الأربعاء   
   27 08 2025   
   3 ربيع الأول 1447   
   بيروت 22:24

الحاج حسين الخليل: لوضع حدّ للانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة وإبعاد الجيش عن الفتنة

قال المعاون السياسي للأمين العام ‏لحزب الله الحاج حسين الخليل، في تعليق له الأربعاء على زيارة الوفد الأميركي إلى بيروت: “لقد بات واضحًا من سلوك الإدارة الأميركية المتتالي أنها تريد القضاء على كل مقوّمات الصمود والدفاع ‏التي يتمتع بها لبنان، وتحويله إلى مستعمرة أميركية – إسرائيلية، تنحو به نحو ما يُسمى مسار التطبيع ‏والاستسلام، وصولًا إلى الاتفاقات الإبراهيمية”. وتابع “لقد استطاعت، بكل أسف، وعبر سلطات الوصاية الأميركية ‏والإقليمية، التي تتحرك في هذا البلد بالعلن والخفاء، أن تجر الحكومة اللبنانية إلى اتخاذ القرارات الخاطئة ‏كخطوة أولى نحو مسار متكامل من الاستسلام والخضوع الكاملين”.

وأكد الخليل أن “الإملاءات الأميركية الوقحة والمهينة، التي تمثلت في تصريحات أعضاء الوفد الأميركي المشؤوم ‏في الإعلام وأمام المسؤولين الرسميين اللبنانيين، والهادفة إلى نزع سلاح حزب الله كمقدمة لأي أمن ‏واستقرار مزعومين، ما هي إلا تنصُّل واضح وفاضح من الاتفاق الذي رعته أميركا وفرنسا في تشرين ‌‏2024″، وذكّر بأن “بنود الاتفاق صريحة في تأكيد وقف الأعمال العدائية ووقف جميع الاعتداءات ‏الإسرائيلية برًا وبحرًا وجوًّا، وبدون أي لبس”. وتابع أن “الإدارة الأميركية، التي أرسلت رُسلها إلى بيروت بدءًا ‏بأورتاغوس، ثم توم براك بأوراقه الأولى والثانية والثالثة، ثم أتبعته بوفد موسَّع ضم أعضاءً في الكونغرس ‏والإدارة، أرادت أن تغسل يديها بالكامل من كل تعهداتها السابقة وضماناتها الصريحة والتزاماتها بالضغط ‏على إسرائيل لوقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من المناطق المحتلة من لبنان، كما جاءت متناقضة مع كل ‏ما التزم به الموفدون الأميركيون أنفسهم مؤخرًا أمام الرؤساء الثلاثة من وعود كاذبة”.

وأشار الخليل إلى أن “دفع الأميركيين باتجاه زجّ الجيش اللبناني الوطني للوقوف بوجه أهله وشعبه، والإيقاع بينه وبين ‏المقاومة، ما هو إلا محاولة دنيئة لهدم ركنين أساسيين في بنيان هذا البلد، وهما الجيش والمقاومة”، وأضاف: “إننا، في ‏الوقت الذي ندين فيه هذا الحراك الدنيء، نكرّر على مسامع المسؤولين الرسميين في لبنان ضرورة التنبه من الوقوع ‏في مثل هذه الأفخاخ القاتلة”.

وقال الخليل إن “ادعاء بعض المعنيين في البلد، وخصوصًا من هم على رأس السلطة التنفيذية، أن ما يقومون به هو ‏تطبيق لاتفاق الطائف، هو خطأ فادح وشبهة كبيرة استفاقوا على استحضارها الآن في حضرة الغزو السياسي ‏الأميركي والإقليمي”، وأشار إلى أن “اتفاق الطائف نصّ صراحةً على حق لبنان في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة التي ‏تُتيح له تحرير أرضه والدفاع عنها، وليس أقلها مقاومة أهله الشريفة”، وأضاف: “لقد كان هذا جليًا في البيانات ‏الوزارية لكل الحكومات اللبنانية المتعاقبة بعد الطائف، وإن أخوف ما نخافه هو جر البلد إلى حرب أهلية، ‏جاء اتفاق الطائف لوأدها بعد معاناة طويلة ألمّت باللبنانيين”.

وتابع الخليل “إننا، إزاء ما يحصل، لا زلنا نأمل من القيمين والحريصين على استقلال وأمان هذا البلد، وعلى ‏رأسهم فخامة رئيس الجمهورية، العمل على وضع حدّ لهذه الانبطاحة السياسية لقرارات الحكومة اللبنانية، ‏وإبعاد المؤسسة الوطنية الشريفة، وهي الجيش اللبناني، عن الفتنة الداخلية التي تُهدد الأمن والاستقرار”، وأضاف “كما نأمل ‏العمل على إعادة النظر، شكلًا ومضمونًا، في التعاطي مع ما يحمله الموفدون الدوليون والإقليميون من ‏توجهات تُهدد أمن البلد وسلمه الأهلي وتنتقص من حريته وسيادته”.

المصدر: العلاقات الاعلامية في حزب الله