الأحد   
   10 08 2025   
   16 صفر 1447   
   بيروت 18:34

النائب رعد : قرار سحب السلاح مرتجل وغير سيادي… وتسليمه انتحار

أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الحاج محمد رعد، في مقابلة ضمن برنامج “حديث الساعة” على قناة المنار، أنّ قرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح المقاومة هو “قرار مرتجل فرضته الإملاءات الأميركية، وليس قراراً سيادياً، ونُزعت عنه الميثاقية الوطنية”.

واعتبر رعد أنّ هذا القرار “خطير ويكشف السيادة، ويمنح العدو ساحة للعبث بالاستقرار الداخلي”، مشدداً على أنّ سلاح المقاومة هو الذي “حمى لبنان منذ عام 1982 وحتى العام 2025، وحرّر الأرض، وحقق توازن الردع، وأسقط مشروع العدو التوسعي”. وأضاف: “أن تقول سلّم سلاحك يعني أن تقول سلّم شرفك، وتسليم السلاح هو انتحار، ونحن لا ننوي الانتحار”.

وقال رعد ان”السلاح شرعي، وأنت قد لا تكون شرعي. ثلاثٌ وثلاثون سنة تقول إنه شرعي، والآن لم يعد كذلك؟.

وأشار رعد إلى أنّ “الدولة تستطيع بقدراتها الذاتية بسط سلطتها، لكنها لا تستطيع مواجهة العدو”، مضيفاً: “نحن مع حصر السلاح بيد الدولة عندما تكون قادرة على دفع الاحتلال إلى الانسحاب وحماية البلد”. وكشف أنّ المبعوثين الأميركيين وجهات إقليمية متعاونة معهم لعبت دوراً أساسياً في فرض هذا القرار، وأنّ الأميركي والإسرائيلي يصرّان على جدول زمني لتنفيذه لأن الوقت لا يعمل لمصلحتهم.

ولفت إلى أنّه “طُلبت ضمانات لتنفيذ البنود الواردة في الورقة الأميركية، لكن لم تُقدَّم أي ضمانات”، محذراً من أنّ “القرار قد يحوّل المشكلة من صراع لبناني – إسرائيلي إلى صراع داخلي”. وأكد أنّ “القول بأن سلاح المقاومة لم يحمِ لبنان هو تزييف للحقيقة”، مضيفاً: “إذا سلّمنا سلاحنا فلنا نموذج لأخلاقيات العدو في غزة، ومن يرتكب هذه الجرائم بحق الإنسانية سينال عقابه”.

وشدد النائب رعد على حرص المقاومة على السلم الأهلي، لكنه أبدى تخوفه من غياب الضمانات في ضوء تصرفات الحكومة، قائلاً: “الإرادة هي التي تصنع السلاح، وليست الأسلحة وحدها التي تصنع الانتصار”.

وأكد رعد، حرص المقاومة الدائم على السلم الأهلي، لكنه أبدى قلقه من تداعيات قرار الحكومة الأخير، قائلاً: “نحن حريصون على السلم، لكن بعد هذا القرار لا ندري ما هي الضمانة لاستمراره. القرار خطير، فكيف يمكن أن نضمن ارتداداته؟”

وأضاف: “في المساحات المشتركة، اعتديتم على حصتنا التي هي أمننا”. مشدداً على أنّ المقاومة لا تدّعي الكمال، لكنها تدّعي القدرة على احتواء الأزمات.

وأشار رعد إلى أنّ المقاومة استفادت كثيراً من حرب الإسناد ومعركة “أولي البأس”، مؤكداً أن الصراع مع العدو هو سجال، لكن في النهاية “صاحب الحق سلطان”.

حول موضوع الحكومة قال رعد:” هذه الحكومة لها ايجابيات في مكان معين وخاصة في بعض الوزارات لكن تعليقنا الآن على هذا القرار، البقاء في الحكومة من عدمه يقرره الحزب.

