الخميس   
   28 08 2025   
   4 ربيع الأول 1447   
   بيروت 01:26

باستثناء الولايات المتحدة… أعضاء مجلس الأمن يدعون إلى هدنة فورية وغير مشروطة في غزة

دعا جميع أعضاء مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولايات المتحدة الأميركية، إلى “هدنة فورية وغير مشروطة في غزة، وإطلاق سراح الرهائن”.

وأصدر أعضاء المجلس، باستثناء الولايات المتحدة، بيانًا يوم الأربعاء، عبّروا فيه عن استيائهم وقلقهم بشأن وقوع مجاعة في غزة، وأكدوا ثقتهم في نظام التصنيف المرحلي للأمن الغذائي فيما يخص القطاع.

وشدد البيان على أن المجاعة في غزة من صنع البشر، وأن القانون الإنساني الدولي يمنع استخدام التجويع كسلاح.

ودعا 14 عضوًا في مجلس الأمن، في بيان مشترك، إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس وجماعات أخرى.

كما دعا البيان إلى زيادة المساعدات بشكل كبير في أنحاء القطاع، ورفع إسرائيل فورًا ودون شروط جميع القيود المفروضة على إيصالها.

وطالب البيان أيضًا العدو الإسرائيلي بعدم توسيع العملية العسكرية في غزة.

تحذيرات أممية

وفي السياق، قال نائب “منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط”، رامز الأكبروف، إن “الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة يستمر في التدهور إلى مستويات لم نشهدها في التاريخ الحديث”، مؤكدًا على “أهمية إعادة الالتزام بعملية سياسية تنهي الاحتلال وتحقق حل الدولتين”.

وصرّح الأكبروف أمام مجلس الأمن الدولي بأن “غزة، بعد أكثر من عشرة أشهر من الحرب، تغرق أكثر فأكثر في كارثة إنسانية مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين، والنزوح الجماعي، والآن المجاعة”، مضيفًا أن “الرهائن المحتجزين لدى حماس وغيرها من الجماعات المسلحة لا يزالون يعانون في ظروف مروعة”.

ولفت إلى أن “الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تواجه أيضًا أزمة غير مسبوقة تتمثل في التوسع الاستيطاني، والهدم، وتصاعد العنف، بما يقوض أي أفق للسلام”.

وفي اجتماع مجلس الأمن الدوري حول الوضع في الشرق الأوسط، قال الأكبروف: “الاختيار لم يكن أكثر وضوحًا من الآن؛ إما الاستمرار على المسار الحالي من الصراع طويل الأمد بما يكرّس الاحتلال، أو إعادة الالتزام بعملية سياسية تحل الصراع، وتنهي الاحتلال، وتحقق حل الدولتين”، وتابع: “للأسف، لا توجد نهاية في الأفق للصراع في غزة، فرغم جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، لا يزال ذلك بعيد المنال”.

استهداف المدنيين والصحفيين

وتحدث الأكبروف عن تصاعد العدوان الإسرائيلي على غزة، بضرب خيام النازحين والمدارس والمستشفيات والمباني السكنية، مشيرًا إلى أن الاستهداف المستمر للصحفيين أدى إلى مقتل 246 صحفيًا منذ بدء الحرب.

وأكد أن “الأمم المتحدة وشركاءها يعملون بلا هوادة لمساعدة السكان في غزة”، مشيرًا إلى أن “المخاطر الأمنية عالية للغاية، وتدابير التكيف الحالية غير كافية على الإطلاق”.

واختتم كلمته أمام مجلس الأمن بالقول: “هذه الصورة المقلقة تدفعنا إلى العمل بعزيمة لتغيير المسار الحالي، بدءًا من وقف إطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن”، مشددًا على أن “المطلوب الآن هو عمل جريء لحل الصراع، وإنهاء الاحتلال، وإعادة الأفق السياسي”.

تحذير من اتساع المجاعة

من جهتها، بدأت جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إحاطتها بالإشارة إلى وقوع المجاعة في محافظة غزة، وتوقعات باتساعها إلى دير البلح وخان يونس بحلول نهاية الشهر المقبل، وفق التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي.

وقالت مسويا إن “أكثر من نصف مليون شخص يواجهون حاليًا الجوع الشديد والعوز والموت، وبنهاية سبتمبر قد يزيد العدد إلى أكثر من 640 ألفًا”، مضيفة أن “نحو مليون شخص يواجهون المرحلة الرابعة الطارئة من تصنيف الأمن الغذائي، وأكثر من 390 ألفًا في المرحلة الثالثة (الأزمة)”، مؤكدة أنه “لا يوجد أحد في غزة تقريبًا لم يتأثر بالجوع”.

وأوضحت أن “132 ألف طفل على الأقل تحت سن الخامسة، من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد من الآن وحتى منتصف العام المقبل”.

المصدر: روسيا اليوم