أقيمت في العاصمة صنعاء اليوم السبت، فعالية احتفالية مركزية بالذكرى السنوية لرحيل العالم الرباني السيد بدر الدين بن أمير الدين الحوثي، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور.
وخلال كلمة له في الفعالية، قال عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي: “إن العلامة السيد بدر الدين الحوثي كان رجل العلم والحكمة، وظل يدعو إلى الوحدة بين أبناء الأمة ونبذ الخلافات”، مؤكداً أن العلامة بدر الدين منارة للعلم والصحوة العلمية الحقيقة البعيدة عن أي انحرافات. وأشار إلى أن السيد بدر الدين، كان يصحح بعض الروايات أو الانحرافات من خلال كتابه بعنوان “التيسير في التفسير”، موضحاً أنه فّسر القرآن الكريم بوعي وعقلانية ووضوح. ونوه محمد علي الحوثي بجهود القائمين على تنظيم الذكرى السنوية لرحيل العلامة بدر الدين الحوثي، بما يليق بمقامه ومكانته.
ومن جانبه، أشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، إلى أهمية تمجيد العلماء والمفكرين، لافتا إلى أن أي أمة من الأمم تتناسى علمائها هي في الحقيقة تتناسى مهامها. وقال بن حبتور: “عندما نتحدث حول ذكرى الحبيب بدر الذين الحوثي، فأننا نتذكر منه على سبيل المثال جملة كتبه التي سطرها وحواره الذي بدأه مبكرا مع من يخالفه الرأي أو المذهب، ومستندا أيضا إلى الكتب والمراجع الرصينة”.
وأضاف: “لقد رد – رحمه الله من خلال تفسيره للقرآن الكريم على العديد من المتخرصين الذين ذاع صيتهم في فترة من الفترات من العناصر التي دافعت عن هذا الفكر الوهابي الخطير الذي انتشر بالمال السعودي والخليجي”. وأوضح رئيس الوزراء، أن هذا الفكر تحول إلى ذخيرة وبارود ورصاص بأيدي المتطرفين على مستوى العالم لتشويه الدين الإسلامي، مؤكدا أن العلامة بدر الدين الحوثي، اجتهد في الرد على هذه الأفكار المتطرفة التي وجدت لها رواجا. وتابع: “نحن معنيون اليوم بأن نحتفي بعلمائنا الإجلاء من خلال إحياء تراثهم والتفكير بشكل جدي في تخصيص قسم علمي أو كلية في أي من الجامعات اليمنية تهتم بهذه الجانب بشكل منهجي أكاديمي”.
بدوره، أشاد مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، بإسهامات العلامة السيد بدر الدين الحوثي العلمية والدينية البارزة. وتطرق إلى دور الفقيد وتحركه من منطلق المسئولية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدع بكلمة الحق ومحاربة الفساد والجور والظلم، فضلاً عن جمعه بين العلم والعمل والجهاد في سبيل الله. ولفت العلامة شرف الدين إلى الغاية التي سعى من أجلها الفقيد بدر الدين الحوثي في تكريس قيم الحق والدعوة إلى عبادة الله والتسليم له قولاً وعملاً، مبيناً أن تحرك السيد بدر الدين الحوثي، كان من منطلق شعوره بالمسئولية في مواجهة الباطل. وأضاف: “السيد بدر الدين كان رجلاً وعالماً ربانياً، آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، متحركاً ومتوكلاً على الله”، لافتاً إلى أن صمود الشعب اليمني وثباته لسبع سنوات في وجه 17 دولة بعدتها وعتادها، يجسد التوكل على الله والاعتماد عليه والوثوق بنصره.
مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، أشار في كلمته إلى أن العلامة بدر الدين، كان أحد أبرز رجالات جيل من علماء اليمن الذين لا يمكن أن يُعوضوا، وأحد أعلام الإسلام في العصر الراهن، ومن أعلام الأمة الذين ظلمتهم البيئة السياسية والاجتماعية مع مكانتهم ومقامهم العلمي الكبير، معتبراً الراحل وشخصية استثنائية بكل المقاييس.
ولفت إلى أن المخطط الخارجي سعى لدفن اليمن في مستنقع التخلف، وركنه في زاوية من الجزيرة العربية بحيث لا يبقى للشعب اليمني أي ذكر إلا عندما يُذكر التخلف والفقر والمرض والظروف القاهرة والقاسية. وأفاد بأن السيد بدر الدين الحوثي كان فاحصاً وباحثاً ومحققاً وعالماً مجتهداً لا يجامل ولا يداهن، يتقبل الآخرين ويستوعب آراء الجميع ويطرح ما لديه بمنتهى القناعة والبحث والتحري والتدقيق. وحث العلامة مفتاح الباحثين على الاهتمام بعظماء اليمن والأمة وقادتها ومفكريها وأعلامها، قائلاً: “عندما نعرف عظمائنا وأعلامنا ومفكرينا، فإننا سنبني مستقبل الأمة، والسيد بدر الدين عاش الواقع بكل تفاصيله”.
كما ألقى العلامة أحمد صلاح الهادي وعضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالوهاب المحبشي، كلمتين عن رفاق الفقيد، استعرضتا مناقب وإسهامات السيد بدر الدين الحوثي وأدواره في الاهتمام بالقرآن الكريم والعلوم الدينية. وأشارا إلى مراحل من حياة الفقيد وسيرته في تدريس الثقافة القرآنية ومواقفه في مواجهة الباطل ودعاة الفتنة الوهابية، ومتابعته لوضع وقضايا الأمة. وتطرقا إلى إنجازات الفقيد بدر الدين الحوثي في التأليف وإنجاز المؤلفات العلمية والرسائل وأبرزها “تفسير القرآن الكريم، التيسير في التفسير، والرد على فتاوى أهل الحجاز” وغيرها من المؤلفات.
وتخلل الفعالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد بعنوان “بدر الهدى”.
المصدر: المسيرة نت