الجمعة   
   15 08 2025   
   21 صفر 1447   
   بيروت 14:43

الحرّ يضرب بقسوة: جنوب أوروبا بين لهيب الطقس ونار الحرائق

تواصل دول في جنوب أوروبا الخميس (14 أغسطس/ آب 2025) مكافحة حرائق الغابات، إذ تستعر النيران في البرتغال واليونان وإيطاليا وخصوصا في إسبانيا، حيث سُجِّلت حالة وفاة ثالثة في خضم موجة حرّ شديدة.

وشدد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز على أن “التهديد لا يزال شديدا” في البلاد فيما أرسلت باريس طائرتي “كانادير”.

منذ كانون الثاني/يناير، التهمت النيران أكثر من 157 ألف هكتار من الأراضي في إسبانيا، بحسب النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات (إيفيس)، ما يجعل من العام 2025 أسوأ عام في هذا المجال بعد عامي 2022 و2012، منذ بداية تسجيل البيانات في العام 2006.

إسبانيا تطلب الدعم

وصُنِّف أحد عشر حريقا فيها من المستوى الثاني، على مقياس من أربعة مستويات. وأعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا عبر التلفزيون العام، أن الحريق في زامورا في منطقة قشتالة وليون “حيث احترقت مساحة كبيرة، يثير قلقا بالغا”، طالبا طائرتي كانادير من الاتحاد الأوروبي.

واستجاب نظيره الفرنسي برونو ريتايو للنداء، معلنا إرسال طائرتين متخصصتين في مكافحة الحرائق. وقد اضطر سكان في إسبانيا لإخلاء منازلهم على عجل مع تمدد النيران. ومنذ اندلاع الحرائق أُجلي 10,700 شخص في البلاد، بحسب وزارة الداخلية.

الاتحاد الأوروبي يرسل المساعدة

وقد كافح المئات من رجال الإطفاء اليوم الخميس لإخماد حرائق غابات في جنوب أوروبا يُعتقد أن بعضها أُضرم عمدا من قبل مشعلي الحرائق وأججتها موجة حر طويلة تجتاح المنطقة.

وأرسل الاتحاد الأوروبي تعزيزات لمساعدة اليونان وإسبانيا في مكافحة الحرائق التي راح ضحيتها ثلاثة من رجال الإطفاء وألحقت أضرارا بالمنازل والمباني ودمرت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والغابات، مما أجبر الآلاف من الأشخاص على النزوح.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية إيفا هرنسيروفا: “نعمل بلا كلل لمساعدة الدول المتضررة” عبر الآلية الأوروبية للحماية المدنية. وأوضحت هرنسيروفا أن “الدول الأعضاء الأخرى تعرض مساعدتها، ونحن نغطي تكاليف هذه العمليات”.

دول أوروبية كثيرة تقاوم النار

في اليونان، كافح أكثر من 200 رجل إطفاء، بمساعدة 11 طائرة، حريقا اندلع قرب مدينة باتراس الساحلية في غرب بيلوبونيز. وساهم ارتفاع درجات الحرارة في تأجيج ألسنة اللهب.

أما في البرتغال، كافح ما يقرب من ألف رجل إطفاء حريقا اندلع قرب قرية بيوداو الجبلية الخلابة. وتمكنت فرق الإطفاء من احتواء أطول حريق غابات هذا الموسم استمر 11 يوما في منطقة فيلا ريال الجبلية شمال البلاد.

كما أودت الحرائق في البلقان، بشخصين على الأقل وأجبرت آلاف السكان على إخلاء منازلهم. وفي ألبانيا، إحدى أكثر الدول تضررا، يكافح عناصر الإطفاء حرائق فيما سمحت الأحوال الجوية والجهود التي بذلت في السيطرة على حرائق غابات كبرى في مونتينيغرو المجاورة.

ولم تنج إنجلترا من الحرائق، وخصوصا في منطقة يوركشاير شمالا على امتداد حوالي خمسة كيلومترات مربعة. كما ضربت موجة حر شديدة فرنسا لليوم السابع على التوالي. وما زالت إيطاليا تشهد موجة حرّ لكنها نجت نسبيا من الحرائق هذا الصيف، علما أن 16 مدينة بينها روما والبندقية وضعت في حال تأهب قصوى.

تغيير المناخ يزيد الطين بلة

فصول الصيف الحارة والجافة شائعة في منطقة البحر المتوسط، لكن حرائق الغابات التي أججتها الحرارة الشديدة والرياح نتيجة لتغير المناخ السريع أصبحت، بناء على ما يقوله العلماء، أكثر تدميرا وأصعب في السيطرة عليها.

ويكافح رجال الإطفاء، من البرتغال إلى إسبانيا وألبانيا واليونان، لاحتواء ألسنة اللهب الشاهقة التي تهدد الأرواح والممتلكات. وتشير تقديرات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، إلى أن شبه جزيرة إيبيريا وحدها تمثل حوالي نصف المساحة المحترقة في الاتحاد الأوروبي، والتي تبلغ مساحتها حوالي 500 ألف هكتار حتى الآن خلال العام الجاري.

المصدر: dw.com