ستتحوّل كوبا في الأيّام المقبلة إلى حالة اختبار في وقت يبدأ متغير “Omicron” في الدوران حول العالم، وذلك لتطعيمها أعداداً كبيرة من مواطنيها، إذ تعدّ هذه الأعداد أكثر بكثير من معظم أكبر وأغنى الدول في العالم، وفق ما أورده موقع “nbc news”.
وتشير إحصائيات موقع “OWID”، إلى أنّ الجزيرة الكاريبية قامت بتلقيح أكثر من 90% من سكانها بجرعة واحدة على الأقل، كما تم تلقيح 83% من السكان بشكل كامل، الأمر الذي يجعلها في المرتبة الثانية عالمياً بعد الإمارات فقط، في مقاربةٍ بين الدول التي لا يقل عدد سكانها عن مليون شخص.
وفي الوقت الراهن، تم تلقيح جميع أطفال كوبا تقريباً الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و18 عاماً بلقاحات محلية. كما تراجعت الإصابات والوفيات الناجمة عن كورونا في الجزيرة في الأسابيع الأخيرة، حيث انخفضت إلى أقل من 1% من ذروتها في 22 آب/أغسطس، عندما تم تطعيم أقل من نصف مواطنيها.
ونتيجةً لذلك، أُعيد فتح المدارس واستقبال السياح. أمّا المستشفيات والمشارح، التي امتلأت في آب/أغسطس، تعمل على ما يبدو بمستويات ما قبل الوباء.
السلطات الكوبية أشارت إلى أنّ لقاحات “Abdala” و”Soberana 02″ و”Soberana Plus” التي تنتجها محلياً، “توفر حمايةً بنسبة 90% ضد أعراض كورونا عند تلقيح جرعةٍ ثالثة معززة”.
وفي هذا السياق، يعتبر مسؤولو الصحة الدوليون أنّ اللقاحات هذه يمكن إنتاجها بتكلفة أقلّ من غيرها، ولا تتطلب تجميداً دقيقاً، لذلك يمكن أن تكون مصدراً محتملاً للجرعات التي تشتد الحاجة إليها في البلدان منخفضة الدخل في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا.
وبينما يتنافس العديد من جيرانها في أميركا اللاتينية، وكذلك الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم، على لقاحات تنتجها دول أكثر ثراءً، يقول مسؤولو الصحة إنّ كوبا تصدّرت ركب التلقيح لأنّها طوّرت لقاحات خاصة بها.
وهي الآن تتفاوض مع كل من كندا وإيطاليا لإنتاج لقاحات في تلك الدول لتصديرها إلى المناطق المحتاجة، من بينها أفريقيا.
وفي تموز يوليو الماضي، أعلنت طهران وهافانا تعزيز تعاونهما وعلاقتهما الاستراتيجية في مجال البحث وتطوير التقنيات لإنتاج لقاح”سوبيرانا 02″.
المصدر: الميادين