الثلاثاء   
   02 09 2025   
   9 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:32

أكثر من ألف قتيل في انزلاق أرضي بدارفور

تواصل فرق الإنقاذ محاولاتها، اليوم الثلاثاء، للوصول إلى قرية جبلية نائية في إقليم دارفور السوداني، بعدما طمرها انزلاق أرضي ضخم أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص.

الانزلاق وقع الأحد الماضي بفعل الأمطار الغزيرة التي سوّت قرية ترسين في منطقة جبل مرة بالأرض، وفق ما أعلنت حركة/جيش تحرير السودان المسيطرة على المنطقة، مؤكدة أن شخصًا واحدًا فقط نجا من الكارثة.

وقالت الحركة بقيادة عبد الواحد محمد النور في بيان إن “المعلومات الأولية تشير إلى أن جميع سكان القرية البالغ عددهم أكثر من ألف نسمة لقوا حتفهم، ولم ينجُ منهم سوى شخص واحد”، واصفة ما حدث بـ”انزلاقات أرضية كبيرة ومدمّرة”.

وناشدت الحركة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية التدخل العاجل للمساعدة في انتشال الضحايا المدفونين تحت الوحل والركام.

من جهته، دعا الاتحاد الإفريقي الأطراف السودانية إلى “إسكات الأسلحة” وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، مؤكّدًا في بيان لرئيس مفوضيته “تضامن الاتحاد الثابت مع السكان المنكوبين” وضرورة “التسليم السريع والفعّال للإغاثة الطارئة”.

ونشرت الحركة صورًا عبر شبكات التواصل الاجتماعي تُظهر جزءًا من الجبل المنهار وبلدة غمرها الوحل بين أشجار مقتلعة، فيما أظهرت تسجيلات مصوّرة سكانًا يقفون على الصخور محاولين البحث عن ناجين.

ويشهد السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع أدت إلى أزمة إنسانية خانقة، وصُنفت من الأمم المتحدة كواحدة من الأسوأ في التاريخ الحديث. وقد بقيت مناطق عدة في جبل مرة تحت سيطرة حركة/جيش تحرير السودان، بعيدًا نسبيًا عن جبهات القتال.

ويقع جبل مرة، وهو سلسلة بركانية تمتد على نحو 160 كيلومترًا جنوب غربي مدينة الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام من قِبل قوات الدعم السريع، في منطقة معرّضة لانزلاقات التربة خصوصًا خلال موسم الأمطار في آب/أغسطس. ففي عام 2018 أودى انزلاق مماثل في بلدة مجاورة بحياة 20 شخصًا على الأقل.

وأعرب طرفا النزاع في السودان عن تعازيهما للضحايا. فقد نعى مجلس السيادة الانتقالي برئاسة عبد الفتاح البرهان الضحايا متعهّدًا بـ”تسخير كل الإمكانات الممكنة لتقديم الدعم والإغاثة”، فيما أصدرت الحكومة الموازية المدعومة من قوات الدعم السريع بيانًا أكد فيه رئيس وزرائها محمد حسن التعايشي أن “هذه اللحظة إنسانية بامتياز، تتطلب أن نقف جميعًا في خندق واحد من أجل شعبنا”.

وأوضح التعايشي أنه تواصل مباشرة مع عبد الواحد محمد النور لتقييم الاحتياجات الميدانية.

غير أن منظمات الإغاثة الدولية ما زالت عاجزة عن الوصول إلى مناطق واسعة من دارفور، بما فيها موقع الكارثة، بسبب استمرار القتال وتردي البنية التحتية.

وتشهد مناطق دارفور معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي أعلنت هذا الأسبوع تشكيل حكومة موازية برئاسة محمد حمدان دقلو، فيما تولّى التعايشي منصب رئيس الوزراء.

وقد أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 14 مليون شخص، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

المصدر: أ.ف.ب.