رغم التحالف الوثيق بين كيان العدو الاسرائيلي والولايات المتحدة الأميركية، فقد غاب الأول عن جولة ترامب الخليجية، ما أثار قلق المسؤولين الصهاينة، خاصة بعد تحركات أميركية منفردة في ملفات حساسة، مثل وقف العدوان الأميركي على اليمن بالرغم من مواصلة الجيش اليمني استهداف الكيان الغاصب في وتيرة متصاعدة وذلك في سياق دعم قطاع غزة والضغط لوقف العدوان عليه، إضافة إلى اتفاق منفرد مع “حماس” أدّى لإطلاق سراح الأسير عيدان ألكسندر من غزة، وصولاً إلى جولات التفاوض غير المباشرة مع ايران. وبينما أعرب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن رغبته في لقاء ترامب، رفض الأخير التوقف في “تل أبيب” أو القدس المحتلة، مؤكداً أن “الزيارة لإسرائيل ستكون في وقت لاحق، وليس الآن”.
في هذا السياق، يرى الخبير في الشأن الأميركي جمال واكيم، في حديث لموقع المنار، أنّ جولة ترامب “تأتي أولًا في إطار استعراض للقوة الأميركية، بهدف الاستهلاك المحلي داخل الولايات المتحدة، حيث يسعى ترامب لتقديم نفسه أمام الشعب الأميركي بوصفه صانع إنجازات”.
وتابع واكيم موضحًا أن “الجولة شملت توقيع العديد من الاستثمارات التي تعود بالنفع على جميع الأطراف، وليست مجرد منح كما يُروَّج، بل تسهم في دعم الاقتصاد الأميركي”. وأشار واكيم إلى أن “من أهداف الجولة أيضًا إبلاغ الأطراف العربية بترتيبات جديدة في المنطقة، خاصة مع اقتراب توقيع اتفاق نووي مع إيران، وهو تطور بارز في المرحلة الحالية”.
إلى ذلك، أوضح الخبير أن “هناك تطورات لافتة في الملف السوري، تمثّلت في رفع العقوبات الأميركية، وهو ما يعكس رضى واشنطن عن السلطة الجديدة في دمشق، خصوصًا مع إعلان الأخيرة استعدادها للتطبيع مع “إسرائيل””.
وفي ما يخص “إسرائيل”، رأى واكيم أن “الولايات المتحدة تسعى إلى وقف العدوان على غزة، وقد يكون ذلك أحد أسباب الخلاف المتزايد بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ما يصب في مصلحة بعض القادة الإسرائيليين الذين يسعون للتخلص من نتنياهو”، بحسب واكيم.
المصدر: موقع المنار