من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع

من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع
من اليمن المحاصَر إلى اليمن المُحاصِر: انقلاب في معادلات الردع

غدير ضاهر

بينما كانت وسائل الإعلام الغربية تروّج “لانهيار” اليمن بعد إعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وحركة أنصار الله، خرج عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله عبد الملك الجاري ليؤكد على أن “المياه آمنة لجميع السفن الدولية باستثناء السفن الإسرائيلية”، مشدداً على أن “”إسرائيل” ليست جزءاً من الاتفاق”. هذا التصريح يعكس بوضوح أن صنعاء لا تزال ماضية في فرض معادلات ردع جديدة لا تتماشى مع حسابات واشنطن وتل أبيب.

تحول موازين القوة: من الهجوم إلى الردع

وفي الوقت الذي انسحبت فيه الولايات المتحدة من التدخل العسكري في اليمن بسبب فشلها في تحقيق أهدافها وتضاؤل تأثيرها على أنصار الله، أعلنت الحركة أنه لا معنى لوقف العدوان دون استمرار الدعم لفلسطين، بل وأكثر من ذلك، تواصل الأخيرة عملياتها ضد “إسرائيل”، مؤكدة أنها لن تلتزم بتوقف العمليات العسكرية إلا إذا توقف العدوان على غزة.

إلى جانب ذلك، فإن العملية التي استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ تجاوز الدفاعات الجوية “الإسرائيلية” لتسقط فيه، كانت بمثابة تحول استراتيجي غير مسبوق.

فهذه العملية لم تأتِ في وقت عشوائي، بل كانت في ذروة الغطرسة الأمريكية و”الإسرائيلية” التي استمرت لفترة طويلة في محاولاتها لبسط الهيمنة العسكرية من دمشق إلى بيروت. ومع سقوط هذا الصاروخ، تغيرت معادلة القوة في المنطقة.

حصار مزدوج: من البحر إلى السماء

قبل سنوات قليلة فقط، كانت صورة اليمن في الإعلام العالمي تُجسد الفقر المدقع، والدمار الناتج عن الحرب، والآلام التي يعاني منها الشعب اليمني. لكن اليوم، تغير المشهد بشكل جذري، فاليمن الذي كان يُحاصر ويدمر أصبح اليوم يفرض حصارًا على “إسرائيل”، حيث لم يعد الأمر يقتصر على تهديد أمن الطيران، بل تحول إلى مسألة هيبة وردع، تهدد مستقبل القوى التي كانت تعتبر اليمن ضعيفًا ومشتتًا.

تهديد استراتيجي

من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح له أن “اليمنيين قالوا إنهم لا يرغبون في الاستمرار في القتال واستسلموا”، إلا أن محمد عبد السلام، مسؤول المفاوضات في حكومة صنعاء، نفى هذه التصريحات واعتبرها “استعراضية”. وأكد أن موقف اليمن الثابت هو دعم فلسطين وأنهم سيواصلون الرد على أي اعتداء من أي طرف. كما أضاف أن “صنعاء ستفرض معادلات جديدة قريبًا، وأن الصناعات العسكرية في تطور هائل، ولن تستطيع منظومات العدو اعتراض صواريخنا”.

حملة عسكرية فاشلة

المحللون العسكريون في الكيان عبّروا عن قلقهم من أن الحملة العسكرية التي شنها التحالف الأمريكي والإسرائيلي على اليمن لم تنجح في كسر شوكة الجيش والمقاومة اليمنية. كما لم تنجح الهجمات الجوية الأمريكية في إضعاف القدرات العسكرية لصنعاء، بل على العكس، أظهرت التقارير أن الهجمات اليمنية استهدفت العديد من الأهداف العسكرية الأمريكية بما في ذلك إسقاط طائرة حربية أمريكية من طراز F-18.

سقوط الأمن الزائف

إن ما يحدث اليوم هو إعادة هندسة كاملة لمنطق الحرب، والفشل المدوي للمنظومات التي طالما تباهت بها “تل أبيب” و”واشنطن” وأنفقت عليها المليارات يعيد طرح علامات استفهام كبرى حول جدواها، وفعالية التكنولوجيا الغربية في مواجهة سلاح العزيمة والمفاجأة اليمني. فإذا كانت هذه صواريخ اليمن، فماذا عن صواريخ إيران؟

المصدر: موقع المنار