ولفت رعد الى ان “كل مال يُصرَف في إعادة الإعمار بعد تسليم السلاح هو مال منبوذ ومرفوض، ونحن لا نحتاج إلى مساعدة مَن يسهم في سفك دمائنا”.

وحول العلاقة مع رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه قال النائب رعد ان”بعد استشهاد سماحة الشهيد الأسمى ازددنا تعلقًا وحبًا بالرئيس بري وازداد التنسيق معه،ومن يراهن على تباين بيننا وبينه لديه وهم، والله يطول عمره لانه اذا توفي سننتخبه رئيسًا”.

أوضح رعد أنّ قبول المقاومة بوقف إطلاق النار جاء لأن اللحظة التي تم فيها كانت قد أثبتت ميدانياً أنّ العدو الإسرائيلي عاجز عن التوغّل في الأرض، قائلاً: “وقفنا على خاطر شركائنا في هذا البلد.”

وأشار إلى أنّ الأجواء في الجنوب والبقاع والضاحية تعتبر أنّ القرار الأخير “فتح لنا الطريق إلى كربلاء”، مؤكداً أنّ من ساهم في إقراره “إما غبي أو ارتجل موقفاً غير مسؤول وارتكب خطيئة تدفع إلى خيارات صعبة.”

وعن تجربة رئيس الحكومة نواف سلام، قال رعد: “تجربته ما زالت في بدايتها، ومن يريد إدارة شؤون البلد عليه أن يعرف ناسه، ولا أعرف إن كان لديه احتكاك حقيقي بالناس.” وأكد وجود “مشاكل داخل السلطة وتدخل مباشر من مبعوث أميركي، إضافة إلى نفوذ أطراف داخلية أقوى في القرار.”

وأضاف: “لا أضع رئيس الجمهورية في خانة رئيس الحكومة.” مشيراً إلى “أننا حاولنا تصحيح القرار بعودة الوزراء للمشاركة في الجلسة، لكن تبيّن وجود إصرار على مناقشة ورقة براك “ليوقّع لهم الأميركي بأنهم مطيعون”.

وتابع: “كان يمكن تأجيل قرار سحب السلاح، لكن التبرير الوحيد الذي نسمعه هو الضغوط.”

وأوضح رعد أنّ الكتلة لم تصدر موقفاً إزاء التطورات السياسية في سورية، لأنّ المشهد هناك ما زال متقلباً وغير مستقر وقابلاً للتأرجح في أي لحظة، مؤكداً في الوقت نفسه: “نحن لا نبدّل ثوابتنا، فيما هناك في العالم من يبدّل ثوابته كما يبدّل ثيابه.”

وفي كلمة إلى سيد شهداء الأمة السيد حسن نصرالله، قال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة إن “الشهيد الأسمى كان لنا أخًا وأبًا وقائدًا وملهمًا وناصحًا ومثلًا أعلى”، وأضاف أن “العلاقة مع سيد شهداء الأمة على المستوى الشخصي رسالية وعلى المستوى العملي نناقش بارتياح رغم معرفتنا بسداد رأيه وكان يطلق العنان والفرص لنا من أجل سماعه لرأينا” حتى يلم الموضوع”.

وتحدث النائب محمد رعد عن “الشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين الذي كان خير عضد وصفي ومؤتمن ومعين وكان مديرًا ومعينًا ومدبرًا وحنونًا ومحبًا لعوائل الشهداء والمستضعفين وحريصًا على سلاح حزب الله”.

وعن الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، علق رئيس كتلة الوفاء للمقاومة قائلاً: “أغبطه على شجاعته التي أهّلته للتصدي لموقع الأمانة العامة وسأكون إلى جانبه لنكون على العهد”.

وخلص النائب محمد رعد بالقول إن “عوائل الشهداء ضربوا المثل الأعلى في التضحية، وأنا أقول الموت ولا لتسليم السلاح ويروحوا يبلطوا البحر”.