السبت   
   02 08 2025   
   8 صفر 1447   
   بيروت 16:44

استقالة عضو في مجلس حكّام الاحتياطي الفدرالي في توقيت حرج يتيح لترامب فرصة التأثير على السياسة النقدية

أعلن الاحتياطي الفدرالي الأميركي (المصرف المركزي) استقالة عضوة مجلس حكامه، أدريانا كوغلر، ما يفتح الباب أمام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لتعيين بديل عنها في توقيت حساس يتزامن مع حملته للضغط باتجاه خفض أسعار الفائدة.

ولم تُفصح كوغلر، التي كانت قد عُيّنت في العام 2023 من قبل الرئيس السابق جو بايدن، عن الأسباب التي دفعتها للاستقالة، رغم أن ولايتها كانت تمتد حتى كانون الثاني/يناير 2026. ومن المقرر أن تغادر منصبها الأسبوع المقبل، ما يمنح ترامب فرصة غير متوقعة للتأثير في تركيبة مجلس الحكّام وفي توجهاته المستقبلية.

وعلّق ترامب على الاستقالة بالقول إنه “سعيد جدًا” بشغور المقعد، مشيرًا إلى أنه تسلّم كتاب استقالتها رسميًا. وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الضغوط التي يمارسها ترامب على مجلس الاحتياطي الفدرالي، وعلى رئيسه جيروم باول تحديدًا، بسبب ما يعتبره “تأخرًا في خفض معدلات الفائدة”.

وسبق لترامب أن انتقد مشروع تجديد مقر الاحتياطي الفدرالي في واشنطن، واصفًا إياه بأنه “مكلف للغاية”، ولوّح حينها بإمكانية إقالة باول، قبل أن يتراجع لاحقًا عن هذا التهديد. وتنتهي ولاية باول في أيار/مايو 2026.

ولم تحضر كوغلر الاجتماع الأخير للمجلس حول السياسة النقدية الذي انعقد هذا الأسبوع، ودام يومين، لأسباب شخصية، وبالتالي لم تشارك في التصويت على قرار الإبقاء على معدلات الفائدة دون تغيير.

وكانت كوغلر قد دافعت، في منتصف تموز/يوليو، عن إبقاء معدلات الفائدة مستقرة، مشيرة إلى استمرار الضغوط التضخمية، وإلى بقاء معدلات البطالة منخفضة نسبيًا. ووصفت، في كتاب استقالتها، عضويتها في المجلس بأنها “الشرف الأكبر” في مسيرتها المهنية.

وتعود آخر مرة خُفّضت فيها الفائدة إلى كانون الأول/ديسمبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، يعتمد صانعو السياسة النقدية نهجًا حذرًا في ظل تقييمهم لتأثيرات السياسات الاقتصادية، ومن بينها الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها، والتي قد تسهم في تأجيج التضخم.

في هذا السياق، يتوقع مسؤولو الاحتياطي الفدرالي تقييمًا أكثر وضوحًا لتأثيرات تلك الرسوم بعد صدور بيانات الصيف، إذ إن انعكاس التعرفات على المؤشرات الاقتصادية يستغرق وقتًا.

في المقابل، يدعو ترامب إلى خفض معدلات الفائدة بما لا يقل عن نقطتين أو ثلاث نقاط مئوية، وعبّر عن دعمه لتصويت عضوين في مجلس الحكام الأربعاء الماضي ضد قرار تثبيت معدلات الفائدة للمرة الخامسة تواليًا، وكتب على منصته “تروث سوشال”: “معارضة قوية في مجلس الاحتياطي الفدرالي، وستزداد قوة”.

وفي اليوم نفسه، وصف ترامب رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول بـ”الأحمق والعنيد”، قائلاً إن المجلس “يجب أن يتولى السيطرة” إذا استمر باول في سياسة تثبيت الفائدة.

من المتوقع أن تعود كوغلر إلى التدريس في جامعة جورجتاون خلال هذا العام، بحسب ما جاء في بيان صادر عن الاحتياطي الفدرالي.

المصدر: أ.ف.ب.