في قطاع غزة مفتوحة، باعتبارها الطريق لتحقيق ما يسميه “النصر”، حتى وإن كان الثمن المزيد من الدماء، واتساع رقعة التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.

المزيد من التفاصيل مع محرر الشؤون العبرية في قناة المنار حسن حجازي.

المصدر: موقع المنار